|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  14  / 1 / 2017                                 احسان جواد كاظم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

غيرة ملثمة واخرى معفرة بغبار المعارك

احسان جواد كاظم
(موقع الناس)

غيرة الملثمين على استقرار الاوضاع في العاصمة بغداد ولأجل عيون المعتصمين في ساحة التحرير وتحت نصب الحرية, من اهالي شهداء العمليات الارهابية في مدينة الثورة وجميلة, ليس لها حدود... فقد تُرجمت بوابل من الرصاص المطاطي والغازات الخانقة المسيلة للدموع والمفرقة للجموع واعتقال بعضهم بعد ان اوكلوهم ضرباً واحرقوا خيمهم وانتصروا بجعلهم شذر مذر, ثم اتهموهم بتسهيل امور داعش.

لهذه الغيرة الملثمة فلسفتها الخاصة, هي ان مطالبة اهالي الشهداء بمحاسبة المسؤولين الامنيين عن الانفلات الامني وحصول الاختراقات الارهابية المتكررة ولنفس المناطق واستمرار السقوط المجاني للضحايا المدنيين من العراقيين الابرياء, يخدم ارهابيي داعش.

... نعم يخدم الدولة الاسلامية داعش التي تلفظ انفاسها الاخيرة في الموصل على ايادي ابناء هؤلاء المعتصمين وغيرهم من فقراء شعبنا, أليست هذه مفارقة عجيبة ؟ !

هذه الفلسفة لاتصمد امام عفطة عنز. فهل ان تذكير الحكومة بمسؤولياتها الدستورية بتوفير الامن والسلام لمواطنيها يسهل امور الارهابيين ام هي تبرير لفشلهم في اكتشاف مؤامرات هؤلاء ؟

بينما نشهد الغيرة الحقيقية المعفرة بغبار المعارك ضد داعش متمثلة بالسجل النظيف من التجاوزات على المدنيين للقوى الامنية المقاتلة لداعش على الجبهات, الذي يدعو للفخر, والتي تتقاطع مع السجل المليء بالاعتداءات والاختطافات وتغييب النشطاء المدنيين في بغداد والمدن العراقية الاخرى.

وكأن ملثمي المدن بزيهم الرسمي لا يتبعون لنفس الجهة الامنية التي تقود ابطال التحرير على جبهات القتال... فهم لايشبهونهم البتة. فهؤلاء بلثامهم يعتدون على المواطنين بحجة داعش ويفشلون بصدها, بينما يقصمون اولئك ظهر داعش وينقذون المواطنين من براثن ارهابييها.

هؤلاء بلثامهم يخافون المواطن الذي تطحن قلبه لوعة فقدان احبته, والمحاصر بالازمة الاقتصادية واستكلاب الفاسدين ومتفجرات الارهابيين, بينما اولئك يواجهون وحوش الدواعش, اعداء الانسان والفرح, بشجاعة وبوجوه مكشوفة و قلوب ثابتة.

لا نعلم من اصدر الاوامر بتهدئة الحماس الشعبي بأطلاق الرصاص, لكنه بالتأكيد يهدف الى رفع جدران عدم الثقة بين الشعب والحكومة او رئيس وزرائها, على اقل تقدير. وهذا بالضبط هو ما يقدم خدمة لداعش ويسهل اختراقاتها.

اطلاق الحريات العامة للمواطن هي السلاح الامضى في الانتصار على داعش لا قمعه.

لذلك نتساءل : ألم يحن الوقت لمحاسبة المسؤولين عن سلسلة الاعتداءات على هامش الحريات العامة ؟



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter