|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  5  / 1 / 2021                                 حكمت حسين                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



الحزب والإنتخابات القادمة

حكمة إقبال
(موقع الناس)

ستة أشهر أمام موعد الإنتخابات ، ماذا نفعل في هذه الأشهر؟؟
كحزب ، علينا الإختيار بين المشاركة أو المقاطعة ولا أرى من الصحيح أن يتم هذا الإختيار في الأيام الأخيرة قبل الموعد ، ولا أرى من الصحيح تكرار تجربة مفاجأة الإنتقال من تحالف (تقدم) والمساهمة في تشكيل تحالف (سائرون) ، تلك المفاجأة التي أدت ، عند عدد من الناخبين ، الى رد فعل سلبي من المشاركة أصلاً قي الإنتخابات ومقاطعتها ، وباقي النتائج معروفة للجميع .

الهدف من إتخاذ الموقف بوقت مبكّر هو لتهيئة جهاز الحزب وأعضائه ، عبر مناقشات تنظيمية داخلية واسعة ، والإستنارة بآراء مختصين من خارج جسم الحزب ، وحوارات علنية على صفحات طريق الشعب ، الهدف منها هو تمكين رفاق الحزب من اقناع جماهير الحزب واصدقائه وجماهير المواطنين الآخرين لدعم موقف الحزب ، وان تتوفر لهم إجابات على ما يُطرح من أسئلة أمامهم ، حتى لو كانت أسئلة ذات طابع تقييمي وحتى لو كانت شامتة بمواقف سابقة .

في صفحته على الفيسبوك كتب الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية يوم 2 كانون الثاني خبر عن تصريحه لقناة دجلة واضعاً بين قويسات نصّين للتأكيد على اقتباسهما من التصريح .

الأول يوحي بالمشاركة في الانتخابات القادمة وهو : "الحزب في تباحث مستمر مع قوى وطنية وعلمانية قريبة لفكر الحزب ممن ساندت المتظاهرين ، للتحالف معها بعد الانتخابات المقبلة ولتشكيل كيان سياسي يرى من التغيير السياسي هو الحل الوحيد في العراق" .
الثاني يوحي ، ربما بشكل غير واضح ، بالمقاطعة وهو : "مزاج الشارع وتوجهه هو من سيحسم نتائج الانتخابات ، شريطة أن تبتعد صناديق الاقتراع عن السلاح المنفلت والمال السياسي وتلتزم تطبيق العدالة والشفافية" .

يُفهم من النص الأول ان الحزب سيتحالف بعد الانتخابات وليس قبلها ، وهذا يحتاج الى توضيح من الحزب .

سأناقش الثاني ، لأن المقاطعة ، إن حدثت ، فهي موقف جديد على الحزب وجماهيره منذ 2003 .

- النص الثاني المتعلق بمزاج الشارع ، وابتعاد صناديق الاقتراع عن السلاح المنفلت والمال والعدالة ، لا تتوفر هذه الشروط إلا في بلدان متطورة وديمقراطية ، وما دام الحديث يجري عن العراق ، لا أعتقد ان أحداً يتوهم في ذلك ، بما فيهم الرفيق السكرتير .

- المقاطعة لا تكفي بالقول "قانون الانتخابات الجديد فيه خلل كبير وسيوزع المقاعد الانتخابية على القوى السياسية المتنفذة" ، بل أرى ان تتحول المقاطعة الى فعل حزبي جماهيري ، يُعيد للحزب بعضاً من جماهيره التي فقدها قبل وبعد انتخابات 2018 ، ويتم ذلك من خلال خطوات محددة وهي :

- إعلان صريح بأن الحزب يرفض هذا القانون ، ويطالب باصدار قانون آخر عادل تماماً وغير منقوص .

- لإصدار القانون العادل نطلب من الامم المتحدة ان تقدم لنا المساعدة القانونية ، والاشراف الفعلي ، كما في انتخابات 2005 ، وبدون إجراء تعديلات من قبل البرلمان ، وقانون سانت ليغو دون تعديل مناسب ، بحيث يضمن نسبة 40% من الأصوات تُحتسب على ان العراق دائرة انتخابية واحدة ، وبذلك نضمن للأحزاب المدنية والأحزاب الصغيرة تجميع أصواتها .

- تبرز الحاجة الى التحرك على مؤسسات المجتمع الدولي والأوربي لتوضيح الموقف وطلب الضغط على الحكومة ، ولا ينبغي ان يكون الموقف الأوربي غير الداعم لإنتفاضة تشرين سبباً لعدم التحرك باتجاههم ، لأن الهدف مختلف الآن ، ولضعف نشاطنا باتجاههم سابقاً .

- وحتى نقنع الهيئات الدولية سنحتاج الى حملة جمع تواقيع ، والأفضل أن تكون الكترونية ، ومن كل المحافظات ، ومن تجمعات الجالية العراقية في الخارج ، لتوضيح مستوى الدعم الشعبي لمطلبنا .

- هناك حاجة للتثقيف بموقف المقاطعة من خلال حملات اعلامية عبر صحافة الحزب أو من خلال القنوات الفضائية الصديقة وغير الصديقة .

- محاولة اشراك منظمات المجتمع المدني والنقابات على اختلافها ، لتتحول المعارضة الى فعل جماهيري شامل لقطاعات الشعب .

- كل ما تقدم يحتاج الى وضع خطط تنفيذية محددة من الآن ، على مختلف الاتجاهات مكانياً وزمانياً .

سواء شارك الحزب أم قاطع الانتخابات القادمة ، ستكون نتائج الإقتراع لصالح الأحزاب المتنفذة وميليشيات الإرهاب والفساد ، حتى لو حصل عدد محدود من المدنيين على مقاعد ، وتجربة السنوات السابقة تؤكد ذلك .

أرى أن يتحول موقف الحزب المعترض على القانون الانتخابي ، الى موقف الرفض الواضح ، وان يتحول الى نضال جماهيري فعّال ، يعزز ويطور الإنتفاضة التشرينية الى عصيان مدني عام قبل موعد الإنتخابات القادمة ، التي اذا تمت تحت هذا القانون ستضفي الشرعية القانونية على البرلمان القادم ، وتكون دماء الشهداء حينها قد جفّت ، حتى موعد آخر لإنتفاضة جديدة مستقبلاً .


2 كانون الثاني 2021










 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter