|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة 3/4/ 2009                               د. إبراهيم إسماعيل                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

معايدة

تباركت أيها الحزب

د. إبراهيم إسماعيل
 

عبر خمسة وسبعين عاما، لم يكن ممكنا يوما أن نجد بدونه كوة ضوء في هذه العتمة الخانقة، أو أن نؤسس في شتات اللاجدوى لبعض من التوازن .. أن نمنح المقاومة في زمان النكوص الأكبر ما يعوزها من جذوة الفعل، وأن نجمع نثار الروح من هباء الهشيم ونصقلها كل مرة نجما أصلب للهداة! كم حاولوا أن يُبقوا العراق بدونه، عسى أن يستوطنه الخبل، كم وأدوا البراعم عسى أن تختنق الزهور.. لكن فتيانه أبوا الا أن يبددو وهم الشقاة ويؤكدوا بأن آمالنا في الرحيل صوب المدن الفاضلة حقيقة وليست أضغاث أحلام!

في عيده الماسي .. كيف تتسع الروح لمديات الفرح .. فقبل عقود أربعة، تحسست به طريق الخروج من المتاهة نحو جمال الأنسنة، وتمكنت روحي المتعبة أن تهجع.. غلبت بصبره أعاصير النفس الآمارة بالسوء فأينع في عروق القلب وطن من البنفسج .. إستقرأت ما هو آت، فأشرقت في الظلمة إرادة الحرية الطاهرة، ومنحتني أصالة وزهوا..

تباركت يا حزبي !

تبارك الرواد مذ إبتكروا الحلم وعانقوا موج الوطن المستباح.. وسروا كشذى القداح بين فقراء العراق المتعبين ليفتحوا النوافذ للنور والهواء ويمهدوا التربة للربيع والمطر والروح للفجر القادم..
تبارك شهداؤك وهم يقهرون بالأجساد المتعبة وبسواعد الأمل النابضة طواطم العسف والتخلف.
تباركت تلك الينابيع والسواقي والبحيرات، التي امتزجت في مياهك ولونتها بالبهجة ومنحتها نكهة الرحيق..
تبارك رفاقك المشحونين بوميض الثورة، الواضحين كالصباح، البسطاء كالحقيقة، الوديعين كالنهر، الحالمين كالنخيل..
تبارك أسراك حين حولوا قتامة الآف الزنازين الخانقة الى زرقة السماء الطليقة!
تباركت أيها النبع الخالد وأنت تطفأ ظمأ الناس بعذوبة هي نتيج التمازج بين مذاق الوطن ولون الشهادة وشميم العشق..
تباركت أيها الجوهر المتوغل في الحقيقة .. والعمق الذي لا يعرف الأنحناء .. ووهج الحلم الذي لن ينطفيء او يخبو ..

أيها المشرق أبدا ..
لم تكن ورودنا وهما ..
كنا أيها الحزب حفاة ، ولكننا كنا نمتلك الدروب نحو مدى من نور وبنفسج، فبقيت مشاعلنا وتلك الأيادي، تاريخ العراق الأصح، وصارت نغماتنا المفعمة بالصدق والحنين نشيده الخالد، وزهورنا المشبعة بالندى ربيعه الذي لن يعرف الذبول..

وهكذا سنبقى أيها الحزب
وستبقى مَعلما ومُعلما لهذا الوطن العذب.

وكل عام وأنت بخير.

 


 


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter