|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  20 / 1 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الوجه الاسود للعراق

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

تصاعدت حدة تفاقم الازمات , التي تعصف بالعراق من كل جانب وتقوده الى السقوط في الهاوية السحيقة , بالعنف والاحتراب الذي يشعل نار الحرب الاهلية , التي ستكون كارثة تقع على رؤوس الجميع دون استثناء , وهي نتيجة منطقية لفشل نظام المحاصصة الفرهودية , التي تطبقها بابداع رائع الاحزاب الاسلامية ( الشيعية والسنية ), ان هذه الاحزاب فتحت شهيتها الجائعة الى الغنيمة والفرهود , وتنافست فيما بينها , في بيع العراق بسعر رخيص في المزاد العلني , والمتاجرة بالدم العراقي , من اجل بناء امبراطوريات مالية شاهقة كالناطحات السحاب , لقد صار الفساد المالي احد الظواهر الجديدة للنظام الحكم الفاسد , الذي يتحكم برقاب المواطنين والمصير العراق , فقد اصبح شريعة العراق الجديد , بضخامة عمليات النهب والسرقة واللصوصية .

ان الكتل البرلمانية واحزابها الفاسدة , لولا مورفين الطائفية , الذي خدر ونوم العقل العراقي من التفكير السليم , وحشوه بالخطاب والشحن الطائفي , الذي يشعل الفتن والنعرات الطائفية , لولا هذا المورفين السام , لما تجاسروا على خيرات الشعب , لما طالت ايديهم في نهب اموال خزينة الدولة وافراغها بالافلاس , فقد نجحوا في دس هذه السموم الطائفية , حتى ينهبوا ويسرقوا بكل حرية وسهولة ويسر , حتى حولوا العراق الى دويلات طائفية , بواسطة مليشياتهم المسلحة , التي سيطرت على الشارع العراقي , وصار المواطن تحت رحمتهم , بفرض شريعتهم الارهابية بالشحن الطائفي المقيت .

ان القادة الفاسدين الذي انشأوا هذه المليشيات , من اجل الحفاظ على امتيازاتهم ونفوذهم , وان يتعاملوا بالسرقة واللصوصية كدين وعقيدة , حتى ينعموا بالنعيم والجنة من المال الحرام , واصبحت هذه المليشيات المسلحة غطاءهم وخيمتهم للكسب والابتزاز والاحتيال , ولا توجد قوة تردعهم وتتصدى لهم , فالحكومة واجهزتها الامنية , عاجزة ومشلولة , لاحول ولا قوة لها , لذا ترفع الراية البيضاء في استسلامها , وتقف الموقف المتفرج دون ان تتدخل , كما حدثت الاعمال العنف الطائفية في الفترة الاخيرة , في ارتكاب جرائم قتل وتخريب بشكل مروع , وحرق المساجد والبيوت والمحلات , والتصفيات الطائفية , كما حدث في محافظات البصرة وبابل وديالى , وهي تنذر باشعال شرارة الحرب الاهلية عاجلاً ام اجلاً . ان نظام المحاصصة الفرهودية , اثبت عجزه وفشله في مشروعه السياسي , في قيادة شؤون العراق وصيانة الامن وحفظ سلامة المواطنين , بل اصبح الوسيلة الفعالة في تغذية العنف والتخندق الطائفي , واصبح العراق حقل تجارب للموت الطائفي المجاني . وتقرير هيئة الامم المتحدة للشؤون الانسانية في العراق .

يتحدث عن ارقام مرعبة للخسائر التي تكبدها العراق , فيتحدث في تقريره السنوي , من الفترة يناير عام 2014 حتى نهاية اكتوبر عام 2015 , يشير الى مقتل 19 ألف قتيل . وعدد الجرحى 37 ألف جريح , وعدد النازحين داخلياً 3.2 مليون شخص , بينهم مليون طفل , وكذلك تحدث عن فضائع تقوم باقترافها المليشيات الطائفية من كل الاطراف , في ممارسة القتل والتخريب , وكذلك تحدث عن 3500 بيعوا في سوق النخاسة , كل هذه الممارسات الوحشية والمرعبة , والكتل السياسية والبرلمانية المتنفذة , تتصارع على الغنيمة والفرهود , ولا يعنيها خرائب واهوال العراق , وانما كل اهتماماتها تنصب على الحصول على المناصب والنفوذ , وعمليات بيع وشراء بما فيها الحقائب الوزارية , بحيث جعلوا من يدفع اكثر يحصل على حقيبة وزارية , وتشير المصادر المقربة من رئيس الوزراء , بأنه ينوي تغيير بعض الحقائب الوزارية الحالية , نتيجة الفشل في الواجب والمسؤولية , ولم يقدموا شيء نافع للمصلحة العامة , سوى الانغمار في الفساد المالي , ولهذا ليس غريباً في السياسة العراقية العمياء والعرجة والصماء , بأن يهدد احد الوزراء على قائمة الابعاد عن الطاقم الوزاري , من التشكيل القادم , ان يهدد رئيس الوزراء بالويل والثبور وعظائم الامور , اذا ابعد من حقيبته الوزارية , بما فيها مقايضة العبادي عشائرياً , اذا تجاسر على حصنه الوزاري , لان الوزير الهمام كما يقول , دفع اموال طائلة في شراء حقيبة وزارته .

هكذا يتم التعامل السياسي بين اطراف المحاصصة الفرهودية , من بيع وشراء المناصب , والمساومات المالية على الحقائب الوزارية , فكيف لا يصيب العراق الخراب والقتل وسفك الدماء , بشكل يومي , وهو يدل على فشل المشروع السياسي لهذه الاحزاب , لانهم بكل بساطة حرامية ولصوص , ولا يرتجى منهم سوى الخراب والموت الطائفي المجاني , ان وضع العراق المتخندق بالاحتراب الطائفي , تبرز حقيقة لا مناص منها ولا يمكن تجاهلها , بان تقسيم العراق الى دويلات اصبح واقع ضمن نظام المحاصصة الفرهودية .

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter