|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  13 / 8 / 2013                                            حامد كعيد الجبوري                                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

إضاءة

هذا من فضل ...!!!

حامد كعيد الجبوري

لفتت نظري قطعة خشبية صغيرة لا تتجاوز قياساتها 20 في 30 سم وضعت على عربة جميلة لبائع ( لبلبي ) كتب عليها بخط جميل ( هذا من فضل ربي ) ، وقادني حب الإطلاع لسؤال صاحب العربة عن سبب وضعه هذه القطعة الخشبية ، وقفت عنده وقلت أعطني صحن ( لبلبي ) من فضلك ، جهز الرجل طلبي وسأل أن كنت أرغب بوضع عصير الخل أو الحامض عليه ؟ ، قلت كما تشاء ، وبدأت أأكل من صحنه وقلت له بماذا تفضل عليك الرب لتضع هذه القطعة على عربتك ؟ ، لم يضجر من سؤالي بل أبتسم ابتسامة عريضة وقال ، أتعرف أني أجوب الشوارع حرا وبردا دافعا بعربتي الى الأماكن التي يكثر فيها الناس ، وأحمد الله أني أعود ليلا وجيوبي مليئة بمال حلال كسبته بتعبي وعرقي ، ولو علمت يا عم - مخاطبا لي - أن هذه العربة وفرت لي المال لأبني عشا صغيرا لعائلتي ، وهذه العربة أوصلت بها أولادي للدراسة الجامعية ، أتعلم يا عم أني لو مرضت يخرج ولدي الأكبر ليقوم بواجبي ، أفلا يستحق الله مني أن أضع هذه القطعة الصغيرة عرفانا بالجميل لله سبحانه وتعالى ، لم أستطع مناقشة الرجل وما كان مني إلا أن أقول له بارك الله في رزقك وأمدك بالصبر والصحة لتتخطى عقبات الزمان ، وهنا أدركت مقولة سيد الخطباء أمير المؤمنين علي (ع) قوله ( القناعة كنز لا يفنى ) ، ولو أردت مناقشة حالة هذا الرجل ، وما تقع من مسئولية حكومية لمساندة عجزه مستقبلا ، ولكنني تداركت ما خطر ببالي وقلت لنفسي ، أي حكومة هذه التي تنصف هؤلاء وهي عاجزة عن إيجاد فرص عمل لآلاف الخريجين ، وقلت لنفسي ماذا يضع سارقي قوت الناس على واجهات عماراتهم و( فللهم ) وبيوتهم ، ونعلم أنهم جميعا كانوا حفاة وعراة يمدون أيادي الذلة والمهانة لأسياد صنعوهم ، وزير ، ووزير ، وبرلماني سرقوا من خزينة الدولة أموالا بعلم ومعرفة وتوجيه أحزابهم لا بارك الله فيها وفيهم ، ونقلت لنا الفضائيات ( قيحهم ) وصديدهم وخزيهم وهم يمسك بهم بمطارات عالمية ومعهم أموالا لا يحق أو لا يسمح بتناقلها لكثرتها ، أطفال سياسة دخلوا للعملية السياسية لا يملكون ثمن ما يغطي عوراتهم ، مصلح لما يسمى ( جولة ) ، وبائع ( خرز ) ، و ( فتاح فال ) ، و منتحل شهادة عليا ، ومعلم مدرسة ابتدائية لا يتجاوز راتبه أيام اللا نظام دولار واحد ، و ( ملة ) يقرأ للعجائز عن الحسين ( ع ) وثورته بلغة ملحنة وصوت يشبه صوت ال... ، و ( عكام ) يجمع الناس ليحج بهم بيت الله الحرام ، وأمثالهم وأشباههم الكثير ، ملأت بطونهم وجيوبهم و( قاصاتهم ) وبنوك الغرب والخليج العروبي حد النخاع بمال مسروق ، أحدهم كان يستعمل ( بايسكل ) لتنقله والآن يملك أحدث سيارة , وافره بيت مساحته 2000 م2 بثلاثة طوابق ، وحمامات سباحة ، وأبواب تعمل الكترونيا ، ومنظومة حماية الكترونية حديثة جدا ، وحين يسأل عن ذلك يقول هذا تعبي وجهدي ، أقترح عليه وعلى من هم بشاكلته أن يضع قطعة كما وضعها صاحب العربة مع الفارق بين الاثنين ، فذاك من فضل ربه وتعبه وجهده ، وهذا يفترض به أن يضع ( هذا من فضل حزبي )

للإضاءة .......... فقط .

  

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter