|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  8  / 9 / 2015                                 حاكم كريم عطية                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الميليشيات تطرح البديل مرة أخرى

حاكم كريم عطية

يبدو أن الظروف ملائمة لطرح موضوعة المجاميع المسلحة كقوة توازي قوة الجيش والقوى الأمنية بعد أن طرحت المليشيات نفسها كقوة كونت الحشد الشعبي أضافة ألى المتطوعين والملبين لنداء المرجعية للفاع عن العراق أثر الهجوم على مدينة الموصل وأحتلالها ووصول المجاميع الأرهابية على تخوم بغداد وهذا التكوين الجديد له أستحقاقاته وأعتبارات عديدة منها أن هذه القوى تكرس موضوعة الأنضمام للحشد الشعبي من أجل التسلح والتخصيصات المالية وتطوير العلاقة مع الجارة أيران بل وذهبت للأعلان عن هذه العلاقة والولاء المطلق للولي وولاية الفقيه في أيران وكذلك تجلى بوجود معلن للقادة العسكريين من قادة فيلق القدس في كل غرف العمليات العسكرية على طول جبهات الصراع مع داعش وأعوانها ناهيك عن مظاهر عدم خضوع هذه المجاميع لسلطة الدولة العراقية وأجهزتها الأمنية ووزارة الدفاع ولكن تطرح موضوعة التنسيق مع القوى الأمنية العراقية ووزارة الدفاع وسلطة رئيس الوزراء بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة وهذا ماكان جليا في البيانات التي صدرت في الأونة الأخيرة على لسان الناطق الرسمي للحشد الشعبي والذي يلتمس فيه المتتبع للغة الأستعلاء على قوى الأمن الوطني والجيش وقوى المجاميع الخاصة ويذهب الناطق الى وصف ما حدث بين مجاميع مليشيا حزب الله بعد خطف 18 عامل من العمال الأتراك وأحتجازهم في منطقة شارع فلسطين بعد ورود تقارير أستخباراتية تشير ألى وجود المختطفين في أحد مقرات حزب الله في شارع فلسطين وقد حدثت أصطدامات بين قوات الجيش وهذه المجاميع وراح شهيدا أحد أفراد القوة وجرح العديد من أفرادها المهم في هذه العملية أنها وصفت بعدم وجود التنسيق بين مجاميع المليشيا وقوات الأمن والحرس الوطني ولكن السؤال الذي يطرح نفسه من أين جاءت الأوامر بفتح النار على قوات الجيش العراقي والأمن الوطني وهي تمثل الدولة العراقية رسميا وليس قوى المليشيات وما الذي يعطي الحق لمجاميع المليشيات هذه للتواجد والتسلح والخطف والأغتيال ونشر الجريمة المسلحة في بغداد ومناطق أخرى فأنتشار مجاميع الجريمة وزيادة عمليات الخطف والأغتيال تذكرنا بحقبة ال2007 وهي تريد طرح سلاح المجاميع المسلحة لترهيب المتظاهرين وحركة الأنتفاضة المطلبية السلمية في العراق وقد بدأت ذلك بلقاء على مستوى قيادي عالي لهذه المليشيات مع مدحت المحمود وأعلان التضامن معه ومع وجوده لأدارة ملف العدالة ومحاربة الفاسدين وملفات الفساد بحوزته!!! وهو بحد ذاته طرح فيه تعابير بليغة لأيصال رسالة تهديد واضحة لحركة الأحتجاج والوقوف بالضد من مطاليبها المشروعة في أصلاح القضاء متمثلا في ازاحة مدحت المحمود عن سلطة القضاء وهو ما دعمته المرجعية على لسان الناطقين بخطب الجمعة في كربلاء والنجف الأشرف أن لقاء ممثلي المليشيات مع مدحت المحمود في مركز القضاء يعتبر تحديا لأهم مطلب جماهيري في محاربة الفساد حيث أصبحت هذه المطاليب تشكل تهديدا لمصالح المجاميع المسلحة وأرتباطها المباشر بالسلطة القضائية لمدحت المحمود ودوره في تلبية مصالح الفساد والفاسدين .

لقد كتبت وكتب غيري عن موضوعة المليشيا المسلحة في العراق وكونها تشكل الحقبة السوداء القادمة في مستقبل العراق أذا ما أستمرت عملية جعلها واقع ملموس ينبغي الأعتراف بوجوده من قبل الدولة العراقية ومحاولة أن تكون مقبولة في الشارع العراقي تواجدا وممارسة تحت شعارات مختلفة وبأساليب عديدة ان خطورة هذه المجاميع تكمن في عدم ولائها للتراب العراقي كما أثبتت في مختلف الظروف التي يتعرض لها العراق أرضا وشعبا بل غالبيتها لأيران أن كان شيعيا ولتركيا وقطر ودول الخليج أن كان سنيا وهو مشرع يغذي بشكل كامل مشروع تمزيق العراق وهي حرب مفتوحة لم تتحول للشارع العراقي بعد لوضع العراق على مفترق طرق أما دولة المؤسسات المدنية وأما دولة تتحكم فيها المليشيات المسلحة وهو أقرب للكثير من تجارب الدول التي عبث في مصيرها وسلمت أمرها للمجاميع المسلحة.


 

لندن في 5/9/2015
 



 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter