| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأربعاء 7 / 8 / 2024 حازم كوي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
الإتحاد الأوروبي، إجابات أجماعية *
ترجمة و إعداد: حازم كويي
(موقع الناس)لقد بذلت الدول الأوروبية معاً ومنذ فترة طويلة جهوداً للدفاع عن نفسها خارج نطاق حلف شمال الأطلسي. والآن يتخذ الاتحاد الأوروبي العديد من الخطوات في هذا الاتجاه: سياسياً وإستراتيجياً، في القطاع العسكري وفي إنتاج الأسلحة.
إن السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي تتغير باستمرار. ويجب أن تخلق أساساً مشتركاً للدول التي لديها تجارب ومصالح تاريخية متضاربة.
ففي دول الاتحاد الأوروبي،هناك من هُم أعضاء في حلف شمال الأطلسي،وهناك من هم مُحايدون.هناك دول تعتمد بشدة على الولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني الرئيسي لها، وخاصة ضحايا النزعة العسكرية الألمانية والسوفييتية في أوروبا الوسطى والشرقية. وهناك دول مثل فرنسا التي تعتبر نفسها جهة فاعلة مستقلة على المستوى العالمي، ولم تعد القوة النووية الثانية في أوروبا الغربية، بريطانيا العظمى تشارك رسمياً في تطوير الاستراتيجية الأمنية للاتحاد الأوروبي رغم "خروجها منه " عام 2020 على وجه التحديد وبسبب المصالح المختلفة، أصبح مفهوم "الاستقلال الاستراتيجي" للاتحاد الأوروبي مثيراً للجدل إلى حد كبير. بالرغم من رغبة بعض الدول في الحصول على قدر أكبر من الاستقلال عن الولايات المتحدة الأمريكية، تنص "البوصلة الإستراتيجية" للاتحاد الأوروبي لعام 2020 على أن الشراكة مع حلف شمال الأطلسي أمر بالغ الأهمية.
إن محاولات دول أوروبا الغربية لتوحيد مصالحها السياسية الأمنية لها تاريخ طويل. في عام 1954، قامت فرنسا بإفشال مجموعة الدفاع الأوروبية. وفي نفس العام دمُج وتأسس أتحاد أوروبا الغربية WEU، وهو إتفاق للمساعدة العسكرية في السياسة الخارجية والأمنية المشتركة، وهي جزء من معاهدة ماسترخت عام 1992.
في عام 1999، قررت الحكومات إنشاء قوات مسلحة مستقلة عن الناتو.قدمت معاهدة نيس سياسة الأمن والدفاع المشتركة (CSDP)، التي تخضع لسلطة رؤساء الحكومات - دون البرلمان الأوروبي - ولا يمكنها تمرير قراراتها إلا بالإجماع.
وفي عام 2012 حصل الاتحاد الأوروبي على جائزة نوبل للسلام.
بعد فترة وجيزة من التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016، أعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، استراتيجيتهاالعالمية EUGS وقد تم التركيز بشكل أكبر في القدرة على مواجهة الأزمات والاستقرار الإقليمي. ومنذ ذلك الحين فصاعداً أصبح مفهوم "الوصول إلى الموارد" و"بحر الصين الحر" من المصالح المشروعة للاتحاد الأوروبي. وتعتبر آسيا الوسطى وأفريقيا الوسطى الآن مناطق إهتمامهما الجيوسياسية. وفي عام 2017، تم إعتماد التعاون المنظم الدائم (بيسكو)، الذي تشارك فيه الآن جميع دول الاتحاد الأوروبي باستثناء مالطا. وهي مشاريع تسليح عابرة للحدود ويفضل أن يتم تمويلها من صندوق الدفاع الأوروبي (EVF) الذي تأسس أيضاً عام 2017.
في عام 2021، تم إطلاق مرفق السلام الأوروبي (EFF) لجعل العمليات أرخص بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي، وإلا فسيتعين تمويلها من الميزانيات الوطنية.
في يونيو 2022،وفي ضوء الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا، حدث تغيير في الإستراتيجية في قمة الناتو في مدريد. وبينما لم تكن قوات حلف شمال الأطلسي متمركزة بشكل دائم في السابق في وسط أوروبا الشرقية، إلا أن المجموعات القتالية من أوروبا الغربية، يجب أن تظل الآن حاضرة بشكل دائم هناك. بعد أسابيع قليلة فقط من الهجوم الروسي،أتخذت حكومات دول الاتحاد الأوروبي قراراً بشأن مجلس الأمن. لقد كان ذلك بمثابة تقدم كبير حيث تمكنت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من الاتفاق على تحليل التهديد لأول مرة. ومع ذلك، فإن أستراتيجيات حل النزاعات الأهلية موجودة فقط في مجلس الامن بطريقة بدائية.
وتتطلب معاهدة ماستريخت للاتحاد الأوروبي إجماع كافة الدول الأعضاء لاتخاذ القرارات ذات العواقب العسكرية أو الدفاعية. ومع ذلك، سارعت مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف إنتاج الأسلحة على أنه إنتاج صناعي عادي يُمكن دعمه. وفي فترة ميزانية 2021 إلى 2027 - وإعتباراً من منتصف عام 2023 - تم تخصيص 12مليار يوروللمهمات الخارجية.
لدى صندوق الدفاع الاوربي ما يقربُ من 8 مليار يورو، منها 7،2مليار يورو لأبحاث الدفاع المشترك و5،3 مليار يورو للمشاريع العسكرية المشتركة.
منذ الحرب التي شنتها روسيا، قامت الدول الأعضاء بشكل مستمر بزيادة ميزانية EFF. وهكذا أصبح مرفق السلام أحد أهم الأدوات لدعم أوكرانيا بالأسلحة الغربية. ودخلت حيز التنفيذ في يوليو 2023 "لائحة تشجيع إنتاج الذخيرة" بقيمة 500 مليون يورو.
تهدف أدارة الاتحاد الأوروبي للمشتريات المشتركة (EDIRPA) إلى تحسين المشتريات المنسقة من قبل العديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي من شركات الدفاع، وتعزيز تكامل الصناعات الوطنية وفي نفس الوقت خفض أسعار المُعدات الدفاعية.
من المقرر تنفيذ أستراتيجية صناعة الدفاع الأوروبية الجديدة (EDIS) بسرعة في عام 2024.
ليس من السهل أن يكون المرء مُتفائلاً بشأن نزع السلاح وقدرة الاتحاد الأوروبي الهيكلية على عدم الاعتداء عام 2024. على الأقل، تستطيع القوى التقدمية في الاتحاد الأوروبي أن تعتمد على معاهدة حظر الأسلحة النووية. لقد أصبح القانون الدولي قابلاً للتطبيق منذ عام 2021، على الرغم من أنه لم يتم التصديق عليه إلا من قبل عدد قليل من الدول في أوروبا. كما يتم دعم الجهات الفاعلة الموجهة نحو السلام من خلال "مؤتمر الاتحاد الأوروبي حول مستقبل أوروبا" عام 2022، والذي دعا الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة تعزيز الحوار بنشاط، وضمان السلام والنظام الدولي القائم على القواعد، وتعزيز التعددية ومواصلة مسيرة الاتحاد الأوروبي الطويلة. - مبادرات السلام الدائمة.
* عن كراس لمؤسسة روزا لوكسمبورغ حول التسلح في العالم.