|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  23  / 5 / 2014                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

كوكبنا... المريض

 حازم كويي

يبلغ عدد سكان الكرة الارضية حالياً سبعة مليارات ،تشكل منه الصين والهند مجتمعة حوالي مليارين و700الف نسمة.

في نهاية الخمسينات من القرن الماضي كان العدد بحدود ثلاثة مليارات وسيصبح عام 2083 عشرة مليارات.
اكثر من نصف السكان الآن هم شباب دون سن 25.فالزيادة السكانية هي بحدود 78مليون انسان سنوياً.

هذه الزيادة الحاصلة في عدد السكان محصورة بشكل واضح في الصين والهند ونيجيريا.والمعروف ان اسباب هذه الزيادات الكبيرة ناتج من عوامل عديدة منها الفقر والامية والجهل وفقدان الوعي الاجتماعي الناضج المتبادل بين الانسان و الارض الأُم.

السؤال الآن هل تكفي المصادر الاساسية كالغذاء ،الماء ،الطاقة والتي تنذر باخطار دراماتيكية ؟!
هناك عادات وتقاليد من الصعب تغييرها منها التبذير في نمط الاستهلاك الغذائي ،خاصة في الدول الصناعية المتطورة وعدم الالتزام بتوفير الطاقة العقلاني والحفاظ على البيئة المتمثلة بالطبيعة ومنها تبديد مساحات خضراء ،التي تعتبر الرئة التي تتنفس منها الارض كي يجري على سبيل المثال تعبيد الشوارع الاسمنتية المكسوة بالاسفلت والتي تشغل نسبة ليست قليلة من مساحة الكرة الارضية.

اضافة لنقص الماء الصالح للشرب والذي اصبح مثار نزاعات سياسية بين الدول المجاورة لبعضها حيث سيعاني منها مستقبلاً حوالي ثلثي سكان الارض.

ومنذ بداية مايسمى بالثورة الصناعية تضاعف وبدرجات قياسية كبيرة استهلاك المواد المُولدة للطاقة من الفحم الحجري والبترول في مجال الصناعة والاغراض المنزلية ونزعة الاعتماد على الاجهزة الكهربائية الهائلة، وزاد التوسع باستخدام السيارت الخاصة القاذفة بغازاتها السامة ،المولدة لامراض شتى مجتمعة مع عوامل تلوث البيئة العديدة والتي تظهر نتائجها الآن في ارتفاع درجات حرارة الارض ،آثارها بدأت في التصحر الآخذ بالاتساع وكذلك في القطبين الشمالي والجنوبي حيث ذوبان كتل جبلية جليدية هائلة ودون انقطاع تسببت في الفيضانات المتواصلة نتيجة هذا التغير المناخي ،ويرى العلماء والمختصين بهذا المجال ان مدناً كبيرة معروفة ستغرق وتطمر بالمياه خلال 200الى 300 سنة القادمة ولايبقى لها وجود ومنها مدينة لندن ومساحات من بريطانيا وكذلك فرنسا وبالاخص باريس والذي قد يُرى فيها قمة برج ايفل المشهورفقط ،وستغمرالمياه مدينة برلين ايضاً ومدينة نيويورك التي سيختفي فيها مشعل الحرية ،والدولة الوحيدة التي تفكر بالبدائل هي هولندا التي عانت من هذه المشكلة ببناء مدن على شكل قارب كبير تتوفر فيه كل المستلزمات الاساسية.

ويجب ان لا ننسى ان انواعاً كثيرة من الحيوانات اخذت تنقرض تدريجياً نتيجة هذه التغيرات المناخية المقلقة .
لكن الحل السليم يكمن في توفير مصادر الطاقة البديلة النظيفة ،التفكير الجدي في تغيير بنية النظام القائم .
ومحاربة الفقر والامية وتطوير الوعي ليرتقي المجتمع الى المستوى الذي يجمعه للحفاظ على الارض كما كانت سابقاً.

المشكلة في كل الاحوال تتمثل في طبيعة النظام الذي يسيطر على العالم اقتصادياً وسياسياً ومنذ قرون ،فالرأسمالية لاتعرف حدوداً لها غير الاستغلال واثارة الحروب المدمرة باسلحة لايتصورها العقل البشري كالنووي والكيميائي والجرثومي ولاجل مصالح حفنة من اصحاب المليارديرية المتعطشين للسلطة والحافرة في نفس الوقت قبرها ازاء الخطر المحدق بكوكبنا الارضي .

ولم يكن النظام الاشتراكي السابق بمنأى عن الاخطاء ،التي كان عليه الحفاظ على الانسان والبيئة في آن واحد ودون ذكر التفاصيل فالبيروقراطية داخل هذه الاحزاب والابتعاد عن مبدأ الديمقراطية والتعددية قيدت شعوبها وافقدتها روح المبادرة ،اوصلها الى الانهيار وصارت لقمة سائغة لاعدائها الطبقيين.

وعلى الرغم من وجود اصوات ذات التفكير العقلاني في داخل مؤسسات النظام الرأسمالي للحد من الكوارث الطبيعية لكنها تبقى محكومة بنزعات الاحتكار والسيطرة على مقدرات الشعوب ما لم يرتبط ذلك بتحريك وعيها عن طريق كافة المؤسسات المدنية والنقابية والحركات المناهضة للاستغلال والحركات المحافظة على البيئة وحركات السلم وباشكالها العديدة.

يقول نائب الرئيس الامريكي الديمقراطي الاسبق آل غور والمعروف عنه من عائلة متنعمة ،من ان الارض تعاني من مرض الحُمى ووصل الوضع الى حالة لاتستطيع فيها الاستمرار الطبيعي والسبب هو الانسان الذي يتصرف بشكل غير عقلاني وبها ستفقد البشرية حضارتها التي كونتها منذ الآف السنين ،فالبشر يؤذي الارض ومنذ اكثر من قرن ويسبب لها اوجاعاً شديدة ،ومعروف عن اميركا انها رائدة في المجالات الصناعية والعلمية ،لكنها تعاني من خطر سقوط الديمقراطية الاميركية ،فعلى الحكومة ان تمارس التعقل وتحليل ظواهر تأثير الغنى والسياسة السيئة الكارثية على مفاصل السلطة ،فالبشرية بحاجة الى تشكيل ملامح المستقبل الجديد من خلال زيادة حيوية دور الامم المتحدة وتجديدها كي تاخذ دورها في قيادة العالم (حسب غور).

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter