|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الثلاثاء 8 / 10 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

التحالف المدني الديمقراطي

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


شهدنا صباح يوم الجمعة انعقاد مؤتمر القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية، شاركت فيه شخصيات مشهود لها بالتاريخ الوطني والنضال المعبر عن الطموح في إقامة نظام مدني ديمقراطي اتحادي في العراق، منهم السيدان أ. د. علي الرفيعي وجاسم الحلفي.

ومن الظواهر الإيجابية في هذا المؤتمر مشاركة شخصيات تمثل نواتات إسلامية متنورة، اعلنت تمسكها بالمفاهيم المعاصرة ورفضها لمحاولات البعض قسر الفاهيم الإسلامية بإتجاه التعارض مع توجهات العصر في ترسيخ قيم حقوق الإنسان، التي اعتقد أن الإسلام ورسوله سيدنا محمد كانوا دعاته المبكرين من خلال تحويل التقوى والغفران إلى أداة لتحرير العبيد، حتى أن التائبين ما عادوا يجدون رقبة ليحرروها.

لست هنا للحديث عن قيم الإسلام في تنظيم الحياة العامة على زمن الرسول والصحابة الأوائل، قبل أن يخلط البعض بين قيم الحرية التي بشر بها الإسلام وبين الجاهلية والأمبراطوريات المتجبرة الشرقية والغربية. المهم هو أن التيار الديمقراطي وتحالفه الجديد المدني الديمقراطي يلتزم، بحكم علمانيته، بجوهر قيم الإسلام من حقوق الإنسان في الحرية وضمان لقمة العيش وحقوق المرأة والطفولة والشيوخ. وهي التزامات يتنصل منها "جاهلية" قريش المعاصرون.

إن ما شهدناه في مؤتمر الجمعة بشارة تؤكد اتساع التيار الديمقراطي لكم يحترم حق الإنسان في حياة لاثقة. ومن يسعفه العمر يتذكر كيف أن مجالس العزاء الحسيني وندوات الفكر الإسلامي في المحافظات الغربية وبغداد، جميعها اكدت معارضة نهج السلطة قبل 1958، وتحفظها على حالة التمزق الوطني بعد 1959 ودعوتها لوحدة الصف. واليوم لن يكون التحالف المدني قوة معادية للعملية السياسية، إنما هو عين مسؤولة تشخص وتقترح علاجات وتحث بنشاطها الجماهيري على تعجيل التصحيح والتقدم بالمسيرة السياسية نحو مآسسة الدولة الديمقراطية الاتحادية.

وما اعلن يوم الجمعة المنصرم من تكاتف قوى سياسية دينية والقوى المدنية الديمقراطية له سوابق في تاريخ الشعوب، فمصدق تأميم النفط دعمته قوى رئيسة في حوزة قم، وخالد محمد خالد الأزهري كان صوتاً عالياً يطالب بالديمقراطية زمن الزعيم عبد الناصر، حتى كاد يوصمه البعض بـ"الإلحاد" برغم عمته الأزهرية. وشهدنا في امريكا الوسطى والجنوبية الكنيسة تصطف بجانب الثورة المسلحة على الأقل في تبني مطالبها ضد الدكتاتوريات وجمهوريات الموز. وكان البطريارك ماكاريوس في خمسينات القرن المنصرم بجانب ايوكا في قبرص حتى في الكفاح المسلح.

عسى يوفق اصطفاف القوى الإسلامية المتفتحة بجانب التحالف الديمقراطي، فيما هناك قوى "دعاة" متنورين في السلطة، في دعم مآسسة الدولة المدنية الديمقراطية العراقية، التي ارى أن من معالم ترسيخها اصطفاف كتلة المواطن برمزيها السيد عمار الحكيم واحمد الجلبي بجانبها. وقد يكون اكثر من طموح خروجهم على الناخبين في قائمة واحدة، فيما المدنيون انفسهم منقسمين لحد الآن!!؟
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter