|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  14 / 2 / 2016                                           جمعة عبدالله                        كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لعبة العبادي في حكومة تكنوقراط

جمعة عبدالله
(موقع الناس)

بعد الفشل والاحباط والخيبة , التي اصابت الواقع السياسي والشعبي , في عدم تنفيذ وعود الاصلاح التي اعلنها العبادي بنشوة النصرفي اول وهلة , التي تحولت الى انكسار وانهزام . رغم مرور اكثر من العام من وعود الاصلاحات ومازالت حبر على ورق , رغم الضغوط الهائلة على العبادي , ان يحرك يديه المكبلة , وان يبدأ بخطوات تنفيذية للاصلاحات التي يتطلبها الظرف الصعب والحرج , وبالتحديات التي تتطلب بخروج العراق من عنق الازمات الخانقة , حتى يضع العراق قدميه على سكة الاصلاح والسلامة , لكن التلكؤ والتماطل والتراوح والتأخير والتأجيل , اعطى فرصة ثمينة الى جبهة الفساد والفاسدين , ان تعييد تجميع قواها وتتوحد , وترد الصفعة الى وجه العبادي , لتجعله يتخبط بضعفه وفشله وعجزه . حتى صار الفاسدين من الطبقة السياسية الحاكمة , ان يفرضوا ارادتهم وان يكون صوتاً ناطقاً بأسمهم , بأن جعلوا العبادي مثل ( بلاع الموس ) يترنح بشخصيته الضعيفة والفاشلة تحت ضرباتهم , وان يهجر كلياً وعود الاصلاح , ويتركهم احرار يعبثون بما يشاءون . فلا اصلاح ولا تصدي للفساد الذي ينخر الدولة , ويضع خزينة الدولة على شفا الافلاس , والعجز في تسديد متطلبات الدولة والحياة . بمعنى تدجين العبادي بالشلل الكسيح التام , واصبح ينفخ في قربة مثقوبة .

فقد تخلى عن ذلك الصخب في البداية بالتهديد بضرب الفاسدين بيد من حديد , لكنه لم يجسر لحد الان ان يقدم فاسد واحد الى الاستجواب والمحاسبة والمعاقبة , رغم ان اللصوص الذين نهبوا خزينة الدولة , ملفاتهم واسماءهم وعناوينهم وهوياتهم , اصبحت معروفة للقاصي والداني من الاحزاب الاسلامية الفاسدة , سواءأً من الضفادع المعممة , او من الجرابيع الافندية , الذين وجدوا فرصتهم الذهبية في نظام المحاصصة الفرهودية , في النهب والسرقة , ونحروا العراق من الوريد الى الوريد ودفعوه الى الخراب والدمار بكل عنفوان وشهية جائعة , وبعد ان اوصلوا العراق الى نفق مظلم مسدود . بدأ العبادي يعزف على نغمة حكومة تكنوقراط , لتنصل من وعوده الاصلاحية وامتصاص النقمة الشعبية العارمة ضده .

ان هذه كوميديا الجديدة حكومة تكنو قراط من احزاب المحاصصة الفرهودية , حكومة حزبية تابعة الى احزابهم , يعني خروج حرامي بعد الشبع والتخمة , ليحل محله حرامي جديد من نفس طينة الاحزاب الفاسدة , وليس خارج طينتها , مستقلة وغير حزبية , وتعتمد بالاساس على معايير الخبرة والكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية بنزاهة وطنية , ليس المعني بحكومة تكنوقراط , وضع الرجل المناسب في المكان المناسب , بل تضم شلة حرامية جديدة , يجربون حظهم في السرقة والاختلاس , وتابعة الى احزاب المحاصصة الفرهودية , لذلك سارعت احزاب المحاصصة الفرهودية الى الاستجابة بالرضى والقبول والتشجيع والارتياح .

وما المسرحيات الكوميديا . كأن العبادي يمثل دور المهرج , بعد ان كبلوا ايديه باغلال واصفاد المحاصصة الفرهودية , يطالبونه بالاسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط , او سحب الثقة عنه , ووضعوا استقالات وزراءهم تحت تصرفه , وما هذه المسخرة الجديدة , إلا الضحك على الذقون , واذا كانوا جادين قلباً وقالباً الى تشكيل حكومة تكنوقراط . يجب ان يعلنوا صراحة , بأن تكون حكومة تكنوقراط خارج احزابهم الفاسدة ومستقلة وغير حزبية . ان يعلنوا فشل مشروع المحاصصة الفرهودية , الذي جلب البلاء والخراب للعراق , والعراق مليء بالكفاءات والخبرات موجودة في اشخاص تكنوقراط , لكن خارج تبعية احزاب الفساد الاسلامية , أن هؤلاء باستطاعتهم انتشال العراق من الغرق , ولكن الامر يحتاج رئيس حكومة يتمتع بشخصية قوية , يمتلك العزيمة والارادة , وهذه الخصال غير متوفرة في شخصية العبادي الضعيفة والمهزوزة
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter