|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  17 / 6 / 2015                                 همام عبدالغني المراني                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عامٌ مضى دامياً

همام عبدالغني المراني

يوم الأربعاء الماضي , العاشر من حزيران الجاري , اتصل بي الصديق سكرتير الأتحاد الديمقراطي العراقي في اميركا , ليبلغني ان هناك امسيةً استذكاريةً يوم غد الخميس , بمناسبة مرور عام على استيلاء عصابات داعش المجرمة على الموصل الجريحة , ونريد منك مساهمة ( قصيدة ) للمناسبة . قلت يا اخي ان الشعر ليس مقالة , يجلس الكاتب في اي وقت ليكتبها , الشعر لا يكتب بهذه الطريقة . واعتذرت عن المساهمة . فرد علي ان اسمك أُدرج في البرنامج وأُعلن , واضاف مستدركاً , حتى لو كانت من قصائدك القديمة .... قلت , سأُحاول .. تصفحت أوراقي علَّي أجد شيئاً مناسباً , فلم أجد . ومرت الساعات ثقيلةً حتى أواخر نهار الأربعاء , دون ان اكتب شيئاً ,,, بعد منتصف الليل تمكنت من كتابة اربعة أبياتٍ لم اقتنع بها . كان التعب والأرهاق العصبي قد اخذ مني مأخذاً كبيراً ,, استسلمت لنوم قلق متقطع , لأستيقظ صباح الخميس , ولأعاني آلام وانفعالات وقلق هذا المخاض العسير . وكانت زوجتي , وهي التي اعتادت على مثل هذه الساعات معي , قد ابعدت عني اجهزة الهاتف النقال والأرضي , وحاولت قدر استطاعتها , ان لا تصدر صوتاً مهما كان .... عند الساعة الرابعة عصراً ناديتها , لأقرأ لها ما انجزت , ولأسمع ملاحظاتها الدقيقة , والتي آخذ بها في معظم الأحيان , فكانت هذه المقطوعة غير المكتملة .

عامٌ مضى دامياً , والجرحُ نغّارُ
ومجدُ آشورَ والتاريخُ ينهارُ
عامٌ مضى دامياً , تحكي جرائمَهُ -
الحدباءُ والديرُ والناقوسُ والدارُ
أمُّ الربيعينِ , مَنْ أدمى محاجرَها ؟
وكيف كفنَها الطاعونُ والعارُ ؟
باعوكِ يا نينوى , باعوا رجولتَهمْ
باعوا ديانتَهمْ , فالدينُ دولارُ
باعوا ضمائرَهم , فالسوقُ رائجةٌ
وساسةُ اليومِ , بيَّاعٌ وسمسارُ
باعوا حليبَ امهاتٍ , لو علمنَ بما
يجري , لأرضعنَ ذئباً , وهو غدارُ
تجارةُ الموتِ والأوطانِ مهنتهمْ
لا باركَ اللهُ فيهمْ حيثما صاروا

****
أُمَ الربيعينِ أدري انهمْ جاروا
وإنهمْ في طريق الشرِ قد ساروا
وإنهمْ عُتمةُ التاريخِ , أرذلُهُ
من قعرِ أيامِهِ السوداءِ طُفارُ
وجُرحُكِ النازفُ المألومُ تنكأُهُ
في كلِ يومٍ حكاياتٌ وأخبارُ
هذا يقولُ : انسحبنا دون معركةٍ
لأنَّ " قائدَنا الصنديدَ " أمَّارُ
قالَ , اتركوا كل شيئٍ فالضيوفُ لهمْ
حقٌ علينا , فهم أهلٌ وخطارُ
قالَ اكرموهمْ سلاحاً فوقَ طاقتِهمْ
فالذئبُ هيبتُهُ نابٌ وأظفارُ
وأكرموهمْ سبايا , إنَّ أحقرَهمْ
يحتاجُ سبعينَ أُنثى وهو يختارُ
وقالَ رفقاً ببيتِ المالِ , فهو لهمْ
أجدادُهمْ أورثوهم حينما غاروا
القادةُ الصيدُ , فرَوا قبلَ جندِهمو
و" السيدُ العام ُ" في الخضراءِ محتارُ
كأنهمْ في سباقِ الخيلِ , كلُهمو
يعدو , وأنَّ طريقَ العارِ مضمارُ

*****
أُمَ الربيعينِ , لكنَّ العراقَ لهُ
رأيٌ وسيفٌ , على الباغينَ , بتارُ
هبَّتْ جموعُ العراقيينَ رافضةً
ان يمسخَ الأرضَ والتاريخَ أشرارُ
وأنْ يفرقَهمْ دينٌ وطائفةٌ
ويستمرَ على إيذائهمْ جارُ
أمَّ الربيعينِ صبراً , فالنشيدُ علا
لبيكِ يا نينوى , لبيكِ أنبارُ
لبيكَ يا صدرَ أُمي , لن تعادلَهُ
كلُ العوالمِ لو مستْهُ أضرارُ

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter