| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. حسن البياتي

 

 

                                                                                        الأحد 21/8/ 2011

 

أطفال القمامة

د. حسن البياتي

يزحفونْ ،
في ثياب قد سلاها الماء والصابونُ
من عام وزياده
وبأقدام تعرت واستقرت منذ ساعات الولاده .
يزحفون ،
وصياحُ الديك في حارتنا الغرثى الحزينهْ
يتبارى وشخيرَ النائمين البائسينْ .
يزحفون ،
كل يوم ، نحو ساحات المدينه ،
حيث اكداس القمامه
تطبع الاخضر واليابس وشماً ذا علامه
لوجودٍ فاسد من بطن كعب والى قمة هامه .
يبحثونْ ،
أملاً في أكلة تشفي البطون .
يبحثونْ ...
صاح محمود ، بصوت ظافر حلو الرنين :
يا صحابي ، هذه علبة ( تونهْ ) ،
ليس فيها أي خـدْش أو عفونه ...
أقبلوا يجرون : دعها وتجنبْ !
( قال سلمان الذي يقرأ يكتب )
إنها مسمومة ، جـدّ قديمهْ
قذفتها نحونا أيدٍ لئيمه
لكيان ٍ أجنبيّ يرتدي التقوى ويرتاد الجريمه .
أتلفوا علبة َ محمود وعادوا يبحثون ،
لم يكونوا يائسين ،
عقدوا العزم وشدوا كل اسباب الاراده ،
نبشوا ، دون هواده ،
مرة ً اخرى واخرى ...
وجدوا ، مستبشرين ،
جـلّ ما يرضي بطون الجائعين -
جبنة ً ، فاكهة ، خبزاً وتمرا ...
أكلوا فامتلأوا ، مبتهجين ...
ثم راحوا يلعبون
لعبة َ الثعلب والديك المغفلْ ،
رقصوا ، غنوا ، ولكنْ لم يكونوا يعلمون
أنه الاولُ من يونيو ( حزيران ) المبجل ،
ألذي سجله العالم عيداً للطفوله !
( مرحباً أهلاً وسهلاً ، هلهلوا لهْ ... ) ! ! !
ودعَ الصبْـية اكوام الزباله ،
بإشاراتِ أكف وابتسامات شفاه وارتعاشات جفونْ
ثم عادوا في عجاله ،
ليروا حارتهم غارقة ، حتى الذقون ،
في ظلام عابس - لا كهرباء !
والدخان الفاسد الخانق يجتاح الفضاء ...
رقد القوم بلا ليل ولا صبح مبينْ !
يا ترى نامت عيون الاولياء الصالحين ؟ !
 


لندن في الاول من حزيران 2011

 

 

 

free web counter