| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عماد الأخرس

emtk_alakhras58@yahoo.com

 

 

 

الثلاثاء 24/2/ 2009



عندما يصبح اسم العشيرة جُرماً .. الـ (دايني) مثالاً !!

عماد الاخرس

الكل يراقب هذه الأيام الهجمة الشرسة والاتهام بالإرهاب التي يواجهها النائب البرلماني (محمد الداينى ) .. وما يعنيني في هذا المقال ليس شخصه بل اللقب العشائري الذي يحمله أي ( الداينى ) .
ولكي أتجنب كيل الاتهامات أقولها من البداية بأنني لا انتسب لهذه العشيرة .. وأما عن السبب الذي دفعني لكتابة هذا المقال فهو الظلم الذي يتعرض له البعض من أبناء هذه العشيرة من مطاردات وملاحقات واعتقالات وأحكام بالسجن بسبب اتهامهم بالإرهاب .. حيث لا زالت أعداداً منهم مرمية في السجون الأميركية والعراقية وبدون محاكمه والبعض الآخر منهم ملاحقين في المحاكم أو مطاردين هاربين من التهم الكيدية.

ومن معرفتي لهذه العشيرة فإنها عربيه أصيله وأهلها أناس طيبون يحملون ذروة القيم والأخلاق الرفيعة ولكن شاءت الأقدار أن يعيش أهلها في قرية ذو ارض واسعة تقع على خط حدودي كبير مع الجارة إيران .. لذا فان الطبيعة الجغرافية لها ساعدت على احتضان مجرمي القاعدة إضافة إلى لغة القتل التي فرضوها على كل من يفكر من أبنائها بالتصدي لهم .. وهذه هي الأسباب الحقيقية التي وفرت البيئة المناسبة لنشاط هؤلاء المجرمون وبالتالي إجبار الكثير من أهلها الشرفاء بالنزوح تاركين قوى الإرهاب تسرح وتمرح فيها .

ومن الطريف بالذكر.. تربطني علاقة صداقه بأحد الإخوان الداينيين المخلصين للعملية السياسية الجارية في العراق الجديد وله فضل كبير في مجال عمله بالتصدي للإرهاب والإرهابيين ومع كل هذا لم ينجو من السيل اللامتناهى من التهم الكيدية والتي جعلته مطاردا في المحاكم وما يلبث أن يثبت براءته في واحده إلا وتفتح التهمه الثانية أبوابها .. إن المغرضين والحاقدين عليه يستغلون لقب عشيرته ( الداينى ) لكي يكيدوا له التهم في كل مؤسسات الدولة الأمنية التي تقبل رواجها بكل سهوله وترحاب بعد أن أصبح اسم هذه العشيرة الأصيلة عنوانا ورمزا للإرهاب !! .. والأكثر طرافة لدى صديق دايني آخر ينكر بسبب الخوف انتسابه الحقيقي لها ويدّعى الانتساب لغير عشيرة !!

أما عن سبب تعاطفي مع هذه العشيرة فأوضحه بان عشيرتي التي انتسب لها تعرضت لهجمات القاعدة بشكل بشع وشنيع أدى إلى استشهاد ما يقارب خمسون فردا منها وأكثرهم من النساء والأطفال وتم تهديم بيوتهم وسرقة أموالهم وحلالهم والسبب في ذلك يعود إلى اسمها الذي يحدد هويتها الطائفية مما جعلها عرضة لهجمات التكفيريين المتطرفين المجرمين .. لذا فأنني اشعر بوحدة المصاب مع اختلاف مصدره لأنه في حالة الداينيه هو الحكومة العراقية بينما الحالة الثانية هم التكفيريون .

خلاصة القول هو إن اسم العشيرة في كلتا الحالتين والذي يتفاخر به العراقيون بمختلف مواقعهم في الدولة العراقية أصبح عنوانا طائفيا قد يصبح في وقت أو ظرف ما وبالا على من يحمله !!.. والسؤال الذي يطرح نفسه .. الم يحن الوقت لتبادر الحكومة العراقية برفض التعامل بالألقاب التي تحدد الهوية المذهبية والعرقية لصاحبها ؟

لقد نشرت سابقا مقالين (1)،(2) بهذا الصدد طالبت فيهما رفض التعامل بالألقاب التي تحدد الهوية الطائفية والعنصرية لحاملها وإصدار قرار برلماني بذلك .. ولسهولة الاطلاع تم إعادة نشرهما كملحق في نهاية مقالي الجاري .

إن عشيرة الداينيه قد تحملت الكثير من المصائب بتهمة الإرهاب للظروف المذكورة أعلاه وأتمنى أن لا تتحمل هذه العشيرة المزيد بسبب الاتهام الأخير لأحد أبنائها واعني به النائب (محمد الداينى) .. عموما هو رجل برلماني يخوض معركة سياسيه مع خصومه والمتهم بريء حتى تثبت إدانته وان أمثال هذه التهم ومحاولات رفع الحصانة قد وجهت لبرلمانيين آخرين قبله أمثال الآلوسى والدليمى والجزائرى .. الخ .. أي إن المعارك السياسية مستمرة ولن تتوقف مادام النظام الديمقراطي في العراق حديثا.

ولابد من التوضيح هنا .. إن تحويل المعارك السياسية إلى قضائية بقصد الفضائح والتشهير أصبح أمرا شائعا مع جهل الكثيرين بمقدار الإساءة التي تسببها للعملية السياسية الجارية في العراق الجديد.. لذا فعلى الحكومة أن تضع حدا لها !!

إن وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة العراقية هي الأخرى مُدانه بطريقة نشر وإذاعة وتداول الأخبار وخصوصا التركيز على اسم العشيرة عند عرضها لأي حدث شخصي .. لذا عليها الالتزام في ذلك لان من حق العشائر مقاضاتها في هذه الحالة ولا تفسر أغراضها إلا بقصد التشهير والفضائح أي إن الاستهداف عشائري وليس فردى .
أما عن الحكومة العراقية فهي ملزمه بالدفاع عن أبنائها بعيدا عن انتماءاتهم العشائرية أو العرقية أو الدينية وعليها المبادرة بإطلاق سراح كافة المسجونين من الذين لم تثبت إدانتهم .

وأخيرا أقولها لتذكير السيد رئيس الوزراء نورى المالكي .. هنيئا لقائمتك الفوز بانتخابات مجالس المحافظات ولكن عليك أن لا تنسى بان احد السباب فوزها هو شعار دولة القانون وان هذه الدولة لا يمكن أن تستقر إلا بنشر العدالة بين العراقيين وبدون أي شكل من أشكال التمييز واعتقد انك مؤهلا لها !

 

24/2/2009

(1) لنرفض التعامل بالالقاب التى تحدد الهويه الطائفيه والعنصريه لحاملها
(2) متى يتم اصدار قرار منع التعامل بالالقاب التى تحدد الهويه الطائفيه والعنصريه لحاملها ؟

 

free web counter