| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. حسن البياتي

 

 

 

الخميس 2/12/ 2010

 

عمامة جدي

د. حسن البياتي

لم تكن عِـمة جدي ،

ألذي قد غاب عنا -

منذ سبعين والفٍ ، دون عـَودِ -

لونها يحكي السخامْ ،

شكلها مثل الافاعي السود سوراً

حول هاماتٍ عقيمات ضخامْ ...

إنما كانت بلون الفجر والحق المبينْ-

عِمّـةً بيضاءَ تحلو لعيون الناظرين،

إي نعم - بيضاء لم تعبث بها أنمل سوءْ

لا ولا أيّ نتوء

يخدش الطيبة والفعل النبيلْ

ويبيد البسمة العذراءَ في الثغر الجميل.

لم تكن عِمة جدي -

شيخنا الغائب عنا دون لحـدِ -

قـُفةً تطفو على وحـْـل الظلامْ

وتبث الشرّ والفتنة ما بين الأنام -

إنما كانت عمامهْ -

هالةً شعرية ، إكليلَ وردِ

باسمٍ يزهو على جُنحيْ حمامه

تحمل البهجة والود لكل الطيبينْ

وترش الأمل الاخضر نوراً

في دروب المدلجين ،

لم تـُسـرّبْ من ديار الكسرويين اللئامْ

لا ولا جاءت الينا من بلاد العم سام ،

عِـمة ذات نسيجٍ نابتٍ ،

جذراً أصيلاً في ربوع الرافدينْ ،

إرتوت - رشفاً ونهلاً -

من شذى مائهما ، كفاً وعين

فسرتْ هيبتـُها بين الورى ،

دون خداع ، دون مـَيـْنْ...

يا عمامات زمان الخبث غـوري !

أين أنتِ اليومَ من عمة جدي ،

ألذي ما زال يحيا في ضمير الغيب ،

من دون ظهورِ ؟

تلك كانت عمةً قدسيةً ،

ما حنثت يوماً بوعـدِ ،

طـُهـّرت ، آنـاً فــآنـاً ،

بعبير الوجدِ والنور المسرمـدْ -

كعماماتِ محمد

وأمير المؤمنينْ

وشهيد الطفّ في اليوم المعمد

بدماء الشهداء الخالدينْ


لندن - اوائل تموز 2010
 


 

free web counter