|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 2/1/ 2013                               حسن مشكور                             كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حكومة المالكي "دكان لبيع النفط "
(1)

حسن مشكور  

لا اعتقد صورة العراق الكالحة تحتاج الى تكبير بغية رؤويتها ، فشل في كل مرافق عمل الحكومة ، السلطة التنفيذية بكل طاقمها لا تمتلك الكفاءة والمؤهل او القدرة على ادارة بلاد محطمة ، فلا السيد المالكي برجل مهنة او رجل قانون او اقتصادي ، انه رجل حزب ديني سري تنقل عبر الانفاق السرية بين ايران وسوريا ومارس حزبه بعض الاعمال التي يسمونها اليوم " تخريبية " .

المالكي يجد نفسه في موقع اكبر من قدرته رغم محاولته الظهور برجل قادر على ادارة البلاد وهذا تعكسه هفواته الكثيرة والقرارات الارتجالية غير المدروسة والتي فيها يتجاوز صلاحياته والتي احيانا لا يعرفها " تشكيل لجان / حل لجان منح صلاحيات الى لجنة سماها لجنة العقلاء بالقاء القبض على من يجدونه متورط بقضية اغتصاب السجينات والقائمة تطول وهذا الموضوع يسري على كافة الذين يديرون شؤون البلاد اذا ما وضعنا بعض الاستثناءات .

وخذوا مثلا ماهي الكفاءة التي يحملها نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي / شهادة مزورة من الهند باللغة العربية ثم اصبحت في ادب طه حسين .
هذا الرجل بدأ حياته معلما في ارياف محافظة العمارة ومن ايران الى مخبأ تحت منبر ديني في العاصمة الكندية " اوتاوا " وحتى لم يستطع تعلم الانكليزية اثناء وجوده في كندا الى ان جاء " نصر الله والفتح " ودخل الخزاعي في دين السلطة فسّبح بحمده وشكره جزيلا على هذه النعمة الوفيرة الموجودة في دكان حكومة المالكي .

دكان المالكي سوف يزيد من بيع النفط ولاسيما ان الشهرستاني بقال جيد والثروة التي يحصل عليها سوف يسخرها الى بناء المؤسسة العسكرية وكما فعل سلفة " صدام " وهي مؤسسة تعلن الولاء المطلق للسيد القائد بدءاً من قاسم عطا الى اخر جندي في عمليات دجلة ، وهذا اول الخراب والذي يسمونه في علم السياسية ( تحديث الدولة قبل تحديث المجتمع ) والذي يفضي الى نظام دكتاتوري.

جميع الكتل التي لا تحصى و لا تعد مختلفة سياسيا لكنها متفقة مصلحيا والكثير من اطراف حكومة الخرافة الوطنية جرى شراء ذممها وتفككت كيانات وخذوا ما حصل في القائمة العراقية وانسلاخ مليشا بدر من مجلس عمار الحكيم وانضمامها الى مؤسسة المالكي العسكرية بكون هادي العامري مل من خطب مجلس عمار الفارغة.

المالكي والمجموعة المحيطة به والمكونة من 150 او اكثر والذين يسمونهم بالمستشارين هم في الواقع اشبه بحكومة ظل لحزب المالكي وهؤلاء اثروا كثيرا وحصلوا على امتيازات لا تصدق بفضل دكان النفط يضاف الى ذلك الذين يعملون خارج حكومة الظل وضمن الائتلاف الوطني وهؤلاء هم في البناء الاقتصادي حالة مشوهة بكون يصعب تحديد موقعهم الاقتصادي بكونهم يكدسون الثروات خارج العملية الانتاجية ولا اجد وصف غير "لصوص" ولذا لا نجد غرابة في هذا التفشي المريع للفساد بكل مفاصل الحكومة وليست الدولة لان الدولة لم تقم في العراق بعد لان الدولة في المفهوم السياسي لها بناها القائمة بذاتها ، على سبيل المثال المؤسسة العسكرية والامنية هي من مؤسسات الدولة وليست مؤسسات يبنها الحزب الحاكم اضافة الى القضاء والاعلام والبنك وغيرها ، وهذا مفقود تماما في ظل حكومة المالكي والتي تسير على نفس النهج في بناء المؤسسات الذي قام به النظام السابق.

المالكي عمليا يبني مملكته وسوف لن يتخلى عن السلطة ببساطة بكون المجاميع المحيطة به اصبحت لها مصالح في بقاء المالكي في السلطة لانها مغمورة الى اذنيها بالفساد وهم لم يعدوا مهتمين بالتردي او الاخفاق او غرق بغداد طالما اوجدوا قوة ضاربة في المؤسسة العسكرية والتي سوف لن يتوانى عن استخدامها عندما يتطلب الامر ، مثال المظاهرات الشبابية التي قمعت في ساحة التحرير يضاف الى ذلك بحثه المحموم عن السلاح وعقد الصفقات الفاسدة واخرها السلاح الروسي . واعتقد ان توفير الماء والكهرباء وبناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الطرق والاهتمام بالوضع الزراعي والصناعي كفيل بحماية البلاد وافضل بكثير من طائرات اف 16 او السيخوي ، هل استطاعت ترسانة صدام العسكرية ان تحمية ؟ وانتهى بحفرة .
ربما الدرس بليغ للذين يعقلون .

المالكي وضع له ركائز نستطيع القول انها قوية والمأساة ان قوة هذه الركائز تأتي من الهشاشة التي عليها البنى الاجتماعية حيث يعيش ابناء العراق في الجانب المظلم من الديمقراطية لكونهم صوتوا ضد مصالحهم والذي زاد من عتمة المشهد المؤسسة الدينية . فالمالكي سوف يعبد كل الطرق الى كربلاء وربما يأخذ بمقترح نائبة من البصرة باستحداث وزارة لعاشوراء وربما يصدرون نظام البطاقة الذكية للحصول على الطعام والشراب والمنام مجانا. استمعوا الى ما قاله الجمهور المغيب ، رجل قادم من جنوب العراق مشيا على الاقدام قال وباللهجة العامية ( بويه اليوم جان خوش غده مرك ولحم وطبيخ " الرز" وشربت وجاي . الحمدالله واكول هاي الزيارات لو تكون يومية حتى تجي الناس الكاتلها الضيم والجوع والعطش هم تاكل وتزور الحسين )

هذا الجمهور المغيب شكر الحكومة على هذا الاذلال وربما يصوّت لها ، امام دكان النفط يقف الى جانب المؤسسة العسكرية ، المؤسسة القضائية واقول مؤوسسة وليست سلطة لكون المالكي قد جردها من سلطتها واصبحت مؤسسة تابعة له وفي الكثير من المناسبات نطقت كفرا.

يتبع

 

ك2 \ 2013
 


 


 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter