|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

   
 

السبت  1 / 6  / 2024                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

محاولات الهيمنة الأميركية

ترجمة وإعداد:حازم كويي
(موقع الناس)

لم تكن الولايات المتحدة قط القوة المهيمنة على المحيط الأطلسي فحسب، بل على المحيط الهادئ أيضاً. ومنذ ظهورالصين كقوة اقتصادية ومع سياسات القوة الجديدة ، فإن واشنطن تسير على طريق المواجهة بدلاً من التعاون .

وللاستفادة من النمو الاقتصادي في شرق وجنوب شرق آسيا، سعت الولايات المتحدة إلى زيادة الوصول إلى الأسواق هناك، من خلال مبادرات مثل منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (
APEC) والتي تأسست في عام 1989، والشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) في عام 2016. وكان هذا الأخير محور مبادرة إدارة باراك أوباما المعروفة باسم "المحور نحو آسيا". وكان المقصود منها إعادة تنظيم السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بعيداً عن الشرق الأوسط وأوروبا ونحو آسيا الناشئة. لكن دونالد ترامب، خليفة أوباما، أنسحب على الفور من الشراكة عبر المحيط الهادئ. ولجأت إدارة بايدن بدورها مرة أخرى إلى الصين المتزايدة الحزم. ولكن بدلاً من الشراكة، أتجهت سياسة الولايات المتحدة هذه المرة إلى المواجهة.

وفي ظل التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية، فإن السياسة الأمنية الأميركية تبرر وجود 28500 جندي أميركي في كوريا الجنوبية. لكن الصين هي الهدف الفعلي للاستراتيجيين في البنتاغون.


لايزال التدفق التجاري الثنائي بين الولايات المتحدة والصين كبيراً، لكن النزاعات العديدة حول التجارة والاستثمارات والملكية الفكرية تؤدي إلى توتر العلاقات. ورغم وجود درجة معينة من التعاون العسكري في التسعينيات، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالشفافية وتجنب الصراع، فقد أصبحت المواقف من الجانبين في الآونة الأخيرة أكثر تشدداً. ويتعلق الأمر بشكل خاص بالمواجهات المحتملة والحقيقية في مناطق مثل ممرتايوان وبحر الصين الجنوبي.


وتساهم الصين ذاتها بجزء كبير في هذه الديناميكية. وفي السنوات الأخيرة، زادت البلاد إنفاقها العسكري بنحو سبعة في المئة سنوياً. وقد أشتبكت مع جيرانها بشأن المياه المحيطة بها. وبشكل عام زاد الخطاب القومي بشكل كبير في عهد الرئيس شي جين بينغ. ولكن من الصحيح أيضاً أن الصين تواجه سياسات تعمل ضد طموحاتها. في عام 2017 أعادت الولايات المتحدة إحياء المبادرة الأمنية الرباعية مع أستراليا والهند واليابان لمواجهة جهود الصين على طول الساحل الآسيوي وفي المحيط الهادئ.

وأصبحت هذه الجهود منذ ذلك الحين جزءاً من إستراتيجية أوسع لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، تشمل كوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين وشركاء آسيويين آخرين. وبالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالأمن، فإنها تنص أيضاً على التعاون الاقتصادي والمشاركة الدبلوماسية والمبادرات المناخية.


وتتوقع وزارة الدفاع الأمريكية صراعاً طويلاً مع الصين. في عام 2010، قُدمت عقيدة جديدة للمعركة الجوية والبحرية للتحضير لحرب محتملة، وفي هذه العملية زادت أيضاً من إمكاناتها العسكرية. وتدعو ميزانية الدفاع المطلوبة لعام 2024 والتي تبلغ قيمتها حوالي 842 مليار دولار إلى زيادة بنسبة 40% في الإنفاق على قدراتها في المحيط الهادئ.

العديد من البنود الكبيرة في ميزانية البنتاغون، منها الصواريخ الحديثة والطائرات المقاتلة، والأسلحة الفضائية، والغواصات النووية من الجيل التالي ومدمرتين، وفرقاطتين أخريين، مخصصة للاستخدام ضد الصين، وتشمل الإضافات الجديدة الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يُخطط برنامج جديد يسمى مبادرة
Replicator لإنتاج أسراب من الطائرات بدون طيار ذاتية التحكم لمواجهة الحجم الهائل للمعدات العسكرية الصينية.

والولايات المتحدة ليست وحدها في جهودها لاحتواء طموحات الصين. في قمة الناتو لعام 2023 في ليتوانيا، ألتزم أربعة مشاركين من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا، بالاقتراب أكثر من التحالف الأمني عبر الأطلسي. كما إنضم عدد من الدول الأوروبية إلى المبادرة الأمريكية لتقييد بعض صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين. وعلى العكس من ذلك، مارست الولايات المتحدة الضغوط على حلفائها لحملهم على الحصول على المواد الخام المهمة مثل المعادن النادرة من دول أخرى غير الصين.

ومع ذلك، فإن التركيز الجديد على آسيا، والذي يهدف إلى مواجهة الصين عسكرياً وأقتصادياً، يُقابل بالشكوك في بعض الأماكن.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرقل إقتراحاً بفتح مكتب لحلف شمال الأطلسي في اليابان. إن بعض الذين يخشون أن تتحول الحرب الباردة مع الصين إلى حرب ساخنة يدفعون نحو المزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والصين، على سبيل المثال في مكافحة تغير المناخ. لكن من ناحية أخرى، فإن سياسة بايدن، التي تحاول، مثل الإدارة السابقة، الضغط على البضائع الصينية من خلال العقوبات التجارية والتعريفات الجمركية، لا تولد مقاومة دولية تذكر.


ويبدو أن الولايات المتحدة تعتقد أن المواجهة مع الصين أمر لا مفر منه، لقد أصبح الكونغرس أقل التزاماً بالتعاون. أجزاء كبيرة من أجهزة الأمن الأمريكية ترى الحرب في

أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وحماس في المقام الأول على أنهما إلهاء خطير عن مهمتهما الرئيسية: درء التهديد المشتبه به من الصين.

 








 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter