|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

الأحد  17 /  7 / 2016                                هيثم القّيم                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 ورود من بُستان الـعَلمانية ...
(7-9)

هيـثم القـيّم *
(موقع الناس)

1- ( الجانب الأخلاقـي ) :
في الجانب الأخلاقـي يمكن الحديث عن مستويين من القيـَم الأخلاقـية :
- مستوى ثابت تشترك به جميع المجتمعات البشرية من الشرق الى الـغرب و من الشمال الى الجنوب .. أي هناك قيم أخلاقـية تُـعتبر من صـُلب صفات البشر الأسوياء ، كالصدق ، و النزاهـة ، و العدل ، و الأمانـة ، و الشهامـة ، و الـنظافـة ، و الشجاعـة في قول الحق ، و احترام الـوقت ، و أحترام العمل و الأبداع ، و احترام الآخـر المُختلف ، و رفض الظـُلم و العبودية ..! أذ لا يمكن أن تجد شخصاً واحداً في العالم يقول لك : أن الصدق مثلاً قيمة أخلاقية سيّـئة ..!

و هذه القيَم طـَرَحها الفكر البشري عِـبر مسيرتـهِ قبل الأديان .. و جاء الأسلام لـيؤكـّـد في جوهـر رسالتـهِ على العديد منها .. و في الحقيقة لا تكاد تخلـوا منها أي نظرية أو فلسـفة أو دين ...!!

- مستوى مُتحرّك ، نسبي ، مُتغـيّر .. يعتمد على طبيعة المجتمعات ، و نوعـية الموروث الأجتماعي و الأعـراف و المفاهيم التي تسود كل مجتمع ، و طبيعة الـنظرة للحياة و دور الأنسان فيها ، كـ قيَم الشرف ، النظرة الى المرأة ، مفردات السلوك المجتمعي ، العلاقات الـبيـنيّة بين الأفراد ، القيم العشائرية ، القيم الدينية ..!

هـذه القيم تختلف من مجتمع لآخـر .. و تتغـيّر بمرور الزمن في المجتمع الـواحد ... أي ماهو مقبول منها في مجتمعنا العراقي مثلاً .. غير مقبـول عليها في مجتمع آخـر ...! و ما مقبول منها في مجتمعنا قد يكون غير مقبول عندنا غـداً ..!

فمثلاً قـيَم الفصل العشائري و النهوة في مجتمعنا شيئ مُعتاد ولا يزال نافـذ .. لكنـّـه مرفوض و مُـستهجن في مجتمعات أخـرى .. أو مفهوم الشرف في مجتمعنا الـذي يرتبط بـعـفـّـة المرأة .. أي أن الرجل و العائلـة و العشيرة ، يرتبط شرفهم بـعـفـّة نسائهم .. بينما في مجتمعات أخـرى لكل فرد شرفـهُ الشخصي الخاص بـه و الذي يعتمد بالأساس على مدى أقترابه أو بُـعدهِ عن المستوى الأوّل من القيَم التي وردَت أعلاه ...!

هـذا النوع الثانـي من القيم الأخلاقـية هو ما يتمـسّك بأذيالـهِ ، الأسلام السياسي و توابـعه .. و يبـني عليـه موقـفهُ الـرافض للعـَـلمانية ...!! مُتناسياً عن عـمد نسبيـّة هذا النوع من القيَم .. و أنـهُ ليس بالضرورة أن نتبـنّى نحن ما يتبـنـّاه غيرنا منها ... و مُــتـغافلـين عن حـقيـقة أن المجتمعات البشرية في حالـة تطوّر و صيرورة مُتجدّدة .. و ما كان مرفوضاًً بالأمس قد يصبح مقبولاً غداً .. و العكس صحيح ...!!

2- ( الجيش و التشكيلات الأمنية ألأخرى ) :
في النظام الـعـلماني لا يُسمح للجيش و الشرطة و الأجهزة الأمـنية بالعمل أو التدخل في السياسة أو حتى مِن المُشاركــة في الأنتخابات السياسية في أغلب البلدان ..! الـقوى الأمـنية بكل أشكالها مهمّـتها حمايـة الـوطن و الـمواطن و الدستور ( أن أقـتضى الأمـر ) ...! لـكي لا يـُصار الى أستخدام القوى الأمنية في التنافس أو الصراع السياسي مِن قِـبل السلطة أو الأحزاب أو ذوي الـنفوذ ..!

3- ( الفصل بين السلطات ) :
في النظام الـعـَـلماني يكون الـفـصل بين الـسلطات الرئيسية الـثلاث ( التشريعية – التنفيذية – الـقضائيّة ) حقيقياً ، ولا يُسمح بالتداخل بينهما .. و بالـتالـي كل سلطة لها مهامّـها و واجباتها الـمُحدّدة دستورياً و قـانونياً .. و لايحق لـطرف التدخـّـل في مهام و أداء الـطرف الآخـر .. ألاّ في حالـة المصلحة العامة للوطن و المواطن ، أذ لكل كيان من هذه السلطات أستقلالـيّته الأعتبارية و القانونية و المادية .. ولا يجوز التداخل أو التأثير بينَ أو مِن أحداها على الأخرى .. و خصوصاً السلطة الـقضائية ..!!



* مستشار ثـقافـي / منظمة بلاد الـسلام لحقوق الأنسان
مـستشار أعـلامـي / مؤسسة الـتضامن للصحافـة و النشر
كـاتـب
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter