|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 17/3/ 2013                               حسن مشكور                             كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

علي الاديب وجامعة " الهداية القسرية "

حسن مشكور  

هكذا شاءت ولادتنا ان نكون محسوبين على هذا المذهب او ذاك , ولكن عندما ارتقى البعض منا الى درجة القدرة على التغيير وتجاوز المعتقد الديني ، لكن مساحة العراق ظلت قادرة على الاتساع الديني الذي امتد فيه الفهم العشائري ليأخذ بعداً طائفياً متطرفاً وفي الفترة التي ضاق بها الاتساع الديني نوع ما وضع الفريق المنسحب خطة تحسين حقول الغامه وكانت " الصحوة الدينية " التي دعمها البترول وهي من المشاريع التي استثمرت فيها اموال كثيرة لتخرج مجوعة " ابن لادن " الارهابية والتي يشكل ارثها حركة اخوان المسلمين في مصر ويمكن ان نضيف الثورة الاسلامية في ايران كمساهم في دعم التطرف الديني وكذلك تغذيته وفق مفهوم تصدير الثورة الاسلامية وكلا الفريقين الأخوان المسلمين وثورة ايران الاسلامية يختلفان في المذهب لكنهما يتفقان على الهدف وهو الدعوة الى نشر الاسلام السياسي .

في العراق البعيد لم تكن قضية التمذهب قضية ساخنة كما عليه الحال الان / تهجير / قتل / مذابح / اغتيالات . العراق لازال بلد قابل للاتساع ليستوعب الجميع وكذلك هو قابل للتقلص والاقتصار على ذرى التطرف والسير في حقول الالغام وهذا مرهون بالطاقم الذي يقود العملية السياسية بكون البنى الاجتماعية بنى هشة لا يمكن الاعتماد عليها في دفع العراق للاتساع ليستوعب الجميع ومهما علا صوت التكبير في الصلاة الموحدة ومهما حاولت القبيلة ان تخفي وجهها القاسي ، نقول ذلك لكون كل الامور تسير بإتجاه بناء السدود الطائفية وهذه هي ميزة الحكومات الدينية .

ما ذنب الانسان عندما يجد نفسه وضمن المعطى الطبيعي في هذا الانتماء الديني او ذاك فهو غير مسؤول عن انتسابه وليكن الانسان كما شاءت ولادته وله الحق في تغيير ذاته ومعتقده ، ما هو الضير في ذلك ؟ لكن الذي يحصل هو هذا القسر والعسف البذيئ على سحق الانسان باشكال مرعبة من " الهداية القسرية " وهي نوع من الابادة الشاملة للمعترضين وبدون سلاح . الضغط الذي تمارسه التنظيمات الدينية الاسلامية يشكل حالة اختناق للمختلف معهم وهذا توضحه صورة الاوضاع القائمة في مصر وتونس ولا نتمنى ذلك لسوريا حيث رماح " جبهة النصرة والحركة الاسلامية السورية وغيرها " مشرعة لتعليق رؤوس الذين يختلفون معهم .

القوى الدينية وصلت الى حالة من القوة والانتشار وفرت الحصانة لها البنى الاجتماعبة المتخلفة وخذوا " الصومال " مثالاً ، هل هناك شي يستحق القتال ؟ ولكن انظروا كيف ينتشر الاسلام في البلدان المتخلفة ، انها بيئته الصالحة و هؤلاء اصابهم سعار القوة العمياء وهذا لم يأت من الايدلوجية الدينية فقط وانما من الغباء الناجم عن " سلطة القوة " بكونهم يعتبرون انفسهم مالكي الارض والانسان .

علي الاديب ومشروعه " لجامعة للبنات " هو نوع من الهداية القسرية حيث يعتبر ان موقعه الديني والسياسي يؤهله لبسط سيطرته على كامل العملية التربوية وعملية منع الاختلاط ، والفصل القسري بين الجنسين لم تكن وليدة اللحظة ، فهذا العمل مارسة ابراهيم الجعفري ووزير التربية السابق وقد جرى اهمال الدروس الفنية كالموسيقى والرسم وكثف درس التربية الدينية فادخلوا عليها دروس تجويد القرآن وشروط الوضوء وغيرها من المفاهيم التي يجب ان تكون بعيدة عن المنهج الدراسي في العالم المتحضر . لا يوجد درس للتربية الدينية باستثناء المدارس الدينية . عملية منع الاختلاط ومشروع الجامعة " النسوية " امر اصدرته المؤسسة الدينية القابعة في كهوف النجف المعتمة وهو التعبير الصحيح لايديولوجيتهم كما جاء في كتابهم " واقرن في بيوتكن ولا تتبرجن تبرج الجاهلية الاولى "- نص قراني - ولكون علي الاديب يمثل السلطة السياسية والتي يعلوها في القرار العائلات الدينية والمشايخ الاقطاعية وهي المحتكرة للقرار ضمن مفهوم " الدعوة الاسلامية " وفرض الشرائع لكوننا شعب مسلم ودستورنا ضمن " عدم تشريع قوانين تتعارض مع الشريعة الاسلامية . وهذا دفع احد العاملين في شركة " التيار الصدري" بالاعتراض على اللوحة التي علقها او ربما كانت معلقة من قبل في غرفة وزير الدفاع - الثقافة سعدون الدليمي بكونها لوحة غير محجبة فيها خلاعة وطلب بانزال القصاص بالوزير ،والحقيقة ان اللوحة لا يوجد فيها ما اشار اليه المعين في البرلمان بصفة موظف منتدب من قبل "شركة التيار الصدري" لكونه لم يفز بالانتخابات وحاله حال الثلاثمائة نائب وبضمنهم الاديب نفسه .

مشروع جامعة للبنات مهما علا ضجيجه وبرزت مبرارته هو في الواقع مشروع للقهر والكبت والاكراه والتزييف وهو مشروع ديني بحت سوف تمارس به "الهداية القسرية " والسؤال من يستطيع ان يوقف هذا السعير؟

علي الاديب يقال انه حاصل على شهادة " ماجستير " بعلم النفس ولا ندري ما هو مضمون رسالة الماجستير التي اعدت له او هو اعدها ولا ندري كيف ذهب الاديب لدراسة هذا العلم وهذا العلم اساس الفلسفة الالحادية وربما بعد ان ينهي دراسة الدكتوراه ينتقل الى جبهة فرويد او العكس تصبح له دراسة فسلجة الدماغ " تعويذات سيد محمد "

الاديب الدارس لعلم النفس عليه ان يطلع على اخر الدراسات التي اجريت في العالم المتحضر حول الاختلاط والنتائج التي خرج بها الفريق المختص في هذا المجال قبل ان يمضي بمشروع " الجامعة النسوية " وننصح السيد الوزير بالاطلاع على ما كتبه ابن خلدون في دراسة معمقة في علم النفس الاجتماعي والتي جاءت بكتاب " المقدمة " واشار الى دور التربية النفسية للطفل هو عدم التكرار وخلط المواد ولا قهر او عنف والانتقال من السهل الى الصعب ومن البسيط الى المعقد. هل اطلع وزير التعليم العالي على حال العملية التربوية والذي كتبه ابن خلدون منذ قرون طويلة لازال العكس يمارس في المدارس العراقية .
 


اذار / 2013


 


 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter