|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  14/1/ 2013                                 إبراهيم الخياط                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

2013 مش حتقدر تغمض عينيك

إبراهيم الخياط *

استبشرت الاوساط الثقافية خيرا بتوجيه رئيس الوزراء نوري المالكي بإلغاء العقد الذي نوت وزارة الثقافة ابرامه مع شركة (روتانا) الإعلامية التابعة للأمير السعودي الوليد بن طلال لتنظيم فعاليات مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 والذي كان بقيمة أكثر من 11 مليون دولار.

ومرد الاستبشار لسببين اثنين، أولهما: أن العراق زاخر بالطاقات والشركات الفنية المنتجة، وخير دليل على قولنا هو الفوز السنوي الدائم لمبدعينا لا سيما الشباب في المسابقات الثقافية العربية المختلفة، وقطفهم الجوائز المتقدمة، ما يحفزنا أن نجعل عامنا هذا عراقيا بامتياز.
وثانيهما: ان المبلغ كان كبيرا ومهولا، وبخاصة اذا علمنا ان الاخراج كان خاصا ـ فقط ـ بحفلتي الافتتاح والختام.

وهنا علينا أن نتذكر أيام نيسان 2005 حيث عقد في أواسطه (مؤتمر المثقفين العراقيين) وكلفت وزارة الثقافة ـ حينها ـ الفنان (غانم حميد) باخراج حفل الافتتاح الذي جاء على درجة عالية من التنظيم والروعة والرقي، ونال اعجاب واستحسان ما يربو على ألف شخصية ثقافية وسياسية واجتماعية حضروا الحفل ذاك، في حين أسهم حوالي خمسمائة مثقف ناشط في أعمال ورش المؤتمر، وان المبلغ الذي صرف على المؤتمر بأيامه الثلاثة ووفوده وافتتاحه وختامه ومنامه وطعامه لم يتجاوز الـ 85 مليون دينار عراقي.

وربّ سائل يسأل: ولماذا اعادة طرح الامر مادام العقد قد ألغي؟ وجوابنا لان الوزارة ما أن تنهيها التوجيهات العليا أو الانتقادات الصائبة عن أمر سئ حتى تستعد وتعلن عن أمر أسوأ، فهي تبحث عن الاستعراض والتباهي الاجوف ولا تعلم ولا تدري أن فكرة اختيار أية مدينة عاصمة للثقافة تستند إلى جعل الثقافة عنصرا مهما في حياة المجتمعات ومحورا من محاور التنمية الشاملة، كما تقول اللائحة الموقعة، وتهدف الفكرة ـ أيضا ـ إلى تنشيط المبادرات الخلاقة وتنمية الرصيد الثقافي والمخزون الفكري والحضاري، وذلك عبر إبراز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة لفعاليات تظاهرة عاصمة الثقافة وتنمية ماتقوم به من دور رئيس في دعم الابداع الفكري والثقافي تعميقاً للحوار الثقافي والانفتاح على ثقافات وحضارات الشعوب وتعزيز قيم التفاهم والتآخي والتسامح واحترام الخصوصية الثقافية.

ان فكرة (العاصمة الثقافية العربية) شُرعت عام 1996، بناءً على اقتراح للمجموعة العربية في (اليونسكو) بباريس، وتم اعتماد تونس أول عاصمة للثقافة العربية عام 1997 ، ثم الشارقة 1998، فبيروت 1999، فالرياض 2000، فالكويت 2001، فعمّان 2002، فالرباط 2003، فصنعاء 2004، فالخرطوم 2005، فمسقط 2006، فالجزائر 2007، فدمشق 2008، فالرياض ثانية 2009، فالدوحة 2010، فسرت الليبية 2011، فالمنامة 2012، فبغداد لهذه السنة، ولكن بغداد الحكومة والوزارة لم تكلف نفسها، وقد رصدت ميزانية كافرة للفعالية، أن ترسل وفدا للعواصم الشقيقة التي سبقتنا كي تستفيد من تجاربها، ولم تفكر حتى أن تطلق موقعا الكترونيا للفعالية في وقت صار لمحلات زنود الست مواقع ومنتديات، لكنها بلا وجع قلب رصدت لأوبريت مدرسي ستفتتح به الفعالية المهيبة مليارا وأربعمائة مليون دينار فقط!!

 

 

* الناطق الإعلامي لإتحاد الأدباء
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter