|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  1 / 8 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لماذا المرجعية الدينية تتحدث بصوت خافت مع الفاسدين ؟

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

المرجعية الدينية الموقرة , لها مكانة وموقع مرموق , في الخارطة السياسية العراقية , ولها تأثير وزخم شعبي عريض وواسع , بأن تكون كفة الميزان في الواقع السياسي , ولكنها مع الاسف لم تفعل ولم تستثمر دورها الكبير في الشأن السياسي , ليصب لصالح العراق ويخدم الشعب , لم تواجه الطغمة الحاكمة بالمواجهة الحادة وبالفعل الحاسم والقاطع , وبأشارة منها تجعلهم مصابين بالذعر والخوف على مصيرهم , وبأستطاعتها ان تزلزل الارض تحت اقدامهم , ليهبوا بالفرار والهروب كالفئران المذعورة , وان صوتها يعلو على كل الاصوات , وهي تدرك عمق فادحة الخراب العراق من الطغمة الحاكمة بأحزابها الفاسدة , التي تعج بالعتاوي الشرسة والضارية , في السرقة واللصوصية . وبأستطاعتها ان تقلب المعادلة السياسية على رأس الاحزاب الفاسدة وتصل بهم الى اسفل قاع الحضيض . ولكنها لم تفعل ذلك , بل اختارت طريقاً غير مثمر كحبة الاسبرين في معالجة الورم السرطاني الخبيث , وبالصوت الخافت المبحوح والخجول , الذي يقابل بكل غطرسة واستهتار واستخفاف من قبل الفاسدين , الذين يتحكمون بشريان الدولة والحكومة والبرلمان , تتحدث بشكل حديث عمومي عن الفساد والفاسدين , دون تشخيص الاسماء والعناوين والهوية التي تحملها الاحزاب الفاسدة واسماء الفاسدين , كأن الفساد والفاسدين , غزوا العراق من كواكب مجهولة , وكأن الفاسدين اشباح , وليس لهم اسماء معروفة , ليس لهم هوية وانتماء سياسي , بعناوينه المعروفة والمكشوفة . لماذا هذه النعومة والدلال والطراوة مع الفاسدين ؟ وهي تعرف وتدرك دورهم المتوحش في الفساد والارهاب الدموي . دورهم الاساسي في النهب والسرقة واللصوصية . هذا الدور الذي تمارسه المرجعية الدينية الموقرة , لا يرتقي الى مسؤولياتها الدينية والاخلاقية , كأنها تتغاضى عن جرائمهم بحق الشعب والوطن , وكأن تغض النظر كأنها لا ترى ولا تسمع , عمليات النهب الكبرى , وعمليات معاول الهدم بحق العراق والشعب .
 والسؤال الكبير الذي يدور في الاذهان , لماذا لا تدعو الى الجهاد ضد الفاسدين وهم اخطر بكثير من وحوش داعش والدواعش , مثلما دعت الى الجهاد ضد تنظيم داعش الارهابي . وهبت جموع العراقيين الغفيرة , تلبي نداء المرجعية بالجهاد الكفائي , الذي زلزل الارض تحت اقدام الدواعش , وهبت مذعورة كالفئران في الهروب , وسادهم الخوف والخذلان , الذي ادى الى انتصارات عراقية باهرة , وتحولوا وحوش داعش الى جرذان تفتش عن حفر وجحور في الهرب , وبعضهم ارتدى زي النساء وحلقوا لحاهم المقملة , وهذه الحفنة من الطغمة الحاكمة , هي اضعف بكثير من وحوش داعش . لهذا يبقى السؤال دون اجابة شافية , لماذا لم تفعل المرجعية الدينة واجبها الجهادي مع الطغمة الفاسدة ؟ , لماذا الكيل بمكيالين ؟ , وان بقاء هذه الاحزاب الفاسدة , تعمق الجراح والخراب للعراق , لانها سرقت الغالي والنفيس , وتركت العراق على شفا الافلاس , وعلى المواطن ان يكون كبش فداء للاحزاب الفاسدة الحاكمة , ونكتفي بتصريح احد اعضاء لجنة النزاهة البرلمانية , لنعرف حجم الفساد الخرافي بالارقام الخيالية , حيث يصرح بأنه ( منذ عام 2003 , بأن هناك اكثر من 600 مليار دولار , ليس لها وصولات , ومبالغ اخرى شابها عقود وفساد وهمية , ومشاريع متلكئة فيها خروقات ومخالفات , وان الفاسدين يعملون ليل نهار , لتهريب العملة , فضلاً عن الشركات الوهمية والعقود المزيفة ) هذه شهادة من احدهم والمرجعية تعرف اكثر من ذلك , حين تتحدث عنهم بأنهم ( يلهثون وراء الامتيازات والمنافع المادية , وانهم خانوا الامانة وخذلوا الشعب ) ألم يكن المنطق والقانون والشريعة السماوية , تدعو الى الجهاد ضد الفاسدين ؟؟!! , ولا يمكن ان ينالوا العفو والغفران والبراءة من المرجعية الدينية , ينبغي عليها , ان تطالب بتطبيق حكم القانون وعدالة وميزان الحق , بأن هذه الاتهامات , ترتقي الى مستوى الخيانة الوطنية , ولا يمكن التساهل معهم , لانها مخالفة للشريعة والدين والاخلاق والمنطق , فكيف هم مازالوا في الحكومة والبرلمان , عينك عينك , دون حرج ؟ وفي استمرارهم في النهب والسرقة , دون اي احترام الى تحذيرات المرجعية الدينية , بل انهم يستخفون بها باستهتار وصلافة واحتقار . لذلك لم يردعهم عن غلهم وفسادهم , التصريحات الخجولة الخافتة من المرجعية , وهم يستهينون بتضحيات العراقيين , وباعتراف المرجعية الدينية بقولها ( كتب على العراقيين , ان يجاهدوا بأنفسهم واموالهم , دفاعاً عن الوطن والعرض والمقدسات , أمام هجمة المتوحشين الدواعش ) وتضيف بأن ( العراقيين تسابقوا في الحضور في جبهات القتال , وقدموا تضحيات كبيرة وحققوا انتصارات مهمة ) , ثم تتساءل ( اين تلك التضحيات , من امراض اصابت ضمائر من خانوا الامانة وخذلوا الشعب ) ألم تستدعي الحاجة الملحة والقصوى الى الدعوة الى الجهاد ضد الفاسدين , كالجهاد الكفائي , وهم اخطر بكثير من الدواعش , بالدعوة الى هذا الجهاد , يكون العراق وصل الى شاطئ الامان والسلامة
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter