| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. حسن البياتي

 

 

                                                                                        الأربعاء 19/12/ 2012

 

أربعة مزامير من سفر التمني

د. حسن البياتي

1
الاجراس

أحبتي ، حتى متى سيمكث الجفافْ ،

ضيفاً على انهارنا البائسة الضفاف ؟

ترى ستظهر الغيوم ، ينزل المطرْ

فترتوي سنيننا العجاف ،

تبتسم الحقول ، يعزف الوتر

أنغامـَه الشجية اللطاف

فتشمخ الاشجارْ ،

تغرد الطيور ، تنشر الازهار

عبيرَها فتنتشي النفوسْ

ويهجر الصغارْ

سوحَ القمامات ِ الى مقاعد الدروس ،

ترتفع الاكفّ والرؤوس

ويصدح النشيد ، تقرع الاجراسْ :

فلتزدهرْ حياة ُ كل الناس !

لندن – 31 آذار 2012

2
الضياء

ها أنني قد عدت ملهوفَ الخطى ،

شوقاً الى عينيكَ ، يا وطني الحبيبْ !

لكنْ بلا عينين ، هل تلقى فتاكَ

بصدرك السمح الرحيب ؟

عار ٍ أنا ، إلا من الحب الذي أرضعتني

من مولدي حتى شفا عمري المعمد بالظلامْ ،

عار ٍ أنا ، إلا من الامل الذي ألهمتني ،

فعبيره لمـّا يزل ينساب في مسرى وجودي المستضام ...

قبــّلت تـرْبك في المنام

ونهلت من ينبوعك القدسيِّ

ما شاءت عروقي والعظام

في ليل أحلامي الغنية بالاحبة والرفاقْ

وهتافِ احفادي – مناديل الرجاء :

يا جدنا ، عاد الضياء ،

إفتح عيونك ، جدنا ،

بحر من الانوار يحتضن العراق ...


لندن – 9 نيسان 2012


3
الماء

وسألنا سمك النهر لماذا يذرف الدمع ، أجابْ ،

ناشجاً : حزناً على طول غياب

أشرفِ الماءِ من النهر الذي لم يرحموهْ ،

ضحّـلوه ، رحّـلوه ، جرثموه ، سمّـموهْ ،

سخروا من قطراتٍ صافياتٍ

لم تزل تلثم ، وجداً ، عارضيه ،

واستهانوا ببقايا موجه الذارف صبراً

فوق آثار رمالٍ في ثنايا ضفـّـتيه ،

أمعنوا في الهــُزء حتى

قفزت بنية ٌ من بين أكداس السمكْ ،

هتفت ، رافضة سفك الدموع :

نحن ما زلنا كما كنا نعومْ

وسنبقى ، رغم أنياب الافاعي وشرايين الشبـَـك

وغداً سوف يعود الماء ثراً ، والشموعْ

سوف تــُزهى بالملايين على ثغر المياه ،

تحمل البهجة والنور الى شتى التخومْ -

فقوانين الحياهْ

هي أقوى من لصوص الماء ، تجار الهموم ...


لندن 9 ايار 2012


4
العلم نور

مرحبا ً ، جدّو حسنْ !

أين ، يا جدو حسن

الأناشيد ، اغانيك ، هداياك الجميلهْ ،

التي تـتحف دنيانا بها

في كل عيد للطفوله ؟

نحن ، يا جدو حسن ،

قد هجرنا كل ساحات القمامهْ

و حفظنا بعض آيات كتاب اللهِ

في مقبرة الشيخ سلامه

فتـقـلـدْنا الأماني و تـخـطيـْـنا المحنْ

و تأبطنا الحقائبْ

بالذي يرقد فيها ما جمعناه على مَـرّ الزمن

من كراريسَ و أقلام و أوراق ، رسومات عجائب ...

وتوجهنا ، بشوق وحماسهْ ،

نحو قاعات الدراسهْ...

لكن ِ الابوابُ سُـدَّتْ ، بشراسهْ ،

دوننا ، جدو حسن !

قل لهم أن يفتحوها ،

قبل أن تكشفهم ريح القمامه

ويغطيهم لهيب النار في يوم القيامه.

قل لهم ، جدّو حسن !

نحن ايضاً من بني هذا الوطن ...


1 حزيران 2012



 

 

 

free web counter