|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  12  / 12 / 2016                                 حكمت حسين                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 



عندما يخجل ، ولا يخجل ، المكتب الاعلامي للعبادي

حكمت حسين
(موقع الناس)

زار رئيس وزراء الدنمارك السيد لارس لوكه راسموسن يوم الجمعة الماضي بغداد ، والتقى مع رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، ضمن برنامج زيارته للقوات الدنماركية المشاركة في الحرب ضمن التحالف الدولي ضد داعش ، والمتواجدين في قواعد حلف الناتو على الأراضي التركية . وصدر عن الجانبين تقريرين صحفيين حول الزيارة وما تم التداول فيها .

ولكن اختلفت صياغة التقريرين ، بحسب اختلاف ثقافة نقل الخبر ، وثقافة العلنية والشفافية ، وثقافة احترام المتلقي ، واعلان الحقائق له ، وهذا ما نجده في خبر هذه الزيارة ، بعد ان نتجاوز الصياغات العامة المعهودة في مثل هذه الأخبار .

الخبر في صيغته الدنماركية ، أبرز ان الدنمارك ستقدم مبلغ 50 مليون كرونة دنماركية للجهود الانسانية لإغاثة النازحين من الموصل ، وخاصة في مجالي توفير الماء الصالح للشرب ، وتأمين شبكات الصرف الصحي في مخيمات النازحين ، وكذلك للمساعدة في تأمين الحياة الطبيعية بعد انتهاء المعارك ، ، وان هذه "المساعدة الاضافية" ستسخدم لعودة الحياة الطبيعية للمواطنين في مدينة الموصل ، ومعروف الجهد العسكري الدنماركي في ضرب داعش ، وكذلك في تدريب القوات العراقية ، وان الدنمارك ستواصل دعم الشعب العراقي .

ما خَجَل من ذكره مكتب اعلام العبادي ، هو ذكر مبلغ ال 50 مليون كرونه الي وعد بها رئيس وزراء الدنمارك ، على اعتبارات الخجل العشائري عند تقبل المساعدات ، كما هم متعارف عليه في مناسبا الأفراح والأحزان ، ولكنهم تناسوا ان ينقلوا الحقيقة الى الشعب .

ما لم يخجل منه مكتب اعلام العبادي هو ما ذكره في الخبر : "كما اثنى على القيادة الحكيمة للسيد رئيس الوزراء العبادي" ، وهذه الصياغة غير متوفرة في الثقافة الدنماركية عموماً ، ولم يجر الإشارة لها في الصياغة الدنماركية للخبر .

في الدنمارك يحترمون كفاءات الفرد ، ويقدرون العمل الجماعي ، ولكنهم لا يبالغون في ذلك ، خاصة في مثل هذه اللقاءات الرسمية ، وهذا ما نعرفه من لغة التخاطب بينهم ، رغم اختلافاتهم الفكرية والسياسية في العمل البرلماني والسياسي عموما ، ولا يحتاج ان نكون مع رئيسي وزراء الدنمارك والعراق لنعرف ذلك .

إنها ثقافة التزوير والتزويق والمخادعة ، التي تعتمدها احزاب الحكومة واحزاب الاسلام السياسي ، وابواقهم الدعائية من كتاب مأجورين وصحف وقنوات اذاعية وتلفزيونية ، تقدم لهم مايريدون مقابل ما يدفعون .

هل يقرأ العبادي ما يكتبه مكتبه الاعلامي ؟ أم انه أوصاهم بما يجب ان بفعلوا ، وعليهم التنفيذ بابداع ؟

كم أنت مسكين أيها العراقي ، يكذبون عليك ، وتصفق لهم ، وتنتخبهم من جديد ؟


للاطلاع على نص الخبرين ، تجدهما في الرابطين ادناه :

https://www.facebook.com/IraqPMMediaOffice/?hc_ref=NEWSFEED&fref=nf
http://www.dr.dk/nyheder/politik/danmark-giver-50-millioner-kroner-til-hjaelp-i-mosul

 

11 كانون الأول 2016



 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter