|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  4  / 3 / 2015                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

برلين
السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب في ندوة سياسية

اعداد : حازم كويي

في زيارة الى برلين اواخر شهر شباط وبدعوة من وزارة الخارجية الالمانية سنحت الفرصة للقاء مع الرفيق محمد مختار الخطيب السكرتير العام الجديد للحزب الشيوعي السوداني في ندوة عن الوضع السياسي للسودان والتي اشار فيها بداية ،الى ان البلاد ومنذ عام 1956 لا يوجد فيها استقرار سياسي رغم فترات من الديمقراطية القصيرة حيث ابتليت بالانقلابات العسكرية والتي تسمى بالدائرة الشريرة و اصبحت (كحزب) له ايدولوجية وطموحات للسيطرة على المنطقة كلها.

فالحرب مستمرة في الجنوب (دافور وكردفان) وتحول الصراع السياسي الى صراع ديني ودمرت كل مقومات الانتاج اضافة الى اتباع اسلوب فصل كل من يعارضها ،فالاجهزة الامنية مسيطر عليها وكذلك الاعلام وهي تهيمن على الثروات وتنهي الخدمات بالتحول الى القطاع الخاص والسائر في طريق الانهيار .

لقد كان الجنوب المصدر الاساسي للميزانية وحصل الانهيار كون البترول يشكل 75% منها ،وبذلك يقع عبء كبير على الشعب نتيجة سياسة التقشف وفرض الضرائب العالية على الناس.

فالنظام وبأيدولوجية دينية يمثل مصالح الرأسمالية الطفيلية والمدعوم من الاخوان المسلمين الدولي والتي تخدم قوى الرأسمالية العالمية.

الشيوعيون السودانيون رفعوا شعار اسقاط النظام وايقاف الحرب في الجنوب ،فالنظام لم يلتزم بالاتفاقات السابقة وبقى على نفس السياسة بتزوير الانتخابات وعدم التزامه بالمعايير الدولية ولا يعترف الحزب بالانتخابات ونتائجها معتبرا ان هذه الحكومة غير شرعية .والسبب يكمن في الازمة المتفاقمة واختناق الدولة اقتصاديا وسياسيا ،امنيا واجتماعيا ،والنتيجة ان النظام لا يستطيع ان يحكم كما كان سابقا وهذه عوامل للانتفاضة التي تقوم بها الجماهير لمعاناتها من الوعود غير المتحققة وبعدم وجود حل للازمة.

الاحتجاجات التي قامت هي نتيجة ارتفاع الاجور وخاصة بعد انفصال الجنوب ،حيث يحس النظام ان الوضع في غير صالحه فرفع الآن شعار الحوار مع جميع الاحزاب والذي يريد من خلاله كسب الوقت واطالة عمره وازالة الاحتقان الحاصل.

المعارضة تريد حوارا مثمرا ،فالحريات مطروحة في الدستور بشكل واضح والالتزام بالقوانين من خلال المواثيق الدولية وحقوق الانسان.
فمن يقود الى السلام ومن يدفع الى الحرب ؟

يرى الرفيق الخطيب ان الحزب طرح شعار عدم الاستجابة للحوار مع البشير شرط ان تتحقق المطالب الاساسية لحوار يحل الازمة وعدا ذلك فهو اطالة عمر النظام،ومن هذه المطالب هي :
1.ايقاف اطلاق النار وقصف الطائرات على القرى في منطقة الصراع.
2.الغاء القوانين المقيدة للحريات وغير الدستورية.
3.اطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
4.الحل ببرنامج بديل ديمقراطي حقيقي من اجل حكومة انتقالية.
5.عودة القطاع العام ،وعقد مؤتمر دستوري بمشاركة كل القوى المجتمعية،وادارة السلطة والثروة والتنمية بعدالة وبالتكامل مع اقاليم السودان.

و تعتبر هذه عتبة للاتجاه الديمقراطي والسلام.
وتحدث عن جبهة واسعة لاسقاط النظام المتورط ،والتنسيق مع القوى الحاملة للسلاح في الجنوب.

وهناك اتصالات (بالجبهة الثورية) ومع (التحالف والاجماع الوطني) اللذان اجتمعا في اديس ابابا حيث جرى التوصل للقاء تحالف ،الذي يهم المرحلة الانتقالية.

فالنظام يحس بالخناق المتزايد عليه ،فقام ببعض التعديلات ودعا الى انتخابات في ابريل هذا العام باستحقاق دستوري ليعطي لنفسه شرعية كاذبة والمجتمع الدولي يرى ان تكون التنازلات اكبر وبديمقراطية محدودة.

الشيوعي السوداني يرفض الانتخابات لكونها غير متكافئة لسيطرتها على المرافق والمؤسسات،القوات النظامية ،النيابات والقضاء غير مستقلة ،والمفوضية مُعينة من النظام والاعلام مسيطر عليه ايضاً وعليه ستكون الانتخابات مزورة.اضافة الى وجود اعداد كبيرة في معسكرات اللجوء لا تستطيع المشاركة والحرب مستمرة.

المانيا دعت لحضور اجتماع المعارضة في برلين في سبيل التوافق للمطالب،ولهذا قرر الحزب الشيوعي السوداني الحضور لعرض مطالبه والوصول الى حوار مثمر، يرفع فيه الى المجتمع الدولي والذي هو جزء من الصراع في السودان.

والمطالب هي ايقاف الحرب ،اطلاق سراح المعتقلين ،ايقاف الانتخابات ،ايقاف التعديلات الدستورية التي وضعت اخيرا .

المجتمع الدولي يتحدث عن جنوب السودان بأن لها خصوصياتها،ونحن نرفض ذلك والعكس هو الحل الشامل في اطار كل منطقة والمناطق المختلفة.

حزب الامة السوداني لديه رؤية للحوار كطريق لحل الازمة وهو يتبنى نفس كلام المجتمع الدولي ،عكس موقفنا باسقاط النظام اذا لم يرضخ لمطالبنا.

في السودان ازمة خبز شديدة ،نقص في الدواء نتيجة عدم وجود عملة صعبة،ونتوقع المزيد من تردي الوضع.

هناك قانون استثمار جديد ُيمكن الاجانب بتمليك الاراضي والشركات العابرة للقارات ولمدة 99 سنة قابلة للزيادةوالتي سوف لاتؤدي الى تطوير السودان بل الى زيادة ارباح الاجانب وبتحكم السوق العالمي في البلد.

وهنا تكمن اهمية كيفية تنظيم الجماهير وقيادتها.

 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter