|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  20 / 11 / 2013                               إبراهيم الخياط                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تغريدة الاربعاء

أمانة بغداد ... حولاء

إبراهيم الخياط *

الجواهري شاعر شهير، ولد عام 1899 بالنجف، اشترك في ثورة العشرين، أنتخب نائباً في مجلس النواب عام1947 ولكنه استقال في كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث واستنكاراً للقمع الدموي للوثبة التي أستشهد فيها أخوه الأصغر، فرثاه في قصيدتين هما "أخي جعفر" و"يوم الشهيد"، وتعتبران من قمم الشعر التحريضي، شارك عام 1949 في مؤتمر أنصار السلام العالمي، في بولونيا، وكان الشخصية العربية الوحيدة، بعد اعتذار د.طه حسين.

بعد ثورة 14 تموز 1958 لقب بـ "شاعر الجمهورية" وكان من المقربين لعبد الكريم قاسم، ثم واجه مضايقات، فغادر العراق عام 1961 واستقر ببراغ لسبع سنوات، عاد للعراق نهاية 1968 بدعوة رسمية ثم غادر ثانية عام 1980 لآخر مرة، ودون عودة، فتجول ولكن اقامته الدائمة كانت بدمشق حتى وفاته وهو ابن المئة سنة، ودفن بمقبرة الغرباء في السيدة زينب، بقبر تغطيه خارطة العراق على حجر الكرانيت، وكلمات : (يرقد هنا بعيداً عن دجلة الخير).

"شاعر العرب الأكبر"، لقب استحقه بجدارة في وقت مبكر من حياته الشعرية، وارتضاه له العرب اينما كان، رغم أن الساحة العربية كانت ومازالت مليئة بالشعراء الكبار، فقد حصل على هذا اللقب عن جدارة تامة واجماع مطلق، ولا غرابة فهو متنبي العصر الحديث ولم يأت بعد المتنبي شاعر كالجواهري، حتى أن عينيته أو "آمنت بالحسين" تعد من عيون الشعر العربي الحديث، وقد كتبت بماء الذهب في الرواق الحسيني.

وبمبادرة من اتحاد الادباء ومركز الجواهري في براغ، انطلقت في نيسان 2011 حملة "أوقفوا هدم دار الجواهري ببغداد"، وعلى إثرها أعلن أمين بغداد السابق صابر العيساوي عن نية الأمانة استملاك دار الجواهري وتحويلها إلى متحف للشاعر.

وقد أعرب أغلب ورثة الجواهري عن تثمينهم لنية الأمانة مبدين استعدادهم التام للتعاون مع الأمانة لتحقيق هذا المشروع والتبرع بما لديهم من آثار الجواهري، وفي 2012 أصدرت محكمة البداءة قرارها بتلبية طلب أمانة بغداد باستملاك دار الجواهري وتعويض ورثته.

ما أدى بالمستملك منه (الساكن الحالي لدار الجواهري) أن يميز الحكم بادعائه عدم دستورية تفضيل الجواهري على غيره من الشعراء!!! فردت الهيئة التمييزية في رئاسة استئناف بغداد/الرصافة ذلك التمييز، وتم إنجاز معاملة استملاك دار الجواهري وتحويل ملكيتها إلى أمانة بغداد.

ولكن الامانة لم تتخذ للآن أيّ إجراء فعلي لتنفيذ قرار المحكمة، رغم أن المستملك ليس مقاولا، وليست لديه عقارات أو شركة حمايات، ولايمتلك قطع سلاح مجهزة بالكواتم ولا سيارات مهربة وليست الدار في المنطقة الخضراء.

 

* الناطق الإعلامي لإتحاد الأدباء
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter