|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 13/10/ 2012                                                           هادي جلو مرعي                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مؤخرة رجل الأمن

هادي جلو مرعي

كتبت من مدة عن اسرار مؤخرات النساء وتأثيرها الفادح والفاضح في نفوس وعقول الرجال ، وتلقيت السباب والعتاب من كثير من الناس اللائمين الذين أحاطوني بالنقد اللاذع رافضين الأسلوب في الكتابة والمعالجة متوهمين ان هذا النوع من الكتابة لا ينفع ،بينما أجده نافعا في مجتمع لم يعد يرى أو يسمع أو يفهم أو يرغب في التغيير وحفظ كرامته بعد أن سرحت مجاميع من النساء في الدروب عابثات لاعبات بلا وعي ولا خلق ولا شئ من الحشمة.
 
من يومين وكنت صحبة سياسي عراقي في مكان من بغداد وكنا نستعد لحوار عبر الفضاء لحساب فضائية عربية ،وطلب رجل شرطة لرجل ليس بالكبير ولا بالشاب الصغير وهو بين هذا وذاك أن يغير مكان ركنه لسيارته، وكان الرجل للتو جلس في المطعم وللتو ينتظر وصول الطعام الذي طلب وكان أن تعصب قليلا وإنزعج لكنه لم ينتفض كعادة هذا النوع من الرجال الذين تعودناهم في الزمن الماضي وكانوا ( يتكشخون ) برؤوسنا ويتباهون أنهم موظفون أمنيون ،ورد قائلا : أنا أتناول الطعام . وأصر رجل الشرطة على تغيير مكان وقوف السيارة، وقد تاكدنا انه رجل امن بلباس مدني من خلال علامات ، منها ،إنه كان بشنب يغطي كامل فتحة الفم وكان يرتدي قميصا (نصف كم)،ويضع (مسدسا) في مؤخرته وهي عادة قلت إننا تعودناها في الزمن الماضي يبدو إنها تعود الآن وبقوة الى الشارع العراقي وهو دليل أيضا إن الموضوع ليس مرتبطا بالضرورة بطبيعة النظام الحاكم وإنما بثقافة كل شعب وسلوكه.

كان المسدس يظهر لكل عيان وتمنيت لو أن حراميا شاطرا يسير من خلفه ويغافله ويسرقه منه كما فعل (أبو جودت) ضابط المخفر في مسلسل (باب الحارة) حين سرق مسدس مساعده (نوري) وكان نائما وأهلكه في سجن القلعة بحسب رواية المسلسل الشهير ذاك. ذكرني السياسي بحكاية حصلت له مع ضابط امن من جماعة ايام زمان وكان يضع المسدس في مؤخرته وقال،إنه جاء إليه ليتوسط له ليعيده الى عمله الأمني مؤكدا له سلامة نيته وإنه لم يؤذ أحدا قط في ذلك الوقت ومتعللا بقوله،إنه إنما كان يضعه في (المؤخرة) ويذهب الى قريته ويتباهى به بمحضر من كبار السن وأبناء العشيرة الذين ينظرون إليه بإندهاش وإنبهار وبعض الحسد، وإنه كان يظهر بمظهر الرجل القوي صاحب النفوذ ،وإن لديه علاقات ببغداد فاعلة ومؤثرة ونافعة جدا.
 
ضحكت من قلبي فقد تذكرت صورا كثيرة لأمثال هذا وذاك من الرجال المولعين بالتنفيس عن عقد النقص التي في دواخلهم وتكاد تأكل حشاشتهم ، ففي حين يشتكي الناس من ضعف الأداء الأمني وغياب إستراتيجية واضحة تعيد ترتيب أوراق إدارة الأزمة الراهنة والتي وصلت الى مستوى من الصعوبة يحتاج الى إعادة الحسابات،نجد ان بعض العراقيين يصرون على ( الكشخة والتباهي ) في زمن الموت والدم ،وهذا زمن الأزمات والمصاعب ويتطلب البحث في الحلول لا البحث عن أسباب الرفاهية والتباهي بمسدس لا يحل مشكلة ولا يرهب مجرما أو قاتلا فصار وسيلة للهو واللعب وليس أكثر من ذلك .
 
إشوكت تهتز الشوارب؟

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter