|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  15 / 2 / 2014                               حسن مشكور                             كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حمولة الماضي امام الصباح الجديد

حسن مشكور  

( لن نخرج من هذا الوضع ما دمنا لا نرضى بكسر تمامية المكان ...... هيجل )

ما هو المصاب الذي ألم بهذا الحشد الخارج عن القانون كي يمضي بسرد قضيته في حالة من العنف والتدمير لممتلكات الاخرين ؟
تحطيم الواجهة الامامية لمبنى جريدة الصباح الجديد والوعيد بقتل العاملين فيها !!! اليس هذا امتهان للقضاء وسمعة الحكومة وكذلك الى سمعة نقابة الصحفيين والاعلام بشكل عام .

هل نأتي بمثل " الايات الشيطانية " وفتوى الخميني بهدر دم المؤلف سلمان رشدي والذي كان حافزها استيهامي بني على " حكاية مروية " لم نجد لها مسند في كتاب المسلمين " القرآن " . وكان فعل الحكاية استدعى الموت ... وخرج الجمهور السرابي الذي لم يقرأ ولم يعرف سلمان رشدي معربدا ومدمرا وحارقا لممتلكات الاخرين ومعطلا لنشاطات الناس الحياتية وظل مرابطا في كهوفه المعتمة والمتسخة جدرانها بصور ابن لادن والظواهري وابو قتادة واخرين موزعين على انواع الاسلام .

الصباح الجديد لم تشوش الماضي وانما طرحته ضمن حدوده واعتمدت الحاضر بكيفية توضح المعاش الذي يريد البعض وضع صياغات تسد الطريق على النشاط الفكري وتغليف الحقيقة بالزيف والرياء . لا احد من الذين يعملون في الصحافة او مجالات الاعلام الاخرى يريد ان يجني الموت من كلامه فاذا كان كلام الحقيقة يعتبر مجازفة ويرتبط بالموت فستظل هذه البلاد كلما انتفض مكبوتها سينتفض دائما ممسوخا على حد تعبير د. مالك شبل رئيس كلية الدراسات العليا في التحليل النفسي / باريس .

الجمهور المنتفض جمهور مسربل بطقوس المقدس المرتبط بعالم الخيال والوهم جمهور يمارس طقوسه بحالة من اللاعقلانية ولا يريد الخروج من كهف الماضي ولا يريد التورط " بالكلام " لانه سيجد نفسه خاسر الرهان امام برهان الكلمة الذي تعتمده الثقافة التنويرية ، هذا الجمهور قادر على استيعاب تكنلوجيا السلاح ويبدع في استخدامها بتدمير الحضارة وحياة الناس . في الحرب العراقية الايرانية استخدم كل السلاح والذي منحوه تسميات دينية صواريخ الحسين والعباس والعابد وغيرها من الاسماء فيها ابدع الطرفان في تدمير الانسان والبيئة واهملوا الجانب الاخر من التكنلوجيا والعلم لحل المشاكل المائية بين البلدين وفي النهاية خرج كليهما خاسرا هل استوعب الجمهور المنتصر " لخاميئي " الدرس ام انه لا يمانع بخوض قادسية جديدة ضد ابناء وطنه تمشيا مع الذين طالبوا بتعويض ايران عن خسائرها في الحرب ونسي صاحب مشروع التعويض " اي المدن الايرانية اجمل البصرة ام ابو ظبي ؟ "

الموضوع المطروح ليس فيه اساءة الى اسلام ايران وانما هو تساؤل انساني حول المطروح من ازمات ولماذا يذهب الفرد ضحية " الثقل المهيمن " رغم عدم شرعيته ويبرر مصادرة حرية الاخرين ويحلل الاعمال الاجرامية لهذه القطعان المتوحشة المتوزعة على انواع الاسلام المختلفة .

حشد المعممين الذي يملأ الساحة السياسية في العراق جعل نقد خاميئي من المحرمات والتي سيكون ثمنها القتل ، لابأس لماذا لا يطلب هذا الحشد المعمم بان يبتعد خاميئي عن السياسة ويجلس في كهف القدسية كي لا يطاله النقد . خاميئي القابض على كل السلطات السياسية والعسكر والنفط في ايران وتريدون ان يُمنح القدسية . بصراحة اننا لن نذهب معكم في مطاردة الارواح الشريرة وسنترك خاميئي يتولى حمايتكم منها .

ثورة "قوة العقل" وهي الثورة الثانية بعد ثورة ٌ " قوة العضلات " المتمثلة بالثورة الصناعية لم تنجز هذه الثورات في ايران او باكستان او السعودية انها انجاز العقل الذي جعل الدين جزء من الحياة وليس كل الحياة " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " اليس هذا نص قرآني .

ثورة العقل ستهشم الكيان المتكلس في عواصم العرب والمسلمين ومحاربة العلم والتطور بحجة هدم " الهوية " سوف لن تصمد بطرح مفهوم الاسلام الاصولي معتمدين على نجاحات ظرفية قبل اكثر من 1400 عام .

المعرفة العلمية لا تعرف الحدود يعزز مسارها ديمقراطية التكنلوجيا وستجد سفينة الاسلام السياسي في ايران والسعودية وباكستان تبحر في سراب وسيجد الفرد ان تحقيق ذاته واطمئنانه النفسي في وادي الحرير وليس سقيفة بني ساعده

تكملة بالمفعول المطلق :
لا يمكن انجاز العملية الديمقراطية في ظل الحكومات الدينية .


شباط / 2014


 


 

 
 
 
 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter