|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  29 / 5 / 2016                                 حسن حاتم المذكور                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

ثقافة الزلات...

حسن حاتم المذكور
(موقع الناس)

استجابة للحس الوطني, اعلنت لجنة التظاهرات قرارها الشجاع في تأجيل مظاهرتها ليوم الجمعة وربما لجمع اخرى تجاوباً مع الحالة الأستثنائية لحرب التحرير التي يخوضها بواسل الحشد الشعبي والجيش وابناء العشائر في الأنبار, لا خوفاً من مجزرة اضافية يرتكبها القائد الضرورة للقوات المسلحة او قيادات الأختراقات الأمنية لقوات حماية بغداد!!! , هكذا هي تقاليد الحراك الشعبي لتيار الحركة الوطنية العراقية, انهم احفاد شهداء المقابر الجماعية منذ الأنقلاب البعثي الدموي في 08 / شباط / 1963 وليس كما صورهم احد الكتاب الرسميين على انهم مجاميع غوغائية مخربة مندسة وعميلة للبعث والجوار الطائفي!!!.

كانتا مقالتين مرتبكتين ومفتعلتين للتسويق الشخصي غير الموفق لصديق كاتب جعلتنا مضطرين لأحترام قناعاتنا ومواقفنا ورفع الأساءة عن كاهل سمعتنا كما نرجوه الا يغضب بذات الأنفعالية اذا ما اقتربنا من جدار مفتعلاته فالبقايا الجريحة من اعمارنا لا تستحق ان (نتگبلس) من اجلها.

شطحة كسرت خواطرنا كأنها تطالبنا ان نهتف بــ (عوافي) لكل (ضرطة) تحرير امريكية, لم يكن مهماً ان نكون نحن الأصدقاء ضحايا لتلك الأنفعالية لكننا نرفض مثل تلك الأساءات ان توجه الى حركة جماهيرية عريقة بتاريخها النضالي وبعد ان نُسب اليها من هب ودب, تعمد المسيئون رمي رذاذ اساءاتهم على ثوب عراقتها, انها تغريدة مثيرة للوحشة كمن يتنكر لجذوره ويحاول اجتثاثها بعدوانية.

احياناً يصعب اقناع بعض الكتاب المتسرعين في تسويق الذات, ان الذي على ظهورهم اكياس بضائع طائفية وليس مباديء وطنية كما يعتقدون, هم لايرون ما على ظهورهم ولا يصدقون بمن يرى او لا يرغبون الأقلاع عن تدخين فراغ الغرور, انها سلطة العادة المدمرة عندما يضرب تأثيرها الصميم, المثقف الوطني لا سر في مواقفه وقناعاته امام مجتمعه.

غزوة احتلال مجلس النواب وفرض الأرهابي المعروف سليم الجبوري رئيساً, وكثمن لكسر ساق (قنفة) السلطة التشريعية, كُسر ساق الشرعية القانونية والدستورية في انتخاب الأغبلبية رئيساً موقتاً لأدارة مجلس النواب حتى يعاد انتخاب رئيس جديد, لقد تسلق الأنقلابيون على ظهور الكلاب البوليسية والسياسية في حالة استهتار وغباء مقرف.

نسأل كاتبنا العزيز: هل يصح اتهام الملايين من التظاهرين والشعب معهم بالغوغائية والتخريب والعمالة لدول الجوار وبعض الكتاب بالشعبويين وخدمة الدواعش والبعث, اتهامات بهذا الوزن والمضمون, من اي مشجب استعارها حضرة صديقنا, انها لم تكن مفردات منتقاة من قاموس التاريخ اللامع للثقافة الوطنية, نذكره فقط ان المثقف الوطني لايسمح لقلمه ان يحتال على الحقيقة حتى لا يجرفه تيار (....) الى ما لايليق به وما يجعلنا نأسف عليه.

لو ان المتظاهرين بحدود العشرات وحتى المئآت لهان الأمر اذا ما وجهت لهم تهم الغوغائية والتخريب والأندساس والأمتداد لدواعش البعث والجوار, اما اذا كان شعب منكوب بحكومة فساد وارهاب وتعدد عمالات ويعاني كارثة الموت اليومي ثم ادانة بعض الكتاب بالشعبوية والخيانة ومعادات الشيعة فهناك ثمة تلوث طائفي او خلل مكبوت, ان نطاح صخرة الحقائق لا يستبقي للسمعة قروناً للتباهي وليس امامنا هنا الا ان نعيد قراءة الفاتحة بعد كل انعطافة جديدة ونرفع اذيال ثوب بعض الكتاب الحكوميين الى اعلى رؤسهم.

شجاعة الأعتذار فضيلة وثقافة بذات الوقت وفيتامين نادر لترميم ثغرات الكبرياء, تعاطيها يتطلب قدر كبير من التواضع والثقة بالنفس وبعد ان تهدأ فورة الأنفعالات التي نأمل ان تكون كسابقاتها طارئة, هل سيبادر صديقنا العزيز لأعادة تجبير خواطرنا... ؟؟؟.
 


29 / 05 / 2016
 
 




 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter