د. حسن البياتي
يا سيدي العراق
د. حسن البياتي
الشمس في كل سماءٍ غطــّت الآفاقْ
سوى سمائك النؤوم ، سيدي العراق !
إنطلقت مواكب الضياءْ
في تونس الإباء –
دوّت هتافات الجماهير فولـّى سادنُ الظلامْ
الى مهاوي الذلِّ والسـعيــرْ...
واستيقظت مصر على الانغام ،
تجاوزت في ساحة التحـريـر
أسطورة الخوفِ ومدّت للمدى جسور
واوقدت ، نحو حياة حرة ، مشاعلاً من نور .
إنطلقت سواعد الشبابْ
فانفلقت ، في لحظةٍ ، قواعـدُ الاهرام
وانقلعت بوابة النظام
فغار فرعون الى هاوية العذاب ...
يا سيدي العراقْ !
لا شيءَ في واقعنا المعاق
يستلّ من حياتنا جرثومة الوباءْ
وحاويات البؤس والشقاء ...
لـمّا تزل دجلتنا ظمأى الى مناهل الحياة ْ
ولم تزل شواطئ الفرات
تموت في احشائها أجنة ُ النبات ...
تطاولت طوائفُ الجناة
عليك يا عراق !
قد لوّثوا ترابك الطاهرَ ، يا عراق !
وافسدوا هواءك النقي ، يا عراق !
وشوهوا تراثك الجميل ، يا عراق !
حتى الورود ، أزهقوا عبيرها الفواحْ
حتى النخيل ، أثخنوا قوامها البديع بالجراح ...
يا سيدي ، يا سيدي العراق !
تفننت أدمغة السـرّاق
واتسعت مساحة الفساد والنفاق
وأسرفت ، في غـيّها ، الولاة ...
متى تدقّ ساعة الساعات
كي ينهض الشباب
في ارضنا الخراب ؟ !
لندن في الاول من شباط 2011