|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 17/2/ 2013                               حسن مشكور                             كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الصلاة الموحدة... لفرسان الطائفية المقدسة
(2)

حسن مشكور  

عملية بناء الدولة لا تأتي بالمغامرة او جمع العواطف المتناقضة ساحة التحرير - ساحة العزة والكرامة , الموضوع لا يمكن ان يصاغ ضمن سياقات كلامية  فلا يمكن ان تستعير نصف فقرة من مادة دستورية وتلصقها بنصف اخرى لتقول انها فقرة قانونية كما جرى لقانون البنى التحتية . لا يمكن قيام الدولة بالاستعارات النصفية لتصبح حلا  وتكون نهاية للموضوع . مشكلة الذي يجري في المحافظات الغربية ليست مطالب مشروعة او غير مشروعة انما المشكلة هي الخلل في جوهر العملية السياسية المرتبط ببناء الدولة وخاصة حالة العراق المعطل اقتصاديا وبنى اجتماعية هشة  .الموضوع يتطلب فريق عمل يكون قادر على تحديد المعضلات ورسم الطريق العام وليس ورقة اصلاح او طاولة حوار ينتهي مفعولها بانتهاء شرب الشاي .

منذ 2003 الى 2012 شهدت الفترة الكثير من اللقاءات والحوارات وكلها كانت تجري في محطات اقيمت على طريق غير صحيح ولذا هجرت هذه المحطات ولم يعد احدا راغبا في السيطرة على افكاره فمن الصعوبة التحاور على عمل لا وجود له يضاف الى ذلك ان الكثير من اللقاءات غير موثقة او منظمة ولذا كانت نتائجها معكوسة وهذا يشمل كل الاطراف المشاركة في العملية السياسية وهنا لابد ان نشير الى " سقيفة اربيل " والتي من خلالها تشكلت الحكومة والذي ظلت بنوده شبه سرية والسخيف ان بعض الاطراف المشاركة هددت بنشر مواده اذا لم يجر تحقيق مطالبها ، اذاً ماهو السر الذي اخفاه اتفاق اربيل كي يصبح موضوع تهديد ؟

الزمن الذي حدد به انجاز الاتفاق وهو في الواقع ادخال العملية السياسية في المغامرة بكون الاتفاقيات التي شكلت بها الحكومة  2010 اتفاقيات غير دستورية ولا تحمل طابعاً عضوياً وانما طابعاً " الياً " كي تمضي المغامرة اي تشكيل الحكومة والذي اهمل في هذا الاتفاق الالي هو المرحلة اللاحقة اي غاب تحديد البرنامج فالفخ الذي خشاه الجميع من عدم تشكيل الحكومة وقعوا فيه جميعا باستثناء رئيس الحكومة بكونه وضع اصدقاءه بنفس المكان الذي لم يجر الاتفاق عليه, وعندما بدأ اعضاء القائمة العراقية يركضون باتجاه المكان الضروري وانهم في هذا قطعوا زمنا حاولوا انقاذ " فوزهم " في الانتخابات لكن الوقت فاتهم فرئيس الموكب قد وصل المكان قبلهم وعلى رأسه التاج وبدأ يمارس صلاحيات خوّلها لنفسه في الخطف والنقل والمطاردة  والاسر والسجن ووضع العوائق امام البطل المعارض لابطاء حركته واصبح لصاحب التاج بحر وارض يابسة تلزمه لبسط سلطانه في البحر لتحطيم السفن وفي اليابسة للاسر والسجن والقتل .

المغامرة التي عليها العملية السياسية في العراق الان ليست لها خصائص بجوهر التغيير 2003 بكون الصدفة جلبت اناس اقحموا سننهم ونظامهم وصلاتهم الخارجية ايران - تركيا - السعودية  وضاع جوهر التغيير في التقسيم الطائفي والذي سّهل هذا هو الطرف الذي قام بالتغيير وهو امريكا اذ لم تحدد شروط السلطة وتركت الامور سائبة وحالما سحبت قواتها برزت ظواهر الاستبداد والتسلط وقفز صاحب التاج الى احتلال وزارة الدفاع والداخلية والامن والسيطرة على المؤسسة العسكرية واصبحت عملية تأمين السلاح اهم من تأمين الخدمات بحجة محاربة الارهاب واصبحت السلطة متموضعة في خندق الطائفية فهي مهددة بالانهيار عندما يجد المتظاهر في المحافظات الغربية والمتظاهر المضاد في المحافظات الجنوبية بان ليس هناك ثمة روابط او علاقات تجمعهم فالقوانين السياسية غريبة عنهم وهم لا يعرفونها وهم في هذا لا يجدون التزامات عليهم

هنا في الرمادي او هناك في كربلاء كل شي غريب فالبطل عند هؤلاء المواطنين اصبح مختلفاً عليه واصبح  لا يوجد وصف لهذه البلاد بخصائصها واوجه اختلافها وروابطها بدول الجوار غير انها بلاد منشآت متفرقة ليس لها هناك صلات بالكل الاشمل وهو المواطنة .



شباط / 2013


 


 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter