|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 9/2/ 2013                               حسن مشكور                             كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الصلاة الموحدة... لفرسان الطائفية المقدسة
(1)

حسن مشكور  


( العراق يبدل شارعه كل يوم كما تشتهي اللافتات) ..... الشاعر عواد ناصر " مشاهد 1980 "

لا شي تغير
اننا نمضي في زمان فارغ لا نجد فيه اثر او اشارة لجريانه

لماذا في هذا المكان " كربلاء - الرمادي " غامر ابطال العملية السياسية بالدين ونحن لم نزل نعيش فواجع صفين والجمل؟
هذا العمل المغامر لاشك له منظم داخلي وخارجي وكذلك ضامن لحالة الهروب بالوقت المناسب .
مغامرات ساحات التحرير التي اراد بها " فرسان القانون " اللحاق او استباق الوقت ولم يحسبوا حساب الايام الخوالي فعادوا بصورة " المختار " لوصف هذا الزمن ونسوا ان الزمن لم يكن واحداً في مداه فمن اين جاءوا بهذا التوافق ؟ فهل احداث كربلاء وقعت قبل عشر دقائق ام اكثر من عشرة قرون ؟ انه التوقف المبني على عدم ادراك التقاطع التاريخي .

الجميع من اصحاب اللافتات الطائفية لم يأتوا الى هذه الحرب فجأة انها حرب اربعة عشر قرنا, انها ليست حرب جاء بها الاحتلال, هؤلاء لا يشعرون ان هذا هو ارثهم وانهم صائرون الى الهلاك .

السفن الطائفية التي تبحر في عاصفة الرمادي والفلوجة والموصل وديالى والاعظمية والتي يصفها البعض عواصف تقليدية جلبها ربيع الصحراء العربي , هؤلاء لا يدركون عندما تتحطم السفن سوف لن تحمل الامواج احدا الى الشاطئ وابطال المغامرة سوف لن يجدوا انفسهم فرحين في ارض يابسة, وسوف لن تكون هناك مصادفات سعيدة .

كم هو عدد الذين حكموا بالموت على اتهام كاذب ؟ وكم هو عدد الذين عذبوا قبل تنفيذ الحكم ؟ وكم هو عدد ضحايا الحروب الدينية ؟ امرأة وعلى مرأى من الجميع حاولت ان تحرر ابنها من الاصفاد التي كبل بها وقدمت اضحيتها ووثائق تثبت براءته علها توقف حكم اعدامه دون جدوى , حافية مضت الى مقبرة " خلف السدة " احرقت شموع قلبها ونامت جوار قبره نومتها الابدية لاعنة الصلاة الموحدة لفرسان الطائفية المقدسة .

التناقض في العملية السياسية الممتد من 2003 الى الوقت الراهن سوف لن يسعفها الدستور الذي يطالب الجميع بالرجوع اليه بكون هو الاخر يحمل الكثير من التناقضات وجاءت به مغامرة الاستفتاء في ظرف متوتر لم يحمل قدر من الالتزام. فالذي حدث قبل الدستور وبعد الدستور لم يعد ذو اهمية مصيرية بكون المغامرات والازمات تنظم نفسها الواحدة تلو الاخرى في نسق لانهائي وفرسان الطائفية المقدسة قادرون على اطالة الازمة قدر ما يشاؤن فهي في تقديرهم لا تنطوى على تهديدات لاوضاعهم وهي اقل خطر من من تداعيات " حرب صفين " لكن كل هذا الزمن المملوء ازمات كان له فعل تجد اثاره واضحة على حياة الناس , اما القوى القابضة على الوضع الراهن والتي تتحكم بالمغامرات وطبيعتها تعتبر نفسها ليست " قوة الصدفة " ولم يدركوا ان امريكا لها الفعل في تنصيبهم وراح البعض منهم يصف ازاحة نظام صدام الاستبدادي جاء :" بنضالاتهم " !!!

في زمن العراق الحالي ظهرت العشيرة المغامرة ورجل الدين المعني بالسبئ قادرين على التقاط العمل الذي يستطيع ان يقطع النسق السياسي لتفسح المجال امامهم للتدخل في الشأن السياسي واصبحوا هم اصحاب المبادرات والمظاهرات وكذلك اصحاب الحل ضمن العرف العشائري والديني فهم في ساحات " العزة والكرامة " في الرمادي او ساحات التحرير في كربلاء يضفون على انفسهم صفة الابطال ويطالبون بترك المبادرة لهم وهم كذلك من يهدد بالاستيلاء على الممالك اذا لم تنفذ مطالبهم ولتصبح المغامرة الطائفية مبدأ اجتماعي يستطيع كل من يمتلك القوة قادر على تطبيقه او تأويله وفقا لنظريته فهم قادرون على التلون والتقلب حسب الظروف واباحوا لانفسهم حرية التعبير عما يروق لهم وهم من ادخل علينا عنصر التفرقة, " فليس سنة وشيعة وهذا البلد ما نبيعه " شعار سوف يوجد الوحدة الوثيقة بكون هذه التحديدات لا تحمل اللقاء الطبيعي وهذا اللقاء يستحيل وجوده بشكل منعزل عن اسس مقومات الموضوع بمعنى اخر الوحدة ضمن كلية العمل وبالتالي يندرج ضمن المنهاج العام لبناء الدولة المدنية وليست الدينية والغاء الظلال الانفعالية التعميمية وحسبنا ان نشير هنا الى جملة امور جعلت اللقاء غير مرغوب فيه قانون المساءلة والعدالة وفقرة 4 ارهاب والمخبر السري وقانون المحكمة الاتحادية " القضاء بشكل عام " اضافة الى البناء الداخلي لهياكل الدولة...

يتبع



شباط / 2013


 


 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter