|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  11  / 1 / 2020                                 حازم كوي                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هل الاشتراكية ممكنة

لينوس فيسترهاوس
ترجمة: حازم كويي
(موقع الناس)

تعرف غالبية الناس ، أن أيامَ عمل يومية مُجهدة بإنتظارهم، كسباً للقمة العيش ،يعملون لانفسهم ولأسرهم ،مُضحين باالتنمية الشخصية من اجل نجاح مهني ،أو أضاعة أوقاتٍ باهظة الثمن أمام شاشات التلفاز لعملٍ لا معنى له تماماً.وليس سهلاً أن نفهم ،لماذا من الافضل العيش بلا إستغلال وإكراه اقتصادي.

هناك خشية كبيرة للكثير،
من عدم أمكانية وجود عالم أكثر عدالة وكأمر مستحيل،كونها أنانية معينة ملازمة للناس ، يعيشون لاشباع رغباتهم وطموحاتهم الخاصة،رغم توفر الحاجات التي تكفي الجميع.

الا يدلُ ذلك على أن الطبيعة البشرية تحمل الفردية التي يقاتل من أجلها !.

وكمثال نموذجي لأحد السياسيين المحافظين في المانيا ،حين دُعي لحفلة عيد ميلاد شركة وهو في التاسعة عشر من العمر ، يرى بعض المدعوين وهم يقتربون من بوفية المأكولات والمشروبات بنهمٍ شريرٍ ،وكأن الطعام لا
يكفي سوى للعشرة الاوائل فقط.

ورغم ان الشاب المدعو كان الاخيرَ ،
فقد حصل على ما يرغبهُ من الطعام والشراب ، واصبح واضحاً لديه حسبَ ظنه ،أن الانسان الذي يعيش على هذه الارض لا يصنع الاشتراكية.

وتبدو الملاحظة مألوفة والاستنتاج معقول ،ولكن هل الناس هم حقاً بهذا الشكل ،يعيشون مع بعضهم بهذه الطريقة ،حينها سيكون العالم أكثر قتامة مما هو عليه بالفعل ،الا أننا في الواقع وفي طفولتنا ،تربينا وتعلمنا ان لا
نكون جشعين وأن نراعي بعضنا ونتمسك بأصدقائنا وعوائلنا حتى لو تطلب الامر الكثير من الجهد ،نقفز الى الصديق والزميل ونعتني بأطفال الاخرين ونمدُ أيادينا لمساعدتهم في عبور الشارع ،ونشكل مجموعات على (الواتساب) ونذهب سوية الى المقاهي والحدائق والارياف لما يبعثه من الجمال، نتقاسم الاوقات فيها ،ويصبح الانسان محبوباً حين تواجده مع الجماعة ،وعادة ما يكون الاشخاص غير الانانيين أكثر شعبية ،فتوجه الانسان الى الاخرين وربط حياتهم ببعض والاعتماد عليه هو ميل بشري عميق له ميزته الخاصة في مجمل الحياة.

في كلاسيكية بيل وايترز
المُعنونة (أتكأ عليَّ)،يُلخص المبدأ ،معتمداً فيها، بأن الانسان يتكأ على صديقه عند ضعفه لفترة ما،وقد يأتي الوقت الذي يحدث العكس تماماً.

ومن المثير للاهتمام ،أنَ الابحاث النفسية وجدت ميلاً لناسٍ الى أن يكونوا أكثر أنانية في الاماكن العامة مما هم عليه بالفعل ،مُعتقدين أن المصلحة الذاتية الخالصة هي قانون طبيعي ،كونهم لا
يريدون انتهاكه فهم يحاولون إتباعه و من المعتقد الاجتماعي بالتظاهر بأنك مهتم فقط بنفسك و الحقيقة ، الآخرون يحركوننا طوال الوقت بأننا أنانيون؟

ولماذا نتوقع ان الآخرين أنانيون ،على الرغم من أن حياتنا مبنية على الالتصاق ومساعدة بعضنا البعض ،لأن الاخرين يريدون اخذ شئ منا في المقام الاول ويستخدموننا لاشباع مصالحهم على حسابنا ،وأننا سنختفي إن لم نصبح أنانيين ،وهي مواقف لم تأتِ بالصدفة ،بل هي الصياغة الداخلية للمبدأ الرأسمالي والتسلسل الهرمي في مواقع العمل ،والمنافسة على المناصب والوظائف وحاجات الضرورة لكل فرد في العمل والعناية بنفسه فقط ،من خلال بيع قوة عمله طوال بقاءه.

تستند طريقة تشكيل المجتمع هذه بالطبع في اجزاء منها الى الطبيعة البشرية ،يستمتع الفرد أحياناً بالسيطرة على الاخرين من خلال التنافس لبقاءه،لكن الاستعداد الاجتماعي يحتج بشدة حين يتم تسخيره بالكامل للمطحنة الرأسمالية ،التي لا
تقدم استقلالية حقيقية .

كما اجاب الفيزيائي المشهور ألبرت آينشتاين على السؤال ،لماذا الاشتراكية؟
(الفرد اكثر إدراكا من أي وقت مضى باعتماده على المجتمع ،كشئ ايجابي ،عضوي ،فالرأسمالية تهدد حقوقه الطبيعية أو حتى وجوده الاقتصادي ،ويتم التشديد على الغرائز الانانية ،في حين تتوقف نبضاته الاجتماعية بشكل متزايد ،والناس يعانون من هذا التدهور كونهم سجينين عن غير قصد لانانيتهم ويشعرون بعدم الامان والوحدة والحرمان من التمتع الاصلي والبسيط بالحياة ،فالانسان يجد معنىً لحياته داخل المجتمع فقط)

الغرض من الحركة الاشتراكية هو الحفاظ على الفرص المفيدة من التطور الاقتصادي الهائل في الرأسمالية ،وفي الوقت نفسه لضمان أستفادة الجميع منها دون الاضطرار الى أخذ أي شئ من الآخرين ،وهذا لا
يعني أنه في ظل الاشتراكية سَيتسمُ كل شخص باللطافة ،لكن الفرد سيكون بعيداً من التهديد المتمثل بالرأسمالية .

المطلب الاشتراكي بتنظيم المجتمع بطريقة تجعل المشترك في مركز الاهتمام وهي فكرة قوية لا
يمكن تدميرها لانها تتوافق بشكل جيد مع الطبيعة الانسانية ،والتي تحاول الرأسمالية عبثاً إخراجنا منه .

هل الاشتراكية ديمقراطية؟
عندما فاز فريق كرة القدم (بايرن ميونيخ) لمرات متتالية ببطولة الدوري الالماني ،كنت جالسا سويةً مع شقيقي امام التلفاز ،والذي بادر بالحديث :
انهم يمتلكون المال! دون ان يسمحوا لفريق (دورتموند) الفوز بافتخار.

أجبته : نعم وهنا يجب تغيير القواعد فهي مملة حقاً، فالفوز هو دائماً نفسه ،اليس كذلك؟

نعم ،هل انا اضع قواعد دوري كرة القدم ؟ام هي من الرأسمالية !!
إن ما يسمى بالديمقراطية اليوم يشبه الى حد كبير دوري الكرة (الليغا).

فالمتفرج امام التلفاز ينفعل ويصرخ لفريقه المفضل ،لكن آخرين هم الذين يلعبون في الساحة ،والعامل الحاسم هم الملايين ،الذين يتم نقلهم خارج الميدان ،لكنهم في النهاية يفوزون دوماً.

هذا الشئ ليس كافياً للاشتراكيين ،في كرة القدم من الممكن أن تكون غير مثار أثناء التفرج على المباراة، لكن حين يتعلق الامر بالشقة التي نسكنها والقدرة على دفع الايجار للعام القادم ،او قضاء الاجازة الصيفية مع العائلة ،او اننا نستطيع التحكم بعملنا ،أو أن كوكبنا باق عندما يكبر أطفالنا.أذن من المهم للغاية ترك الامر لمسار الاحداث .

الديمقراطية تعني ،أن الناس تعمل سوية لتشكيل الظروف التي يريدون العيش فيها،وهذا يعني اليوم القيام بالاجراءات المتعلقة بالحياة ، كالمدرسة الابتدائية في السنوات الاولى لاملاء الاستمارات المطلوبة وانجازها من طرف والبعض الآخر يكمل الباقي ، وهوحق له قيمته ويستحق الكثير.

وكان الاشتراكيون بالدرجة الاولى هم الذين ناضلوا لضمان وعدم السماح بالتصويت للاغنياء،ولكوننا نقضي اكثر الوقت في اماكن العمل ،ما زالت الديمقراطية هناك مفقودة ،كون الكلمة في النهاية للرئيس ،مُنفذاً ما يطلبه اصحابها ..الربح.

الاشتراكيون يريدون الديمقراطية ،بما يتعلق بالنقد ،ويعني ذلك التملك لكبرى المصانع مع ارباحها ،الذي يبذله العمال بالجهود اليومية الشاقة ،فالحفنة القليلة الوارثة ،التي تملك المصانع لا تقدم جهودا عملية كما هو حقاً العاملين الحقيقيين.

ممثلي الاغنياء والاثرياء معادون للديمقراطية ،ليس لكونهم شريريون ولهم خطط ضد الانسانية ،انما الثروة والممتلكات تمنحهم علانية قوة قانونية تفوق كثيرا قدرة الاشخاص العاديين ،فهم أقلية تقرر الاستثمارات الواسعة النطاق والاستعانة بالمصادر الخارجية وتغيير حياة وسلوك العديد من العمال ،دون أن يكون ذلك قد أُتفق عليه مسبقاً ،وهو ما يتناقض مع فكرة الديمقراطية .

حين يتم تفضيل الاغنياء مسبقاً في المجال السياسي فهو ايضا لا ديمقراطي ،وهذا ما يحدث بالضبط بإنقاذ المُستثمرِينَ مالياً حين يصابون بمحنة ،ويُفتقد المال عندما يخص الامر حياة الناس ،من بناءٍ للمدارس والشوارع ،رعاية المسنين والحفاظ على البيئة ليبقى الفرق واضحاً وكبيراً باللامساواة بين الاغنياء والفقراء في البلدان الصناعية الغنية وكمثال على ذلك الاقتصاد الالماني في نموه المتصاعد،في حين أن نصف السكان لم يحصلوا منذ 15 عاماً على زيادات في الرواتب.

جوهر الحركة الاشتراكية هي إمتداد للديمقراطية في الاقتصاد ،الاشتراكيون يريدون إعطاء الناس المزيد من النفوذ وحياةً افضل ، وحتى نجعل العالم ديمقراطياً ، العمل بعدم تجاهل أحتياجات الاغلبية والتضييق على أرباح الاقلية ،مثال ذلك ، تقييد القانون لتجاوزات أرباب العمل في المرتبات والسماح بشكل جماعي في مساومات مع الملاك على اجور مناسبة ،وفرض الضرائب الاساسية لضمان وظائف جيدة للجميع،وهي خطوات شجاعة وقابلة للتنفيذ على الفور.

في آفاق العالم الواسعة يكون من العبث ان يجري أضطرار بيع قوة العمل لاشخاص آخرين من أجل لقمة العيش ،كونها غير أنسانية تشبه العبودية (كما هي عبودية اليوم) وليبقى المعتقد الاساسي كوننا مواطنون ولسنا رعايا ،يتوجب فيها تغيير القواعد معاً لخدمة الاغلبية وللفكرة الاساسية للديمقراطية ،فالاشتراكيون وحدهم جادون في ذلك.

هل الاشتراكية هي نفسها الشيوعية ؟
الاشتراكية والشيوعية في الاصل هي تسمية لحركتين يساريتين ظهرتا في القرن التاسع عشر والتي كانت ضد سيطرة الرأسمالية ،وبتصورات ،يثبت كونهم أقوى من الرأسمالية . المشترك بين الشيوعية والرفقة الذي يخلق التماسك مع الاشتراكية وما يفصل بينهما في المقام الاول هي مسائل الاستراتيجية والاسلوب.

الاشتراكيون كانوا مؤمنين بقوة ،بامكانية التحول وتبني المؤسسات الديمقراطية لالغاء الرأسمالية والاستيلاء عليها وبتجارب مختلفة تماما لتنظيم المعيشة والعمل وبطرق جديدة غير رأسمالية ،يؤدي فيها استيلاء الاحزاب الاشتراكية على السلطة برلمانياً الى تغييرات جوهرية مثل اصلاح الاراضي والتنشئة الاجتماعية للصناعات.

الشيوعيون بدلا من ذلك أوصوا بثورة مسلحة من خلال العمال المُنظمين ورغم خلفيات تجارب مختلفة والاستغلال الاكثر وحشية ضد الطبقة العاملة في اواسط القرن التاسع عشر، وافتقارهم للخبرة في الصبر على التجارب والخطوات الصغيرة .

للاشتراكيين كان الامر أسهل والذين تلقوا التعليم وهم من طبقة وسطى متعلمة .
مؤيدي الديمقراطية الاجتماعية والذين كانوا يفهمون أنفسهم بكونهم اشتراكيون يختلفون بقوة عن الشيوعيين.
لكن أستخدام الاسماء ظل يتغير مع تطور الحركات وعن من يستطيع الفوز بذلك.

ولقد تواجد بين الشيوعيين أطفال متعلمين من الطبقة الوسطى ،وفي مقدمتهم مؤلفا البيان الشيوعي كارل ماركس وفريدريك أنجلز .

وظهر بالطبع اشتراكيون ثوريون وأحياناً أحزاباً شيوعية مهمة دفعت نحو اصلاحات جذرية كأيطاليا على سبيل المثال،حيث لم يكن التمييز واضحاً بشكل خاص.

وفي الواقع فأن النصائح الرئيسية التي قدمها ماركس وأنجلز للحركات في البيان الشيوعي ،التوحيد الاستراتيجي مع قوى سياسية خارج حركتها ،ولهذا كانت النقاشات والتحليلات الداخلية حادة ،كما هو الحال مع وحدة اليسار من المجموعات الصغيرة ،الذين يتجادلون حول الاسماء والطروحات الجذرية ،وحاولوا في كتاباتهم الجمع بين الاسمين ،الذي أعطى الناس الامل في عالم أفضل ،وكانت الاشتراكية والشيوعية هدف ثورة الشعب العامل ،فهي ببساطة مرحلتان متعاقبتان من ثورة طويلة الامد ،الاستيلاء على الحكم ومن ثم الدخول الى الاشتراكية ،تمنح الدولة فيها الناس المزيد والمزيد من السيطرة على ظروف معيشتهم.

وعلى سبيل المثال لم يعد من المسموح للنبلاء والكنيسة المطالبة بالمال والارض من المزارعين الفلاحين ،وبنفس الطريقة سيأخذ القانون دوره في أن يدفع الصناعيون الكبار اجور العمال بالكامل بدلا من الارباح الكبيرة التي يتم مصادرتها كلياً او جزئياً عنهم.

اليوم وفي هذه المرحلة يدور الامر حول الخوارزميات بدلا من الاراضي الصالحة للزراعة ،وكون (غوغل
Google) لا يمكنه تحقيق الكثير من الارباح دون مشاركتنا جميعاً في استخدام الهواتف الخلوية يومياً وبذلك نُحسِن الخوارزمية مع بياناتنا ولذا فنحن جميعاً نعمل لصالح (غوغل) دون مقابل ،ولتغيير ذلك يمكن على سبيل المثال ان يجري نص قانونٍ يكون 51% من اعضاء مجلس الاشراف على غوغل ممثلين منتخبين ديمقراطياً ،كما هو الحال مع بعض الشركات البلدية المحلية وبها يمكن وضع بنية لا يمكن فيها لاي انسان عامل الافلات منها ،أي أن تكون تحت رقابة عامة وتُعلن للملأ من ناحية البيانات والاموال والاجراءات التي قاموا بها مع توثيقها .

ووفقاً لماركس وأنجلز ،فأن الاشتراكية ستقوم بالفعل بأجراء تغييرات كبيرة ،على الرغم من أن العديد من الاشياء تبقى متشابهة ،الدولة ستظل قائمة وستجري الانتخابات وستستمر الى درجة معينة من عدم المساواة لأن الناس مازالوا يعملون مقابل أجر وتدفع وفقاً لساعات العمل.

في المرحلة الشيوعية يتوجب ان يتغير ذلك ،لأن فكرة اليسار في ذلك الوقت ، كون الدولة موجودة كمنظمة منفصلة عن حياة الناس ،لانهم منقسمون من الاعلى نحو الاسفل ،أتبعت الفكرة الخلاقة التي ربما تكون خاطئة ،وهي أن انخفاض عدم المساواة في الاشتراكية سيؤدي الى أن تصبح الدولة غير ضرورية وتموت من تلقاء نفسها.

وعندما يصبح ممكنا أن الناس لا تعمل من أجل مالكي وسائل الانتاج ،فلا وجود للعمال بالمعنى الكلاسيكي له،فالانسان يعمل لأن ذلك يتوافق مع حاجاته ويتصرف بشكل هادف وبدون إكراه أو قسر،وبدون الطبقات فأن معظم الايرادات ووسائل الانتاج ستكفي الجميع وسيختفي الشعور بأرتباط الناس بالاشياء حتى وإن أمتلكها ،ومعها جرثومة العديد من أشكال العلاقات المؤذية عاطفياً في المجالات الخاصة.

في الشيوعية يلتقي الناس ببعضهم ،يتشاركون على هذا الكوكب مع إحتياجاتهم الانسانية وتتكون الشخصية في أطار المجتمع الجمعي.

الكثير مما كتب عن عالم الحرية الشيوعية، يُقرأ كمصدر إلهام بطريقة ما .هذا هو المطلوب،لأن الدولة التي تبدو فيها جميع انظمتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية مختلفة تماماً عن تلك التي كانت في الماضي ،وعندما نتحدث عن الشيوعية بأعتبارها أنسنة مثالية للعلاقات الاجتماعية ،فلا يتم توضيح، إن كان الناس يتناوبون العمل في احد أيام الاسبوع في ممارسة التنظيف بشكل تلقائي ،ليمكن تصور كيف يمكن ان تكون الحياة جميلة وسهلة بمجرد أن نطرد المؤسسات التي تجعل الحياة صعبة لنا ،وعندما تندفع الناس سوية الى التخلص من نزعة الاندفاع وراء المال في ظل الرأسمالية .

وقد ظهرت حقبتين مهمتين في ثلاثينات القرن الماضي او مجموعات (كاف) في سبعينات نفس القرن وألهمت الكثيرين للتفكير ،كيف يمكن أن تعمل بشكل واقعي لتنظيم عالم من التعاون والمساعدة المتبادلة ،لكن الذي حدث بعد ذلك ،أن الفكرة تحولت الى عقيدة جامدة متحجرة ، وخُطط مستقبل الانسانية بدوغمائية وتحددت المراحل ومستقبل البشرية كما هو مقرر في مؤتمر الحزب.

كنظرية للثورة الاشتراكية كما حصل في عام 1917 ،أثبت نموذج المراحل خطأهُ ،وعلى سبيل المثال فإن مصادرة ملاك الاراضي في ألمانيا الديمقراطية على نطاق واسع وبشكل مُبكر لاضفاء الطابع الديمقراطي على الاقتصاد ،كانت نتيجتها أن الدولة أصبحت في كل مكان طاغية بادارة العقار بأسم الشعب،وتم توزيع الدخل والممتلكات في الواقع بالتساوي عما هو في الرأسمالية ،ولم تمت الدولة لهذا السبب ،لكنها أخضعت المجتمع بأسره الى رؤيتها البيروقراطية .

واصبح من الواضح انه لا يكفي أن تقول أن المصانع هي ملك الطبقة العاملة ،بل إشراكهم في القدرة على الانتاج والتخطيط والتوزيع .

يجب على كل أشتراكي اليوم أن يفهم أولاً ،كيف تم دفع الاشتراكية نحو الجدار ،لتغلق نفسها مستبدة بالرأي أو الممارسة ويخص منها ايضا أفكار عدم الثقة في الكتب المدرسية مثل النموذج المتدرج للرأسمالية الى الاشتراكية ومن ثم نحو الشيوعية وهم يحاولون اثباتها للمستقبل .

الافضل هو ترك متنفس يتحدث الناس الذين يغيرون المجتمع سوية بالاخذ والرد الابدي ،يُعلمون بعضهم البعض ويُفكروا بدلاً من الصلاة على الصيغ الرسمية وهو ما عناهُ ماركس وأنجلز .

وفيما يتعلق بالاسماء فيمكننا الآن ان نكون أكثر إسترخاءاً وقد مر علينا القرن التاسع عشر وثلاثينات القرن الماضي والسبعينات منه ،فقد جلب لنا مجتمع الليبرالية الجديدة الدمار،فقدت الناس على هذا الكوكب الثقة به، وأنهيار هذه الايدولوجية التي سيطرت لعشرات السنين تركت فراغاً مع خلط اوراق جديدة ،ولا نريد هذه الايدولوجية الحزينة من اليمين والعنصريين ،لهذا علينا التفكير وعلى نطاق واسع سواءاً من الايكولوجيين ومجموعات ضد العنصرية ،الشيوعيين ،الاشتراكيين ،النقابيين ونجد فكرة المساواة بين جميع الناس والتمسك بالواقعية بما يكفي لرؤية جذر عدم المساواة الحالي في الملكية والهيمنة .

ومرحباً لمن يشارك معنا على متن هذا الطريق.





 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter