|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  16  / 9 / 2015                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حقائق وارقام عن هجرة اللاجئين الى اوربا

ترجمة واعداد: حازم كويي

الحديث عن مشكلة اللاجئين الانسانية ،التي تترك اوطانها قسراً موضوع شائك تدور حوله اسئلة كثيرة لمشكلة قائمة منذ اكثر من عشر سنوات يرتبط بعضها حصراً بالحرب في افغانستان ،العراق وسوريا .

الهجرة تتمثل بهروب مئات الالآف ،افراداً وعوائل والذين فقدوا الامن والسكن والعمل نتيجة الارهاب والحروب الاهلية ،بالاتجاه نحو اوربا وبطرق محفوفة بالمخاطر والالآم المأساوية عبر تركيا وغول البحر المرعب بقوارب الموت الى اليونان وايطاليا،لاجل مواصلة الهدف المرسوم ،فهو طريق سالك خطير يجب دفع ثمنه بالدولار ، ولا يؤتمن الا بعد شق الانفس وحياة الانسان فيها تتمثل ،انه بين خطين حده الموت والآخر الحياة ، يلعب فيها المهربون وموظفي الرشوة دوراً اجرامياً جشعاً يخلو من ادنى شكل من القيم الانسانية .

الكثير من هؤلاء اللاجئين هم اكاديميون من عدة اختصاصات ومن الطبقة الوسطى التي تنشد مستقبلها المضمون ،يليق بوضعها الاجتماعي ،اضافة الى الذين كانوا يمارسون اعمالاً تجارية حرة.

الثقل الكبير اصبح واقعاً على دول المحطات الاولى التي تستقبل اللاجئين كاليونان وايطاليا اللتان ليس باستطاعتمها استيعاب هذا العدد الكبير ، والتي سهلت بدورها فتح الحدود لمواصلة المسير الى اوربا الغربية .

اما لاجئي دول البلقان كالبوسنة ، كوسوفو ومقدونيا ، فأن مستقبل الشباب هناك غامض نتيجة البطالة الكبيرة.

لا يتعرض حالياً على الاقل اللاجئون القادمون من الدول التي تعاني الحروب والارهاب الى خطر ارجاعهم بعد التأكد الكامل من هوياتهم الاصلية ، والتي عليها الانتظار الطويل بسبب قلة الكادر الذي يستوعب هذه الاعداد الكبيرة.

السؤال المطروح الآن هو هل بأستطاعة المانيا بالذات استيعاب هذا العدد الكبير ، دول صغيرة مثل الاردن ولبنان تغص بمئات الالآف منهم ، ففي لبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه اربعة ملايين ونصف ، فيها اكثر من مليوني لاجئ سوري.

القسم المختص بشؤون اللاجئين في الامم المتحدة اعلن ان هناك اكثر من 60 مليون لاجئ يهربون من بلدانهم الى دول الجوار ، منهم بحدود تسعة اعشار في البلدان النامية.

اوربا الصناعية لوحدها لا تستطيع تحمل مسؤولية اللاجئين المتدفقين ، رغم انها دعمت حكومات طاغية وحروب اهلية .

الحرب التي قادتها امريكا ضد افغانستان والعراق مع حلفائها الاوربيين ، زادت وعقدت مشكلة اللاجئين ، ولم تمنع حليفتها في الناتو دولة تركيا ، التي سلحت داعش الارهابي ، اضافة لكونها اي (تركيا ) اكبر مستورد للسلاح الالماني.

ومن جانبها فأن المانيا قد خصصت مبلغ 6 مليارد يورو يجري توزيعها على سكن اللاجئين والخدمات الاجتماعية وتهيئة مستلزمات تعليم اللغة الالمانية.

هذا المبلغ اخذ من صندوق الضمان الاجتماعي للمقاطعات والبلديات الالمانية ، التي جمعت خلال النصف الاول من هذا العام مبلغاً بحدود 21 مليارد يورو ، لم تدفعه وزارة المالية التي تعارض ذلك.

الوضع الانساني لهؤلاء اللاجئين يدعو الى طرح السؤال بعدم تركهم عرضة للحروب الاهلية وابتلاعهم في البحار القاتلة.

وبما ان عبور الحدود من مناطق الحروب الى اوربا صعبة ومقيدة بشروط عديدة ، فأن الارباح خيالية لعصابات ومافيات التهريب والتي تطالب مبالغ كبيرة عن كل فرد ،الذين تزداد جرائمهم يوماً بعد يوم.

والسؤال الآخر المطروح هو هل بأمكان المانيا بنظامها الاقتصادي والاجتماعي تحمل هذا العدد من اللاجئين؟
في دراسة لمركز الابحاث الاقتصادية الاوربي ، تضمن فيها ،ان 6,6 مليون اجنبي يعملون في المانيا غير الحاملين للجنسية الالمانية قد دفعوا لصندوق الضمان الاجتماعي عام 2012 بحدود 22 مليارد يورو ، وهو ما يعادل سنوياً مبلغ 3300 يورو لكل فرد.

ومن هنا يمكن الاستنتاج ان المبلغ الذي سيصرف على اللاجئين سوف يعاد لاحقاً الى صندوق الضمان الاجتماعي حالما يجدون العمل المناسب لمؤهلاتهم وحتى غير المناسب. وهي زيادة في النمو التكاملي اقتصادياً واجتماعياً.

معلوم ان الوضع الديموغرافي في المانيا اصابه تغيير ومنذ عقود ، منها قلة الولادات وزيادات اعمار كبار السن بضمنهم المتقاعدين ، لهذا صرح رئيس غرفة التجارة والصناعة الالماني (أخيم ديركس) بمواقف اولئك الذين يتظاهرون ضد الاجانب قائلاً :(ان الذي يتظاهر ضد الاجانب عليه ان يعرف ان راتبه التقاعدي سيتعرض مستقبلاً الى الخطر).

المانيا تحتاج الى قوى عاملة مؤهلة سوقها متوفر عند اللاجئين ، رغم انها ستحصل على اجور اقل وليس كما هو متعارف عليه سابقاً ، الذي سيعرض النقابات المدافعة عن حقوق العاملين الى مشاكل عليها ان تأخذها بالحسبان بعدم اللعب على المصالح الطبقية والذي يخدم مصالح الرأسمالية.

من جهة اخرى فأن المانيا ترفض قبول اللاجئين القادمين لها من دول البلقان كونهم يأتون لاسباب اقتصادية ، ورغم ان اوربا الرأسمالية قد لعبت دوراً بعد انهيار المنظومة الاشتراكية بتقسيم يوغوسلافيا سابقاً الى دويلات من خلال الحروب الاهلية ، التي ولدت الاحقاد والضغائن.

فمن يتحمل مسؤولية ما يحصل من مآسٍ وحروب وتقاسم على النفوذ في بيتنا الكبير (كوكبنا الارضي)!


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter