|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  13  / 11 / 2016                                إبراهيم الحريري                                 كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

خواطر عابرة (2)

الإرهاب و"الإسلامفوبيا" (رهاب الإسلام)

إبراهيم الحريري
(موقع الناس)

لعل اكثر المواضيع تعقيدا واشكالا هو الحديث عن العلاقة بين الإرهاب وبين الإسلامفوبيا. وردا على سؤال وجّه لي خلال اللقاء الذي جرى معي، قبل حوالي الشهرين، لإذاعة (CBC one) حول الجريمة الإرهابية الكبرى في 11\9، ادنتها بالطبع، واضفت ان الإكتفاء بالإدانة، مع انه ضروري، لكنه لا يكفي. اذ ينبغي دراسة ظاهرة الإرهاب، الذي يتخذ من الإسلام واجهة، دراسة معمقة، تاريخية، ثقافية، سياسية، اقتصادية الخ...من مستلزمات البحث الجاد. ولم يكن المجال يتسع للإفاضة، وهو، حتى هنا، لا يتسع لذلك. فلا هو في طاقة كاتب هذه السطور، ولا في مجال تخصصه واطلاعه، بل يتطلب عمل فريق مختص، بل اكثر، وهذا ما جرى وما يزال.. وربما سيظل، امدا طويلا لكن هذا لا يحول دون ايراد بعض الإشارات.

غالبا ما يربط بين الفظائع التي يرتكبها الإرهابيون وبين الفظائع التي ارتكبت خلال الفتح الاسلامي، لكن أ ليس هذا ديدن كل الفتوحات والحروب منذ القديم وحتى وقت قريب؟ وحين تجري الإشارة الى الحروب الطائفية والمذهبية، في المنطقة، والجرائم والفظاعات التي ارتكبت وما تزال ترتكب خلالها، ليس من قبيل التنطع التذكير بالفظائع التي ارتكبت بين الطوائف المسيحية ذاتها. ويرد على البال الحرب بين البروتستانت والكاثوليك في واقعة "بارتلملي" الشهيرة (لا اتذكرالتاريخ) واسفرت، خلال يوم واحد، عن تل من الجماجم بلغ تعدادها ،كما تذكربعض المصادر، خمسون الفا.

ولا تختلف عن ذلك الصراعات المذهبية والعقائدية المعاصرة، داخل المذهب الواحد، بل الحزب الواحد. وهل من الخطأ ايراد بعض الأمثلة، مما سمّيّ بحملات "التطهير"، التي باتت معروفة وجرت ادانتها، في الصين والإتحاد السوفييتي السابق وكمبوديا وغيرها، وراح ضحيتها الملايين؟

وحين يجري الحديث عن حرق الخصوم احياء، أ ليس هذا ما كانت تمارسه عصابات الكوكوكلس كلان ضد السود المسيحيين، وهي عادت الى الظهور بوجهها الكالح بعد فوز ترامب؟
اعرف ان حديثي يبدو صادما وسيُقال: ها هو الحريري يبرر جرائم داعش وغير ذلك من الإتهاما ت المجانية.
ما اسهل قول ذلك، مع ان موقفي معروف من الإرهاب، وضرورة تصفيته وتطهير بلادنا منه.
لكن ذلك وحده، لا يكفي.

يظل مطلوبا دراسة هذه الظاهرة: جذورها التاريحية، الفكرية، الثقافية، الإجتماعية،الإقتصادية الخ... ولماذا يتكرر ظهورها بين الآن وبين الآن: الإخوان المسلمون، التكفير والهجرة، الجماعة الإسلامية، وغيرها، التي تنبت وتتكاثر، كالفطر، هنا وهناك، وتمتد، تقريبا، الى سائر ارجاء العالم؟
 


هاملتون - كندا
13/11/2016


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter