|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  8 / 10 / 2019                                 همام عبدالغني المراني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لقد أبرقت
 

همام عبدالغني المراني

 

بكم تزدهي الدنيا ويعلو بناؤها      ويخفقُ فوق الرافدينِ لواؤها

بكم تورقُ الآمالُ رغمَ جفافِها      فمنكم سيجري ماؤها وغذاؤها

بكم ساحةُ التحرير يزدادُ زهوها      وتسترجعُ الذكرى ويعلو نداؤها

لقد أبرقتْ فالسيلُ لابدَّ قادمٌ      ليجتثَ أوراماً تفشى  وباؤها

وعاثتْ بأرضِ الخيرِ والعلمِ والتُقى      فساداً وإجراماً عسيرٌ شفاؤها

لقد سرقوا أحلامَنا وانتماءَنا      وظنوا بأنَّ الناسَ سهلٌ  شراؤها

وظنوا بأنَّ الصابرين  وصبَرهم       سيمضي , ويبقى كذبُها وافتراؤها

فهبتْ ملايينُ الجياعِ , وصوتها      تعالى , فقد ملًّتْ وخابَ رجاؤها

لقد أبرقتْ والرعدُ هزَّ  جذورَها       وأسقطَ دعواها  وبانَ  خواؤها

تكشفت الأهدافُ وانزاحَ سترُها      وأُخرسَ مبحوحَ اللهاثِ عواؤها

****

بني وطني  تاللهِ ما بُتُّ ليلةً      هنيئاً , وفي بغدادَ تغلي  دماؤها

أهبُ كمالملدوغِ  من غفوةِ الكرى      لأ سألَ عن بغدادَ هل خفَ داؤها

هل استرجعتْ أيامُ تموزَ  طعمَها      وهل فارَ فيها مجدُها  وانتماؤها

ثمانونَ عاماً ما فقدتُ خلالها      يقيني بأنَّ الأوفياءَ دواؤها

وإنَّ شبابَ الرافدين إذا انتخى      يضيقُ على الطاغوتِ حتى هواؤها

****

بني وطني , ما خابَ من كان واضحاً      صدوقاً كقرصِ الشمسِ ثرٌ عطاؤها

بها الدفءُ والنورُ العظيمُ لكي نرى     جحورَ الظلاميين كيف  انطفاؤها

وكيف يلوذُ الظالمون ببعضِهم      فلم تحمِهم خضراؤهم  وبناؤها

بني وطني , يا رفعةَ  الراسِ , حاذروا       فبعضُ أساليبَ اللصوصِ احتواؤها

فلا تغفلوا عن فاسدٍ ضاعَ لونُهُ      لهُ ألفُ وجهٍ  لا يبينُ  طلاؤها

أعيدوا لبغدادَ الحبيبةِ وجهَها      وخضرتَها من بعد ما غاضَ ماؤها

لكم كلُ عمري , كلُ تاريخِ شيبتي       فداءُ نجومٍ ليس يخبو سناؤها

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter