|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  1  / 3 / 2012                                إبراهيم الحريري                                 كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الشروط "الانتيسنذهبية" لمركز السكرتارية !

 ابراهيم الحريري

[تساءل بعض الاصدقاء : لماذا هذا الاهتمام بالرد على مقالتي سن الذهب ؟ اليس من الاجدى الالتفات لما هو اهم ؟ يبدو هذا التساؤل مشروعا لولا الطابع الاستفزازي للمقالتين ، خصوصا مقالة (تجاوزا) السيد الشاهر الذي قدم نفسه باعتباره " دكتور في علم الجمال " في حين تخلو مقالته، كما سيرى القارئ، من العلم فضلا عن الجمال، و تنفذ من سن فلان من الناس ( مفيد الجزائري ) الى التشهير بقوة سياسية لها ما لها و عليها ما عليها باسلوب اقل ما يقال فيه انه يفتقر الى الموضوعية و التماسك و هو الى التشهير الشخصي و السياسي اقرب .

لقد فتح الحزب الشيوعي العراقي ابواب صحيفته و مجلته "الثقافة الجديدة" للنقد و للنقاش و طرح موضوعات مؤتمره التاسع للنقاش ،و نشرت العديد من المداخلات ، من داخل الحزب و من خارجه معدلة، مخالفة، او معارضة ، و مازال النقاش دائرا و يمكن لأي كان المساهمة فيه ، لكن ليس من باب سن فلان : ذهبية كانت او فضية او عاجية]

أ.ح

*********************

في ليلة مطيرة لاسعة البرودة اقتحم غرفة عريف خفر في مركز شرطة (.....) ثلة من الاشخاص ، يوحي مظهرهم بالاحترام , يا ستار ! قال العريف في نفسه و كان على وشك ان تأخذه سنة (ليست ذهبية!) من النوم و اردف : خير انشالله !" تزاحم الحضور على الايضاح: عمي فد درزن فلقة ! قاطعه الآخر : عمي فد زوبة يرحم ابوك " دخل الثالث على الخط متسائلا : عمي ما عدكم مروحة سقفية !بهت العريف , كاد ينشق من الغيظ و صرخ : مروحة ؟ و بها الشتا ؟ شتسوي بيها؟" اجاب المتسائل : حتى تعلكوني بيها " ضرب العريف كفا بكف عندما قال الرابع ، كان يبدو اعلاهم مركزا’: اكول فد سنتين توقيف عوازة ما يخالف سويها شهرين !"

صرخ العريف و قد اعتلى الكرسي : عمي ما تكللولي ياهو دازكم عليه " ماكو شي عمي ، نريد نرشح للسكرتارية و حسب صاحب النظرية الانتيسنذهبية لازم يكون عدنة " خلفية " نضالية"

ادار العريف رأسه يمينا و يسارا اكثر من مرة ، قال بين الضحك و البكاء : امشوا عمي امشوا الله يستر عليكم انتو و صاحب النظرية ...توقف مترددا : شسميتوها؟ السبزاوية ؟ و ختم متنهدا رافعا كفيه للسماء : الله يشافيكم و يشافيه!"

يبدو المشهد كاريكاتوريا ، و هو كذلك ! فحسب السيد الشاهر ( دكتور في علم الجمال ) فانه يأخذ على الرفيق حميد مجيد موسى انه اصبح سكرتيرا للجنة المركزية مع انه لم يتوقف يوما واحدا (جرى توقيفه مطلع السبعينات و اشار الى ذلك في مقابلة اجريتها معه و هذا خطأ منهجي آخر للسيد الشاهر ( دكتور في علم الجمال ) اما الرفيق الجزائري ، فشرحه فهو هبط على العراق رأسا من براغ بالبرشوت ،و لم يشفع له العقدان من السنين اللذان قضاهما في فصائل الكفاح المسلح للحزب الشيوعي العراقي ، فسنه الذهبية ،المزعومة، اغشى بريقها علم الجمال!

و بفرض ان ما اورده السيد الشاهر صحيحا فانه لا ينهض دليلا على عدم جدارة الرفيقين لشغل هذا المركز الحزبي او ذاك ، مع ان الرفيق الجزائري لم يرشحه احد ، و لم يترشح ، فالمؤتمر التاسع، بكل ما يمكن ان يسفر عنه ، لم ينعقد بعد.

فالرفيق الخالد فهد لم يتوقف يوما واحدا (تذكر روايات من عاصروه انه استدعي الى مركز شرطة الناصرية للتحقيق معه بتهمة توزيع بيان بتوقيع عامل شيوعي و ذلك اوائل الثلاثينات من القرن الماضي. لم ينكر الرفيق فهد ذلك و رد بانه ليس في القانون ما يمنع الشيوعية ( كان الامر كذلك حتى اضيفت المادة 89 و وذيولها الى قانون العقوبات البغدادي اواسط الثلاثينات من القرن الماضي) فاطلق سراحه . وينطبق الامر على الرفيقين الخالدين زكي بسيم و حسين الشييبي ( تروي الذكريات السجنية ان الرفيق الشبيبي استدعي للمحاكمة بتهمة المشاركة في مظاهرة 28 حزيران 1946

ساأله الحاكم : هل كنت في الشارع ام على الرصبف عندما القي القبض عليك؟" فرد بعد ان دافع عن المظاهرة و اهدافهاو المشاركة الواسعة للناس فيها وختم: حتى امتزج الشارع بالرصيف!)

و مع ذلك فقد رقوا جميعا الشهادة ثابتي الخطى مرفوعي الرأس

اما الذي سلم اهم المراكز الحزبية ليلة 19\20 شباط 1963( هادي هاسم الاعظمي ) فقد كان بطلا اسطوريا ، هرب من السجن مرات عديدة ، و كانت تعهد اليه اخطر المهام (الطباعة و الخط العسكري) قضى السنتين الاخيرتين من سجنه ، قبل ثورة تموز، في زنزانة انفرادية مربوطا بالارض بسلسلة حديدية، قاد في 6 شباط , اي قبل انقلاب شباط 1963بيومين، اول اجتماع للمكتب العمالي ، حديث التكوين، ترتبط به سائر المنظمات العمالية في بغداد ولجنة التوجيه النقابي المركزية و هيئة تحرير صحيفة وحدة العمال السرية ، صدر منها عدد واحد، (عبدالقادر اسماعيل - غاب عن الاجتماع - و ابراهيم الحريري) المرتبط اي المكتب بسكرتارية اللجنة المركزية، للاهمية التي كان توليها قيادة الحزب لتنشيط المنظمات العمالية و تعزيز الطابع العمالي للحزب ( كان من بين حضوره الشهيد الياس حنا كوهاري و اختير مساعدا لمسؤول المكتب ، و أخرون ) .

اما الشهيد الدكتور محمد الجلبي فلم يتوقف يوما واحدا و لم يضرب كفا واحدة من اي شرطي طيلة حياته ، لكنه تحمل في قصر النهاية اقسى انواع التعذيب لدرجة انه، كما يروي احد المعتقلين معه، بان عظم يديه لفرط ما عذب معلقا في المروحة

ثم جرت تصفيته في النهاية....

الا يقوم كل هذا دليلا على خطل التقييمات و الاستنتاجات الجمالية "الانتيسنذهبية" لدكتور علم الجمال؟

المقال القادم و الاخير : " الاخطاء المنهجية في النظرية السنذهبية"
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter