|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  15  / 7 / 2015                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هكذا تجرع خامئني السم النووي

جمعة عبدالله 

واخيراً وقعت ايران في فخ ( الشيطان الاكبر ) وسقطت كل شعاراتها البراقة , التي عمرها لم تقتل ذبابة واحدة , وسقط التهريج السياسي والمزايدات الرخيصة , الموجهة للاستهلاك الداخلي فقط , والضحك على الذقون , بمحاربة الشيطان الاكبر ورمي اسرائيل بالبحر , وهكذا تروّض بكل وداعة الحصان الجامح , الذي رفض الدخول الى اسطبله , ومعرفة حجمه الحقيقي , لمدة اكثر من 12 عاماً , من العناد والعنجهيات الفارغة , التي جلبت البلاء والخراب للشعب الايراني , وبشماعة الانتصار على الشيطان الاكبر , وتحقيق النصر عليه من خلال طموح الانتاج السلاح النووي , والدرع الصاروخي النووي , الذي يرهب الاعداء ويشل اطماعهم , ويصيبهم بالفزع والرعب من دولة ايران النووية , ويأتي الاتفاق النووي ليحطم ويبدد هذه الاحلام والطموحات , بل يتبدل الى الانصياع والخضوع الكامل الى الشيطان الاكبر , الذي اعاد الحصان الجامح الى اسطبله وحجمه الحقيقي , ووضع حداً نهائياً في حلم القيادة الايرانية , في انتاج السلاح النووي , والآن عليها التخلص منه باسرع وقت , لانه يشكل عبء ثقيل عليها , وان تكون المنشأت النووية والعسكرية , وحتى المدنية المشبوه في امرها , خاضعة الى التفتيش والمراقبة الدائمة , وفي اي وقت وبشكل مفاجئ , كما تنص عليه بنود الاتفاق , وعلى طهران التخلص من مخزونها النووي بنسبة 98% من مخزونها الموجود , وعدم توريد او شراء الاسلحة الصاروخية لمدة 5 الى 8 سنوات , وعدم رفع العقوبات والحصار الدولي الخانق والمتشدد على ايران , وعدم رفع تجميد الارصدة والاموال الايرانية المحجوزة , إلا بعد خطوات ملموسة من تنفيذ بنود الاتفاق وبشكل تدريجي , وعلى ايران بموجب الاتفاق ان تخضع لكل شاردة وواردة في انتاج العسكري والنووي , وعدم رفع الحظر على بيع النفط الايراني في الاسواق الدولية , بمعنى استمرار الازمة الاقتصادية والمالية التي تقاسي من ثقلها ايران وشعبها , وتكون بالكامل تحت مجهر الشيطان الاكبر.

هكذا ذهبت عشرات المليارات الدولارية , في الانفاق على الانتاج السلاح النووي , ادراج الرياح , وهكذا تحطمت الطموحات في انتاج السلاح النووي , وهكذا دفع ويدفع الشعب الايراني فاتورة الحساب الباهظة , بسياسة التقشف الصارمة والمتشددة , نتيجة الحصار والعقوبات الدولية الصارمة , حتى انتهت جولتها بالخضوع الكامل الى الارادة الشيطان الاكبر والاستسلام له , وكما حدث في ليبيا في عهد الدكتاتور المجنون ( معمر القذافي ) بغارة امريكية واحدة , رفع الراية البيضاء , في منح مصانع السلاح الكيمياوي ومواده , التي كلفت من 6 الى 7 مليارات من الدولارات , وفي الاخير يتوسل بالامريكان ان يخلصونه منه , ومنحهم اياه بالمجان دون مقابل , وكذلك الطاغية ( صدام حسين ) حين استسلم بذل ومهانة الى شروط الاستسلام , بان يحق لفرق التفتيش الدولية , ان تفتش اي مكان بما فيها غرفة نومه , بحثاً عن السلاح الكيمياوي , كأننا امام مسلسل مهازل الحكام , من التهديد الكامل والصاعق والمدمر الى امريكا واعوانها , الى الاستسلام المذل والمهان , والتوقيع على الابيض , حسب مشيئة الشيطان الاكبر , هكذا كانت خاتمة العناد والتهور , بالخضوع الكامل الى الارادة الامريكية ( الشيطان الاكبر ) , وتنتهي بالتوسل الذليل لرفع العقوبات والحصار الدولي , بالمسايرة الكاملة , وبنود الاتفاق خير دليل لمعرفة شروطه الواضحة , التي لا تقبل الطعن والتأويل , وتصريح الرئيس الامريكي ( باراك اوباما ) يضع حداً لمهازل الانتصار الايراني المزعوم , حيث قال وهدد ايران باقوى العبارات المشددة , اذا انتهكت او اخلت ايران في التزامها بموجب بنود الاتفاق , بان ستكون عواقب وخيمة وشديدة عليها , واشار الى ان الاتفاق يتيح مراقبة وتفتيش المنشأت الايرانية النووية والعسكرية , وفي اي وقت كان , حتى يتم نزع انتاج السلاح النووي بالكامل  .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter