|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 السبت  7 / 12 / 2013                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لسعة قلم

إعلام أم بهارات

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


يكتب الصحفيون الغربيون الكثير من الأخبار والتقارير وفق معايير مهنية، وهم في مهنيتهم لا يتخلون عن مواقفهم السياسية، برغم كل ما يقال عن ضرورة الحيادية والموضوعية.

أن بعض الموضوعية ان تكون “موجوداً” وليس مجرد آلة تصور الحدث، بخبراتك وبصيرتك في صياغة ما بعد الحدث في التقرير الصحفي. لذلك فإن آباءنا استمعوا لـ لندن واسرائيل وصوت اميركا، لكنهم لا يستمعون لوسائلنا الإعلامية، لأنهم لا يجدون اخبار الوطن بل “بهارات” حارقة من المدح والذم. مع حرص تلك الموسسات على “اغراض” اقامتها لمصلحة “ مؤسسيها”.

وبشأن الخلاف بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بخصوص صادرات النفط إلى تركيا، اصطف الكثير من وسائل الإعلام مع المواقف الرسمية، وهو امر يمكن تقبله إن كان في مجال تشخيص المصالح الوطنية للشعب العراقي، بشان ضرورة التوافق واطلاق عمليات التصدير لتوفير المزيد من الموارد للبناء. لكن المأساة هي ان غالبية وسائل الإعلام، ومنه وسيلة اعلامية التقيتها في برنامج على الهواء، لا تضع يدها على نقاط الخلاف وإمكانية التوصل إلى اتفاق بخصوصها، وتحري المصلحة في حث الطرفين على التوصل إلى توافق، إنما تبني نهجاً تصعيدياً يخلط بين الأمور، حد تصوير الخلافات بـ”الأزلية”برغم أن هذه “الأزلية” المزعومة يدحضها الوجود الرصين للكرد ضمن الخمسة الكبار، ثم التسعة، في التعاون على ارساء اسس الدولة المدنية بعد خلع الشمولية، ووجود البيشمركة في بغداد للدفاع عن مؤسسات حيوية وحماية العديد من السياسيين خارج مهامهم، واتفاق اربيل وتشكيل حكومة السيد المالكي الثانية، ورفض رئيس الجمهورية الكردي السيد طالباني الاصطفاف مع موجة محاولة تسقيط المالكي.

إن بعض الإعلاميين لا يعرفون الفرق بين الخلافات بشان التصدير، وسلامة مد انابيب لتصدير النفط العراقي عبر شبكة باشراف وزارة النفط الاتحادية ومصادقتها على العقود. ولا يعرفون الفرق بين مستحقات شركات النفط العاملة في كردستان وبين حصة الإقليم في الموازنة العامة.. وهناك الكثير غيره من الخلط. ناهيك عن التورط في تصعيد غير عادي ضد الجارة تركيا، فيما من المؤمل خطوات مسؤولة اخرى للمالكي، ضمن نهج الحرص على افضل العلاقات مع كل الجوار، ضمنها افضلية التبادل التجاري معهم، بضمنهم السعودية، لما فيه مصلحة العراق اقتصادياً وتمتين فرص استقرار المنطقة.

من حسن حظ العراق انتصار أرادة التوافق بشأن تصدير النفط من كردستان، وسيكون من حسن حظ كل الأحياء والاجيال أن تسوى العديد من المشاكل بالتوافق وتغليب الرؤية البعيدة على الأنفعال او توهم سهولة ازاحة الآخر أو تصفيته، فكل القمع ضد الشيعة والكرد وبقية المعارضين من السنة والمكونات اخر سقوط الشمولية، لكنه لم يحل دونه.

ترى هل يكون لدينا اعلام يُنضج طرح القضايا وليس “اشعالها” بـ “بهارات” الانفعال والحماس وجهل المصالح العليا للشعب؟!؟
 

07-12-2013
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter