|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 2/2/ 2013                                               حامد كعيد الجبوري                                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إضاءة

دار .. دور .. السياسة الطائفية !!!

حامد كعيد الجبوري

سأحاول أن أعرّف الطائفية بعيدا عن المسميات التي أوجدها علماء الاجتماع وعلماء الأديان ، وسأعرّفها وفق منظوري المعرفي وما لمسته من خلال تجارب سمعنا بها ولم نتلمسها واقعيا ، والطائفية كما أجدها هي الانتصار للدين أو المذهب ، وتغليب ذلك الدين أو المذهب وأتباعه على الاخرين ، وخلق الأحاديث التي تمجد تلك الطائفة ونسبها لنبي أو مرسل أو وصي ، ولا أريد أن أنفي عدم وجود الطائفية بنفوس الكثير من العراقيين سواء بغرض او دونه ، ولا أعتقد أن الطائفية قرينة بالثقافة ، والأغرب أني أعرف أناسا يحملون ثقافة وأفكارا تحررية وعلمانية وحين تذكر طائفتهم بشئ ما ينتفض كأي داعية لذلك الدين أو المذهب ، وأذكر وأنا طالب في الجامعة المستنصرية القسم المسائي وجهنا سؤالا للدكتور الراحل ( عبد الجبار المطلبي ) أستاذ مادة الأدب رحمه الله ، قلنا له لم لا يتفق علماء المسلمون كافة ليفتوا لنا بيوم العيد ويوم بدء رمضان ؟

بدءاً رفض الإجابة لما يترتب عليها من ضوابط تدريسية ومناهج وضعتها قيود الدولة المخابراتية ، وقال رحمه الله يفترض أن يوجه هذا السؤال لمختص بالدين وأنا كما ترون لا علاقة لي بذلك ، وكانت هذه فطنة منه رحمه الله لأنه أراد أن يدخل لمدخل مقتنع به تماما ، فهو يرى أن الدين لله والوطن للجميع ، والعراق كما نعرفه خليط من مختلف الأجناس والأعراق والأديان والمذاهب ، وقد وعى الشعب العراقي تماما مثقفهم وأميهم أن النعرة الطائفية تطال نارها الجميع ، لذا تعايشوا بسلام بينهم ، ونبذوا الاحتكاك بهذه المسميات حفاظا على الثوابت للجميع ، وأذكر أثناء خدمتنا العسكرية نهاية ستينات القرن الماضي ، كنا في الوحدات العسكرية المتواجدة بكافة المحافظات العراقية نمارس الطقوس التي تمارس من قبل الطائفة ( الشيعية ) من مجالس تعزية ، ومجالس ( لطم ) ، وبحضور كبار ضباط الجيش آنذاك ، وفي العاشر من محرم نصنع الطعام ( والهريسة ) – تصنع من حبوب الحنطة – وتوزع للجميع ، ولا أريد التحدث عن ثورة العشرين وحصد نتائجها حين تشكيل الحكومة العراقية لصالح طائفة معينة ، والفتاوى التي اطلقت من طائفة أخرى حرمت على أبناء طائفتها الوظائف والتعيينات المهمة ، اليوم وبفعل قوة عظمى أسقط نظام فردي دكتاتوري تسلطي لا علاقة لمعارضة عراقية تدعي انها اسقطته ، وأفتت طائفة كانت متمتعة بالسلطة بحرمة الدخول لهذه الحكومة التي سيشكلها المحتل ، اليوم نحن بين فاقد للسلطة يحاول استعادتها ، وبين قادم جديد أستطعم هذه السلطة وذاق حلاوتها ، أضف لذلك الأجندات الخارجية التي يحملها ساسة لا يعرفون من السياسة حتى الدار دور ، بل وينفذون مخططات أمليت عليهم لغاية في نفس ذلك المملي ، أستمع لحديث من طائفة يشبه حديث الطائفة الأخرى ، الكل تجمع على الأخوة ونبذ العنف والطائفية والتهدئة ووحدة العراق ومصير أبناءه ، وبالمقابل تخرج من أفواه السياسيون تصريحات تختلف تماما عما ثقّف به الشعب العراقي نفسه ، يصرح فلان يقول نحن وأن نفذت الطلبات للمتظاهرين فلنا المطالبة بحقوق مغتصبة يجب أن تعود لنا ، ويصرح الجانب الآخر بشكل استفزازي ليشعل نارا للفتنة لا يريد أبناء الشعب العراقي تأجيجها ، ولأن القادم الجديد سوف يترك العراق بلده الثاني – ابو الفلوس - ، ويعود لعائلته التي تركها في بلده الأول ، وهذا الحديث ليس استنتاجا بل ما تحدث به عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية ( حيدر الملا ) ، الذي صرّح بذلك جهارا لفضائية البغدادية ، وأضاف أن حقيبتي معدة للسفر أيضا ، أقول أن الشعب المبتلى أوعى من ساسته الجهلة ، وبرهان لذلك ما تحدث به شيوخ عشائر ومثقفون كثر من الطرفين ، وحديث السيد ( عبد الملك السعدي ) المفتي السني مخاطبا جمع المتظاهرين مفتيا بحرمة الدم والتقسيم للعراق ، وما تحدث به السيد (السيستاني) مخاطبا أتباعه قائلا ( لا تقولوا أخوتنا بل قولوا أنفسنا ) ،

للإضاءة .......... فقط .

  

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter