|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 21/3/ 2013                                               حامد كعيد الجبوري                                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إضاءة

( هواي الصوِّر وشويه الحياطين )

حامد كعيد الجبوري

من يتسنى له التجوال بين المحافظات العراقية تبهره ، بل تصدمه كثرة الصور والشعارات و( البوسترات ) التي لم تترك مجالا إلا ووضعت فيه ، ويجتهد المرشحون لمخالفة قرارات المفوضية العليا للانتخابات متجاوزون حدود الصلاحيات الممنوحة لهم ، فذلك المرشح يستخدم نفوذه وعنوانه الوظيفي لاستدرار عطف الناخب الجاهل ، وذلك يضع صورا لرموز سياسية أو دينية غير رموز قائمته ، وآخر يستخدم جدران الدوائر الحكومية لوضع ملصقاته عليها ، وحقيقة الأمر أن مجالس المحافظات حلقة فارغة إضافية لا نفع لها في الوقت الحالي ، وأملك أكثر من دليل استنتجته من أحاديث كثيرة لسياسيين مختلفين فكرا وعمرا وتجربة ، في حديث لدولة رئيس الوزراء مع وفد تجاري صناعي حلي برمجت له النائبة ( حنان الفتلاوي ) ، قال سيادته بما معناه أن دور مجالس المحافظات دورا هامشيا في الوقت الحاضر ، لعدم بلورة فكرة المجالس لدى النخب السياسية بشكل منطقي مدروس ، وقال أن مجالس المحافظات بوضعها الحالي تشكل عبئا على ميزانيات تلك المحافظات العراقية ، ويقول النائب الكردي ( محمود عثمان ) أنا مع إلغاء مجالس المحافظات في الوقت الحاضر لعدم أهلية أشخاص تلك المجالس أولا ، ولأنهم يستنفذون ميزانية المحافظات ثانيا ، وخلق صراعات طائفية وعرقية وحزبية في نسيج المحافظات التي يعملون فيها ، وحدثني السيد ( صباح علاوي ) نائب رئيس مجلس محافظة بابل قائلا أن أغلب أعضاء مجلس المحافظة لا يملكون الخبرة العملية ، ولا التجربة السياسية ، ولا الخلفية الثقافية لتؤهلهم لشغل منصب عضو مجلس محافظة ، ويقول أن حسابات مجلس محافظة بابل جاءه بصك مالي لمبلغ جيد بعد أن ذهب موفدا من قبل المجلس لزيارة أحد الدول ، علما أن الدعوة جاءت من تلك الدولة ، والخدمات الفندقية وملحقاتها مقدمة من تلك الدولة ، إضافة لتذاكر السفر ، ويقول السيد ( علاوي ) أن استلامي لذلك المبلغ يعد حراما من الجهة الشرعية لأني لم أنفق من مالي الخاص أي مبلغ يذكر ، ويقول أيضا أن من يحصي زيارات أعضاء وعضوات مجلس المحافظة يجد العجب العجاب ،وكما هو معمول به استلمت المبلغ ، وأوفدت لا حقا و بنفس الطريقة لدول عديدة أخرى كأعضاء المجلس الآخرين ، ونحن كعراقيين نقول لو افترضنا أن لا راتب ولا سيارة ولا سفرات سياحية لأعضاء مجلس المحافظة فكم سيكن عدد المرشحين لشغل عضوية تلك المجالس ؟ ، وأهم من كل ذلك ما هي مشاريع المرشحون الجدد ؟ ، وما هو برنامجهم الانتخابي ؟ ، ربما الكثير منهم رشح نفسه مع قائمة لا يؤمن بشعاراتها والمهم عنده الوصول الى المغانم والمكاسب التي يسيل لها اللعاب ، أسئلة وهموم نضعها أمام الساسة والبرلمانيين وأبناء شعبنا العراقي ونقول ، هل سيتحقق أحلام الفقراء والمعوزون بهذا البلد الغني ؟ ، وهل سنرى اليوم الذي يسحب ويحاسب فيه المختلسين علنا للقضاء ؟ ، أجوبة نتركها للقادم الأسود من أيامنا الكالحة ،

للإضاءة .......... فقط

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter