|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  15 / 9 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

احزاب سياسية أم شركات للصيرفة المالية ؟

جمعة عبدالله
(موقع الناس)


غريب وعجيب في عراق الفساد , الذي تجاوز حدود المعقول والمنطق والخيال , بحرق ودفن المبادئ والمفاهيم والقيم التعامل السياسي , واهمية الاحزاب في تدعيم مؤسسات الدولة , نحو الديموقراطية , والمنافسة الحزبية الشريفة والعادلة , لقد احرقوا القوانين والاعراف السياسية والقانونية , وحولوا كل القيم والمبادئ , الى اخلاق الحرامي واللص والمجرم الشرير . وضمن هذه الفوضى تحولت الاحزاب الحاكمة , الى شركات صيرفة مالية , هدفها الاعلى , الربح والاختلاس والاحتيال , وتطبيع نهج الدولة , الى نهج وسلوك عصابات المافيا , لانهم اعتبروا نظام المحاصصة الفرهودية . الر ابح الاكبر لهم , بجعل الدولة ومؤسساتها تابع لهم , في نهج الاستيلاء والاستحواذ , مما يسعر الى اقصى حد , عمليات الاختلاس والاحتيال والابتزاز , من اجل تكبير ضخامة ارصدتهم المالية في البنوك , وامتلاك احزابهم قدرة مالية هائلة , بأن تستطيع ان تشتري اكبر عدد ممكن من الاصوات الانتخابية , كي تستطيع ان تتنافس في شراء صوت الناخب لصالحها , طالما تملك القدرة الكبيرة على الدفع المالي , واغراء المواطن ان يبيع صوته الانتخابي . دون اي اهتمام وقيمة الى برامجهم السياسية . لان في الاخير يكون الفائز الاول في الانتخابات , من يدفع اكثر مالاً , من يصرف مالاً اكثر في شراء الاصوات الانتخابية . هذه القاعدة الاساسية التي تسترشد بها الاحزاب الحاكمة . وما كشف عنه البنك المركزي العراقي , إلا قليلاً من عمليات الفساد الحامية الوطيس , فقد صرح البنك المركزي العراقي , عن مبايعاته في عملة الدولار , وذكر في تقريره المالي , بأن الاحزاب الحاكمة في الحكومة والبرلمان , تربح شهرياً من تصريف العملة العراقية بالدولار , تقريباً مبلغ بقيمة 450 مليار دينار شهرياً , في شراء الدولار بسعر رخيص وبيعه عبر شركاته المتنفذة في الصيرفة , بسعر اعلى , والفرق بين الشراء والبيع , ينتج ربحاً مالياً قيمته 450 مليار دينار شهرياً , يتم تقاسمها بين هذه الاحزاب المتنفذة , عبر شركاتهم الصيرفية المتنفذة . وبهذه البساطة والسهولة , في ظل غياب القانون , تتحول هذه الاحزاب الى عصابات المافيا , يتحكم في عقلها السرقة واللصوصية , في ظل سبات في النوم العميق , السلطة التشريعية والقضائية , وهما ايضاً غارقتان الى القمة في الفساد والرشوة , ولكن القضاء والقانون يستيقظ من غفوة اهل الكهف . حين يسرق الفقير البائس رغيف خبز او علبة كلينيس , يكون القضاء والقانون , صارماً وماحقاً وقادحاَ ورادعاً وقاسياً , كالسيف البتار , لان السرقة واللصوصية والفساد , هي من اختصاص اهل الجاه والمقام والنفوذ العالي , بأن حلال عليهم السرقة واللصوصية , بأسم الدين والمذهب والشيطان , لهذا لم نسمع بنبس كلمة واحدة , ولا حس ولا همس ولا هسيس خافت , عن الشخص الذي سرق مبلغ مالي قدره 6,5 مليار دولار , وحولها الى رصيده البنكي الشخصي , لم نسمع هسيس حتى لو بخجل من السلطة القضائية , كأن هذا المبلغ بسيط ليس له قيمة واهمية , حتى يشغل بال السلطة القضائية , ولكن سمعنا بالوقوف بكل اكرام واجلال وتقدير , في براءة رئيس البرلمان ( سليم الجبوري ) بقرار قضائي بالبراءة اسرع من سرعة الضوء , رغم ان ملف تهم الفساد والابتزاز يتجاوز مليار دولار ......... فمبروك عليهم في اقامة دولة الفساد . اما الشعب فليذهب الى الجحيم , وبئس المصير  .
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter