|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  18 / 9 / 2013                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عشر سنوات من الكذب والاحتيال

جمعة عبدالله 

نعمة التغيير بسقوط الحقبة المظلمة , وتحول العراق الى عهد جديد , من التغيير الذي طال انتظاره , وكان الشعب في العهد الظلم الاسود والمشؤوم , يدفع ثمن باهظ باستنزاف طاقات بشره وحجره , ولكن لم يتوقع احدا , بان هذا الوليد الجديد من مخاض الصعاب ومن سنوات العجاف يتحول الى وليد هجين وكسيح ومشلول , ويكون نقمة يرزخ تحت وطئتها الشعب . ويتحول الى الغضب الالهي وهو يسدد بسهامه النافذة لنحر الشعب , ليترنح بين الاهمال والانكار , وعسف الارهاب والظلم الطاغي , ومصاعب واهوال حياتية , ترهق حياته اليومية , وتبعده كثيرا عن الحياة الكريمة ومستقرة بالعدالة والانصاف . نتيجة عمليات الفساد , التي تعدت الحدود والمنطق والمعقول , اذ تحول الجهاد العظيم للاطراف السياسية , التي استلمت زمام الامور ودفة الحكم , حيث اختزل جهادهم العظيم , على الفرهود والغنيمة والشهرة , وحشروا العملية السياسية الجديدة , في نفق مظلم وفي دهاليز الفساد المالي , فتبخرت رياح التغيير , وحلت رياح الطائفية السوداء والشريرة والمسمومة . لتمزق الوطن وتفرق وحدة الشعب ونسيجه الوطني والاجتماعي , فصار التخندق والاحتقان الطائفي , سمة الواجهة السياسية للمشهد العراقي المؤلم , فضاعت الدولة في جيوب افاعي الفساد , وغاب الاصلاح بتحسين حوال الوطن والمواطن . وداهم الشعب مشاعر الاحباط والقنوط واليأس , ولم يسعفه معسول الكلام , الذي سرعان مايتبخر في الهواء , لانه بدون رصيد , ويخرج من طرف اللسان ليختفي بريقه باسرع من البرق والرعد , وهدفه ذر الرماد في العيون . لان هؤلاء القادة , امتهنوا صناعة المكر والخداع , وهم يتامرون خلف الكواليس , او خلف الكاميرا , من عقد صفقات ومقايضات تطعن قلب الوطن , وتساعد على انتهاك حرمة وكرامة المواطن , وتمزق حقوقه المشروعة , التي كفلها الدستور , الذي وضع في الرفوف المهملة والمنسية , من قبل صعاليك السياسة الجدد . الذين لم تشبع شهوتهم من السلطة والمال الحرام , فقد سرقوا الفرح والبهجة من وجه الوطن , كما اعترف احد فرسان البرلمان ( مسخرة الزمان ) , بان الشعب ضائع ودايح وسايح وبائس ومسكين والمكرود والمجروح والمقتول , لكنهم تناسوا وتجاهلوا بالعنجنية والغروروالصلف والتعنت والكبرياء المزيفة , بان حقيقة الشعوب , بانها تمهل ولا تهمل . واذا رفع صوته عاليا, سيمزق طبلة اذانهم , ويدخل في قلوبهم الخوف والقلق والرعب , من مستقبلهم المجهول . ان الشعب قادر ان يعيد , البسمة والبهجة الى روح الوطن المفقود والمقتول . والويل لهم اذا تمرد وانتفض واطلق المارد الجبار المحبوس في داخل الصدور . ان الشعب قادر على استرجاع الخير والبركة والنعمة , والعراق جالس فوق بحر من الذهب الاسود ,سيطرد السراق والحرامية وشياطين السياسية , الذين باعوا ضميرهم وذمتهم في سوق النخاسة , بابخس الاثمان . عند ذلك سيولد الوطن من جديد , ويبزغ الفجر الحقيقي لتغيير . ان الحياة الحرة والحياة الكريمة , لا تؤخذ بالتمني او بالمنحة او الهبة كمكرمة يتصدق بها على الشعب الدايح , وانما بالارادة الشعبية الثورية , الرافضة للواقع المرير .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter