| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. حسن البياتي

 

 

 

                                                                                        الأثنين 14/3/ 2011

 

ثلاثة مزامير من سِفر الاسفار

د. حسن البياتي

- 1 -
الخلود


في الأول من أمس ِ

خـَطــّوا رمسي

فوق جبين أديــمٍ هـش اللمس،

نشروا في شتى القنواتِ

أخباراً عن موتي !

رحلت آلاف الاصواتِ

إلا صوتي

ما زال يـئـز أزيزاً وخـّاز الجَـرْس

في آذان الاحياء – الاموات،

تجّار الغابر مأفوناً ، ممسوخ الذاتِ

والحاضر ملعوناً – والآتي ،

مشحوناً في برميلٍ منخور الأُسّ ،

ينضح بالبؤس الاسود والنحس...!

في الأول من أمس

شقوا رمسي

لكني ما زلت أحرك ، في يـسـرٍ ، أقدامي

وأهش على أسياد الأزلام

بعصى تنأى عن رؤيتها

عادٌ وثمودُ ذوو البأس،

يخشى سطوتها أصحاب الرسِّ

وحماةُ عروش الاصنام الطـُـرْش الخـُـرْسِ...


لندن في مطلع فجر الجمعة 01/01/2010
 

- 2 -
محاولة لتجاوز الشجن


ايها الشاعر صبرَكْ !

لا تغيـّبْ في ضمير الحزن شعرك !

كـُفَّ دمعاً وتحرك

واجمعن للأمر أمرك !

لا تقل: فات الاوانْ

ومضى العمر بعيداً عن محطات الأمان،

خمدت أحلام قلبي من زمان،

رحلت عينايَ عني،

كلّ شيءٍ ضاع مني

وانتهى عهد التمني،

صار في أخبار كان...

لا تقلها، أيها المبدعُ،

ما دام بكفيك يراعٌ وربابهْ

يمنحان الناس حباً وحنان

ويزيحان عن الأفـْق ضبابه.

لا تقلها، أنت ما زلت تغنّي

وبجنبيك مشاعرْ

ينبض القلب بها للكون نوراً

ومسرّاتٍ وأنسامَ أزاهر...

لا تبدد في ثنايا موقد الاشجان شعرك!

دعكَ من كذبة نيسانٍ، تحرك!


لندن في الاول من نيسان سنة 2010
 

- 3 -
الثمانون


الثمانون – وقد بُـلــِّغـْتـَها ،

مستغرقاً سعياً دؤوبا ،

عـَبْرَ آلاف المطبات وأكداس المحنْ -

زرعتْ في جسمك الواهي ندوباً وندوبا ...

ثم ماذا ،

بعد هذا ،

يا شقيّ العقل والقلب ، حسن ؟ !

الردى ، فكرتَ فيهِ ،

منقذاً من كل تيهِ ،

بلسماً يلثم الوان الجروح ِ

وعلاجاً شافياً يصبو اليهِ

كلُّ عقلٍ ، كل قلب ، كل جسم ، كل روح ؟!

أنا فكرت ولكن ليس يأساً وهروبا

إنما تجربةً ، بل حالةً أخرى يناغيها الشجن ،

جدولاً يروي حكايات خريرٍ عندليبي السماتِ ،

ناسج ٍ ، في جرْيــِه ، لحناً شجياً وطروبا .

انا فكرت فمزقت ، تحديت الرزايا والخطوبا

وتجاوزت الخطايا والذنوبا ...

الثمانون وما يعقبها ، قبل الرحيل ِ

من سنينٍ عابساتٍ لاطماتِ

أو شهورٍ – لست أدري – منذراتٍ بالممات ،

عبر ليلٍ مرعب الوجه ثقيل ِ ،

ليس تثنيني ، يقيناً ، أن أغني للحياةِ ،

للملايين التي تكدح ، تبني

وتغني

لغدٍ أجملَ آتِ ،

رغم أقسى العقباتِ .


لندن – 14 تشرين الثاني(نوفمبر) 2010
 

 

free web counter