| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

د. حسن البياتي

 

 

                                                                                        الجمعة 10/5/ 2013

 

الحب الاول

د. حسن البياتي

(الى أمي جميلة علي البياتي ، بعد مضي اربعة وستين حولاً على رحيلها .)


حبـَبـْتك ، أمي ، وليداً رضيعا

يشم ويحسو ، رضياً وديعا ،

حليبـَك - أحلى حليبٍ - من الحلمتينْ ،

يحس حنانك يلمع في المقلتين

وطيبـَك يغـفو على الوجنتين .

حبـَبـْتك طفلاً على أربع ٍ زاحفا ،

حبـَبـْتك ، مستنـفـَراً ، واقفا

على إثنتين

يردد : ما ما ...

فيسمع : ماذا ؟ فديتك ، يا روح ماما !

حبـَبـْتك ، أمي ، صبياً يتيما

رأى فيك دوماً أباً أريحياً رحيما

وأُماً حنوناً رؤوما –

معاً دون بين ٍ ، معاً دون مـيـنْ ...

حبـَبـْتك ، أماهُ ، تلميذ َ مدرسة ٍ

شاطراً ، باسمَ الشفتين

يعود من الامتحان بهيجاً ،

يقبـّـل أسمى يدين

ويهتف : ماما نجحتُ ،

أخذتُ -

وكنت المجلّيَ – عشراً من العشراتْ ،

بكل الدروس ِ ، وجائزتين :

كتابـَيْ ( كليلة َ – دمنة َ ) و ( العبرات ) .

- حبيبي ولـَيدي ! .. هنيئاً هنيا !

رعاك الاله صبياً بريئاً ذكيا !

حباك وإياي بالجنتين !

ذكرتكِ ، أمي ، وبي لهفةٌ أن أراكِ -

أبوسَ محياك ، ثغراً وقلباً وعينْ ...

رحلتِ ، تركتِ فتاك

يتيماً لطيماً ، نقيَّ اليدين

يشق دروب الحياةِ

ويدري ، بوحيك أمي ، الى أيّ أين .

وها أنتذا تظهرين أمامي ، بدنيا السباتِ،

طريحَ فراش ٍ وكهلاً فقيد البصرْ ،

يحن اليكِ

ويهفو الى الموعد المنتظر ،

فهلا بسطتِ يديكِ !
 

لندن اوائل آب 2010



 

 

 

free web counter