|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الثلاثاء  14  / 10 / 2014                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 
 

في تركيا
مسلمون ضد الرأسمالية

حازم كويي

تعتبر هذه المجموعة التي تنتقد الظواهر الموجودة في المجتمع التركي وخاصة بعد مجئ حزب العدالة التركي على دست السلطة،حيث قامت على سبيل المثال بحملة ضد ظاهرة الافطار الباذخ في الفنادق الضخمة الباهظة التكاليف ايام شهر رمضان الفائت ،وطالبوا بالافطارالذي سمي (افطار الشوارع).

في الاول من آيار عام 2012 واثناء مشاركتهم بعيد العمال العالمي في اسطنبول قرروا التجمع للصلاة من اجل المطالبة بحقوق العمال .

واعتبرت حكومة اوردوغان وحزبه ،ان هؤلاء هم اعداء لهم،وخاصة بعد مشاركتهم متضامنين مع حركة الاحتجاجات في محلة غيزي بأسطنبول عام 2013 .

هذه المجموعة شكلها في البدء (رجب احسان ألي ئاجك )،فهم يقودون مناقشات شاملة من اجل ايجاد طرق وحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع،فالمئات من ناشطيهم يشاركون في ساحة (تقسيم) بصلاة الجمعة وكمناهضين للرأسمالية ويتواجدون يومياً في شهر رمضان .

وأُثير غضب الحكومة نتيجة الروح الطيبة التي أبدوها في ايام عيد الفطر وخاصة في محلة غيزي .
وتعرف هؤلاء على العديد من المجموعات الناشطة ،تمخضت عن اجتماعات ولقاءات مشتركة على مستوى انحاء البلاد وجرت فيها نشاطات ثقافية تعلموا الكثير من خلالها.

فعلى سبيل المثال فأن مجموعات من الاشتراكيين والمتديينين ،تولوا مهمة انشاء جسر من التفاهم .ومن هؤلاء من هو حاصل على الشهادة الاعدادية وطلاب من الاختصاصات الدينية ،يستمعون الى الموسيقى والاغاني اليسارية (في السر) ولا يستطيعون اخبار اهلهم او البعض من زملائهم في القسم الدراسي.

وتمكنت هذه المجموعة المناهضة للراسمالية من الخروج من العزلة التي عانوا منها ،وبدأوبشرح معنى اليسار المؤمن وبمشاركتهم في صلاة الجمعة رغم الخوف والانتقاد من اولئك الذين يدرسون معهم.
لكنهم يتلقون القوة والشجاعة كونهم يفهمون انهم يساريون ومتدينون في آن واحد.

وبين صفوفهم الكثير من النساء الناشطات ،اللواتي يعملن بهذا الاتجاه ،بل ان بعضهن يظهرن في التلفزيون ويشاركن في المظاهرات ويقفن بشكل متساوٍمع الرجل في المقابلات الصحفية .

وحدثت في احدى مناسبات عيد الفطر ان ناشطة مسلمة تعرضت للانتقاد كونها قرأت سورة من القرآن ،والسؤال هو لماذا لا تستطيع المرأة من القيام بذلك؟

لهذا فان المجموعات النسائية تتوسع في علاقاتها كونهن مناهضات يناضلن وُيدعَمن من الرجال ومن اجل المساواة بين الجنسين.
البعض من المؤمنين لا يرتاحون لهذا الوضع ،كون ان المجموعة المناهضة هذه تنادي بذكاء انه لا يمكن الالتزام بالحديث فقط وبالاعتقاد ان الحديث منه ماهو مخترع من آخرين ولهذا تعمل على تقوية الشخصية والحفاظ على الكرامة والقدرة على تعددية التفكير والدفاع عن البلاد من التخلف.

فالدين يحتاج الى لغة مفهومة ولغة شجاعة ولهذا فليس المهم ان يصلي الانسان خمس مرات في اليوم ،مرة في اليوم او مرتان كافيتان ،او أن يشرب قليلا من الخمر ،ولن تدخل المرأة المؤمنة بعقاب النار ان اظهرت القليل من شعر رأسها، المهم انهم لا يتعرضون الى الاستغلال ،فالناس البسطاء يفهمون ذلك ،لكن المتدينين المتعصبين لاينظرون الى ذلك وليس مهماً ان كان مستغلاً ام لا ،المهم انك تؤدي الصلاة .

وهؤلاء المناهضون يطمحون الى مجتمع متحرر، وهم يمثلون طبقة اجتماعية واضحة ولديهم الحجج الكثيرة ومن سور قرآنية تعزز الموقف ضد الظلم والاستغلال ،فالانبياء عاشوا الفقر ودعوا الى التخلص من العبودية .

وهناك من يتحجج من ان النبي كان يعمل في التجارة ،وهذا لا يمكن انكاره ،فقد مارس هذه المهنة قبل ان يصبح نبياً ،والتجارة لا تعني الاستغلال ،فالعدالة تطالب ايضا بأجور عادلة.

وكثيرا ما تجري نقاشات مع المتعصبين الذين يقسمون الناس الى مؤمن ولامؤمن ،وان الله هو الذي رسم حياة الناس بهذه الطريقة (الجبرية) اي بمعنى هناك الغني و الفقير.

ويجري توضيح عكس ذلك من خلال مذاهب اخرى في الاسلام وعن طبيعة الصراع الطبقي وامتلاك الوعي الكافي.
ويتعلق الامر بمسألة الملكية وتوزيع الثروات ،ف(المُلكُ لله) موجود في القرآن وهي قريبة من المفهوم الاشتراكي كون الملكية ليست قوة غيبية ،بل هي ملكية الجميع.

وفي القرآن آية تقول بما معناه ان ما خُلقَ على الارض من مصادر ضرورية تُقسم على البشر بشكل متساوٍ،وآيات اخرى تخدم هذا الاتجاه.

ورغم ان القرآن كتب قبل اكثر من 1400 عاماً ،الا ان المحاولات تجري لتوظيف ذلك مع الواقع الاجتماعي والثقافي وبما يؤدي الى فهم افضل ومتطلبات العصر وضد التسلط والعنف ومن اجل التوجه السلمي والحفاظ على مصالح المجتمع .

وهم يعتبرون ان مفهوم الجهاد الذي يُفسره البعض نقيضا للاسلام ، فهي تعني الحرية والعدالة وواجب الالتزام الاسلامي ضد الاضطهاد والعنف.


 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter