|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  9 / 10 / 2013                               إبراهيم الخياط                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تغريدة الاربعاء

أبو اسراء والشهداء ولكن..

إبراهيم الخياط *

عدّ رئيس الوزراء نوري المالكي، السبت 5 تشرين الاول 2013 ، ان "ما قدمه أبناء الحركة الاسلامية لا مثيل له من تحمل القسوة والظلم والعذاب"، وأضاف في كلمة ألقاها خلال المؤتمر التأسيسي لرابطة ذوي الشهداء في فندق الرشيد، ان "هذا لا يعني أن (الاخرين) من الذين نالوا من البعث الشهادة لم يجاهدوا على هذا الطريق (لكنهم) لم يتعذبوا كما تعذب أبناء الحركة الاسلامية".

قد يكون طبيعيا أن يقول المالكي ماقال لو كان في مؤتمر لحزب الدعوة، باعتباره أمينا عاما له، ولكن أن يحضر ويتحدث باعتباره رئيسا لوزراء العراق، فان مفردة (لكنهم) في كلامه تتحول من أخت (إن) الى أخت إجحاف للعراق القزحي بقومياته وتياراته وأحزابه، والكل يعلم أن الطاغية كان ـ بحق ـ عادلا في توزيع ظلمه وظلامه حتى على أهل حزبه المنحل ومجزرة قاعة الخلد تشهد.

لقد جاء في القرآن الكريم، في سورة يوسف، (يا صاحبيّ السجن) أي يا ساكنيّ السجن، يعني: يا من هما في السجن، وهنا جعلهما صاحبيه لكونهم جميعا فيه، وذكر الصحبة لطول مقامهم معا فيه، كقول القرآن الكريم أيضا: أصحاب الجنة، وأصحاب النار، وكلمة "صاحب" معناها ملازم، والجامع بين النبي يوسف وصاحبيه هو السجن، ونحن نقول "فلان صاحب الدراسة" أو "صاحب حج"، أو "صاحب سفر" أي ما يربط بين اثنين أو أكثر، فإما أن تنسبه للمكان، أو تنسبه إلى الظرف الذي جمع بين الأصحاب.

وفي السجن الطويل تتحوّل علاقة القيد الى مايسمو على علائق القرابة والدم والهمّ، ثم إن المقصلة حين تهوي، والحبل حين يلتف، والرصاصة حين تنفذ، والتعذيب حين يقضي، فلا فرق بين المغدورين، ولا درجات في الامتحان، وقد يتباهى ويفتخر كل حزب بما قدّم من قرابين للحرية، وهذا حق، ولكن حق العراق على رئيس وزرائه أن يكون للجميع وليس لمكون أو تيار أو كتلة أو حركة أو حزب فحتى جلاد الامس هو في ذمة رئيس اليوم.

ويستمر رئيس الوزراء في حديثه، وعندما يستدرك أن الطاغية لم يحارب فصيلا واحدا فقط، يتذكر رفاق الامس ولكنه يصفهم بـ (الاخرين)، وهؤلاء الاخرون هم ثلاثة أرباع العراق، ففات رئيس الوزراء أن ينصفهم، كما فاته أن يواسي أسر الشهداء جميعا، وأن يخفف من آلامهم، ليبث الشعور بين أبناء شعبه أنهم سواسية لديه، لا أن يصنف الشهداء، ويقسمهم، ويخندقهم، فهم كلهم مفاخر العراق، كواكبه وشموسه، وليسوا دزينة وزارات، أو رزمة هيئات (مستقلة)، وهم ليسوا قسم حاجة بألف وقسم حاجة بربع.

 

* الناطق الإعلامي لإتحاد الأدباء
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter