د. حسن البياتي
أربعة مزامير من سفر التمني
د. حسن البياتي
1
الاجراس
أحبتي ، حتى متى سيمكث الجفافْ ،
ضيفاً على انهارنا البائسة الضفاف ؟
ترى ستظهر الغيوم ، ينزل المطرْ
فترتوي سنيننا العجاف ،
تبتسم الحقول ، يعزف الوتر
أنغامـَه الشجية اللطاف
فتشمخ الاشجارْ ،
تغرد الطيور ، تنشر الازهار
عبيرَها فتنتشي النفوسْ
ويهجر الصغارْ
سوحَ القمامات ِ الى مقاعد الدروس ،
ترتفع الاكفّ والرؤوس
ويصدح النشيد ، تقرع الاجراسْ :
فلتزدهرْ حياة ُ كل الناس !لندن – 31 آذار 2012
2
الضياء
ها أنني قد عدت ملهوفَ الخطى ،
شوقاً الى عينيكَ ، يا وطني الحبيبْ !
لكنْ بلا عينين ، هل تلقى فتاكَ
بصدرك السمح الرحيب ؟
عار ٍ أنا ، إلا من الحب الذي أرضعتني
من مولدي حتى شفا عمري المعمد بالظلامْ ،
عار ٍ أنا ، إلا من الامل الذي ألهمتني ،
فعبيره لمـّا يزل ينساب في مسرى وجودي المستضام ...
قبــّلت تـرْبك في المنام
ونهلت من ينبوعك القدسيِّ
ما شاءت عروقي والعظام
في ليل أحلامي الغنية بالاحبة والرفاقْ
وهتافِ احفادي – مناديل الرجاء :
يا جدنا ، عاد الضياء ،
إفتح عيونك ، جدنا ،
بحر من الانوار يحتضن العراق ...
لندن – 9 نيسان 2012
3
الماء
وسألنا سمك النهر لماذا يذرف الدمع ، أجابْ ،
ناشجاً : حزناً على طول غياب
أشرفِ الماءِ من النهر الذي لم يرحموهْ ،
ضحّـلوه ، رحّـلوه ، جرثموه ، سمّـموهْ ،
سخروا من قطراتٍ صافياتٍ
لم تزل تلثم ، وجداً ، عارضيه ،
واستهانوا ببقايا موجه الذارف صبراً
فوق آثار رمالٍ في ثنايا ضفـّـتيه ،
أمعنوا في الهــُزء حتى
قفزت بنية ٌ من بين أكداس السمكْ ،
هتفت ، رافضة سفك الدموع :
نحن ما زلنا كما كنا نعومْ
وسنبقى ، رغم أنياب الافاعي وشرايين الشبـَـك
وغداً سوف يعود الماء ثراً ، والشموعْ
سوف تــُزهى بالملايين على ثغر المياه ،
تحمل البهجة والنور الى شتى التخومْ -
فقوانين الحياهْ
هي أقوى من لصوص الماء ، تجار الهموم ...
لندن 9 ايار 2012
4
العلم نور
مرحبا ً ، جدّو حسنْ !
أين ، يا جدو حسن
الأناشيد ، اغانيك ، هداياك الجميلهْ ،
التي تـتحف دنيانا بها
في كل عيد للطفوله ؟
نحن ، يا جدو حسن ،
قد هجرنا كل ساحات القمامهْ
و حفظنا بعض آيات كتاب اللهِ
في مقبرة الشيخ سلامه
فتـقـلـدْنا الأماني و تـخـطيـْـنا المحنْ
و تأبطنا الحقائبْ
بالذي يرقد فيها ما جمعناه على مَـرّ الزمن
من كراريسَ و أقلام و أوراق ، رسومات عجائب ...
وتوجهنا ، بشوق وحماسهْ ،
نحو قاعات الدراسهْ...
لكن ِ الابوابُ سُـدَّتْ ، بشراسهْ ،
دوننا ، جدو حسن !
قل لهم أن يفتحوها ،
قبل أن تكشفهم ريح القمامه
ويغطيهم لهيب النار في يوم القيامه.
قل لهم ، جدّو حسن !
نحن ايضاً من بني هذا الوطن ...
1 حزيران 2012