|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  6  / 4 / 2016                                            جاسم العايف                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

التشكيلي" طاهر حبيب ".. يشهر الجمال بمواجهة الخراب

جاسم العايف *
(موقع الناس)

دون اهتمام الجهات الرسمية المعنية بالثقافة والفنون، وبحضور عدد من الفنانين والأدباء والكتاب، وبعض متابعي الفنون والثقافة ،افتتح الفنان التشكيلي"طاهر حبيب" في 19 آذار 2016، ،معرضه الشخصي الرابع ، تحت عنوان : "الظل المضيء.." (1) ، وعلى قاعة "جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة". " الظل المضيء" أكد فيه الفنان "طاهر حبيب" على إن التغريب وهيمنة المادة في بناء السطح التصويري للوحة المعاصرة يمنحنا هارمونية بَصرية متناغمة في اللون وعوالمه الجمالية - المتعددة والمتسمة برؤى فنية معاصرة. التشكيلي "طاهر حبيب" مواليد البصرة 1953 ،بكالوريوس رسم- فنون تشكيلية، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، و نقابة الفنانين، و جماعة آبسو- تشكيل،وأقام منذ العام 2005 معارض شخصية تشكيلية، في البصرة ،وبابل ، وبغداد، كما شارك في معارض جماعية عدة في بغداد والبصرة،وبعض المحافظات العراقية،ودأب على التواصل في جميع المعارض التشكيلية التي أقيمت في مهرجانات المربد منذ سقوط النظام. التجربة التشكيلية التي قدمها الفنان"طاهر حبيب" من خلال معارضه الشخصية أو التي شارك فيها أثارت الاهتمام والانتباه الجاد فكتب عنها بعض نقاد الفن التشكيلي والكتاب، وفي مقدمتهم أستاذنا القاص الرائد "محمود عبد الوهاب"، والكاتب والناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي، والفنان والناقد التشكيلي هاشم تايه، والناقد زهير الجبوري، والشاعر عادل مردان، والشاعر احمد العاشور، والقاص والشاعر نبيل جميل، والكاتب عبد الأمير الديراوي.. وغيرهم ، كما اختارته "فنارات" مجلة "اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين - البصرة" في عددها الثالث، فناناً للعدد، وزينت لوحاته المتعددة أغلفتها الملونة.

يؤكد الناقد والفنان التشكيلي "هاشم تايه" في تناوله للتجربة التشكيلية للفنان "حبيب" في دراسة كتبها بتاريخ27/4 /2015 ، وتم نشر بعضها في دليل معرض"الظل المضيء" : عالم "طاهر حبيب" عالمٌ كتوم لا سبيل لعناصره للإفصاح كأن كلّ كائن فيه مقسور على الارتداد.(..) "حبيب" يواصل التركيز على إنشاء لونية متناغمة تُغطي سطوحه التصورية، ذاهباً إلى خلق فضاء ناعم متسع لكائنات شرعت في التكوين في زمن لا تُعرف بداية له،وعانت من عجزها عن الوجود في أشكال مستقرة تجعلها تنتسب إلى هويات خليقية محددة,وإنها دائمة التبدّي في طبيعة هلامية رجراجة طافية على بحيرة من التعدد اللوني. ويضيف :إنها كائنات واهنة غرقت في الصمت بعد إخفاقها في القفز إلى عالم الصيرورة الضاج بالحياة، حيث الخلائق والأشياء ، بعد أن أنجزت تحققها الخليقي التام،واستقرت أرواحها في جسوم وأجرام مميزة، لعل (طاهراً) حرص على أن يطلعنا على عالمٍ آخر من الوجود الهش الطائف ، مكلوماً بأحلامه العاجزة على تخوم عالمنا بعرامة غروره وتبجحه.وقد تفضل بعض الزملاء الذين حضروا افتتاح المعرض على توجيه التحية للفنان "طاهر حبيب" من خلال تسجيلهم الانطباعات المخلصة - الخاصة في سجله ، فكتب الأستاذ القاص "محمد خضير" بعض انطباعاته ومنها:" الشكل واللون يتضافران هنا في علاقة متكاملة ،حيث يؤطر اللون ببهائيته واضاءاته الأشكال المدروسة والمختزنة في تجربة إنشائية طويلة، فجاءت اللوحات مصداقاً على هذا التضافر.. واستعمال الفنان"حبيب" لخامة الباستيل لأول مرة، عكس قدرته المتميزة على تنويع الخاصات".

نلاحظ إن اللوحات التي قدمها الفنان التشكيلي " طاهر حبيب" في معرضه الرابع،مهمومة بشكل جلي بحسٍ تجريدي- غنائي ،و مركزأً فيها على طاقاته اللونية المتميزة، والتي يأمل من خلالها الذهاب إلى منطقة استهداف المشاهد،بصرياً وتفاعلاته روحياً،في الحصول على الاستجابة والتأثير. الفنان"طاهر حبيب" بما قدمه في " ظله المضيء " من لوحات مبهرة لونياً هي الإجابة ،غير المخفية، والواضحة،بلا جدالٍ أو تعميةٍ، على الخراب والخسارات التي تحيطنا ،من جميع الجهات، وتسم حياتنا ،في عالمنا اليومي الراهن المشبع بالنكوص والإهمال والقهر والعذابات، لكنه ،من جهة أخرى، الغافي بأحلامنا التي يحاول البعض، برؤى ظلامية، وتوجهات نفعية - غائية ملفقة، أن يجعلها متوارية خلف ظلال المظلومة التاريخية ، بينما يغلفنا، ووطننا ، رغم ثرائه المادي- الروحي الهائل، البؤس والإهمال والتردي اليومي الدائم والمتواتر.


(1)
استجاب الفنان "طاهر حبيب الأحمد" لرجاء الأصدقاء الذين لم تسنح لهم الفرصة لزيارة معرضه ومدد عرضه لمدة أسبوع.


 

* كاتب عراقي
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter