|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  16 / 7 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

داعش في نسخة البعث الجديدة

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

زوبعة داعش التي هاجت , بعواصفها المدمرة , وكبدت العراق خسائر فادحة , في الارواح والمعدات والمال , واحتلت مساحات شاسعة من العراق . وسقطت مدن مثل الموصل والانبار وصلاح الدين والفلوجة ومناطق واسعة اخرى . واعلنت الخلافة الداعشية التي لا تقهر , وهددت في احتلال بغداد , وخاصة انها تملك اخطبوط واسع , من الخلايا النائمة , ومن ايتام البعث , الذين هم الواجهة السياسية لتنظيم داعش الارهابي , ويشتركون في الحكومة والبرلمان , من خلال المساهمة في قيادة العملية السياسية العوجاء والعمياء والعرجاء والمنبطحة . التي اصبحت وبالاً وكارثة على تحطيم العراق , ولم تقدم سوى الخراب والفساد والموت المجاني . ان بروز داعش بهذا الانطلاق العاصف والسريع , كالهشيم في النار , لانه يعتمد بالدرجة الاولى , على كفاءة وخبرة ومساندة ودعم من ازلام البعث . لانها الجنين الشرعي لمدرسة البعث , الذي يعتمد على نهج الوحشية والتدمير والخراب . وعلى الاسلوب نفذ ثم ناقش , لذلك لايمنح الثقة والامان حتى لعناصره وقياداته المنظوية في صفوفه , فأن الشك والريبة , قد تؤدي الى قطع رأس صاحبها , وفي الفترة الاخيرة تكاثرت عمليات قطع الرؤوس لعناصره وقياداته , التي ترافقت مع انكساراته وهزائمه في مختلف جبهات القتال . فقد استطاع الجيش العراقي وقوات الحشد والعشائر , ان تأخذ زمام المبادرة , وتلحق بالتنظيم الارهابي الهزائم الساحقة , مما جعلته يترنح ويتقوقع بالانهيارات الكبيرة , وبات محصوراً ومخنوقاً في الموصل , وهو ينتظر السقوط والاندحار الكامل , وهي محسومة سلفاً , واخراجه نهائياً مسئلة وقت لاكثر , لكن مدرسة البعث الحربائية , تتكيف مع كل الظروف السياسية , وتتلائم مع المناخ السياسي بثوب جديد مخادع من الام العاهرة البعث , ولكن الظرف السياسي الذي يعصف في العراق يتطلب الحسم , لا المراوحة والانتظار والتلاعب على الحبلين . لذلك تغيرت اللغة السياسية لواجهة البعث , المنخرطين بالخداع والنفاق بالعملية السياسية الهشة والمنبطحة على بطنها , وهي تكشف عورتها للقاصي والداني , لذلك عبر احد رموز البعث صراحة , عن نهجهم السياسي , بعدما استغلوا الاحزاب الشعية الفاسدة , التي وجدت ضالتها , في الانخراط في الحواسم والغنائم والفرهود , وصار دينهم وعقيدتهم الدينية , ولم تعد تحسب حساب الشعب , مصيره ومستقبله , طالما هم غارقين في بريق الدولار , والنهم والجشع الاناني في تكبير وتضخيم ارصدتهم المالية , حتى لو كان على جماجم ابناء جلدتهم , طالما هم في نعيم فردوس الجنة , وشطبوا عاقبة الله والزمن , مما جعلهم منبطحين , بأن يكونوا مطايا يركبها ايتام البعث , , لذلك صرح النائب البعثي ( ظافر العاني ) الذي لم يتوانى في كل مناسبة ان يمجد ويعظم قائده المقبور , ويعلن بكل فخر واعتزاز في انتماءه الى حزب البعث , لقد قال بصريح العبارة , دون لف ودوران , اعقاب التفجير الدموي في الكرادة . بأن التفجيرات الدموية , لن تتوقف إلا بعودة البعث الى السلطة التنفيذية بشكل فعال , بحجة كما يدعي , بعودة الحق الى اصحابه واهله الشرعيين , اي انه يطرح مقايضة سياسية واضحة , عودة البعث الى الحكم والسلطة , مقابل الامان في الوضع الامني . وهذا يدق ناقوس الخطر ليس الى الاحزاب الشيعية الفاسدة والمنبطحة , والنائمة في سبات المال والدولار , وانما موجه الى الشعب . اما ان يسحب البساط من هذه ا لاحزاب الفاسدة , ويرميها في نفايات مقالع الزبالة , واما ان يقبل بعودة حزب البعث الى السلطة والحكم , لا طريق ثالث له .
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter