|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الثلاثاء 6/11/ 2012                        حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

القطاع الخاص

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com

إذا ما كانت الحرب العالمية الأولى وما بعدها قد شهدت بدايات صناعات بسيطة معاصرة ، حفزت لها حاجة قوات الاحتلال البريطاني، وقيام مؤسسات واضحة لدولة عراقية قريبة من روح القرن العشرين، بتاثير الانموذجين الهندي والمصري، فللحرب العالمية الثانية اثرها الكبير في قيام المزيد من الصناعات الكبيرة لسد الحاجة المحلية وتغطية حاجة قواعد القوات البريطانية ودعم قواعد الجوار.
 
وكان للحصار الدولي ضد النظام السابق اثره في دفعه لتقديم دعم كبير للصناعات المحلية والقطاع الخاص، برغم ان اغلب هذا الدعم ناجم عن طبع النقود، بالتالي القفزات المروعة للتضخم، بحكم منظرين مثل "الفريق الركن"حسين كامل الذي ظن أن طبع النقود حل اقتصادي. المهم ان الإنتاج الزراعي شهد نمواً كبيراً، ونما القطاع الخاص برغم حاجة النظام لإحكام قبضة راسمالية الدولة المالكة لكل شيء، وكان للصناعيين والمزارعين الجدد دورهم في تنشيط المعارضة الداخلية المعادية للشمولية، مع انها قامت في احضانه، بحكم حاجة الإنتاج بالأخير إلى الأستقرار ونمو الموارد، وليس استنزافها في المغامرات وتحجيمها بالعقوبات الدولية.
 
وتطلع جمهرة المزارعين والصناعيين إلى النظام الجديد الرافض دستوره وطروحات قادته للشمولية وتنمية القطاع الخاص، وهو منهج ينبغي ترسيخه لأن الديمقراطية مرتبطة بتقدم الإنتاج الرأسمالي وازدهاره، فتعدد "المؤسسات" الخاصة يظل القلاع الاقتصادية والاجتماعية للدفاع عن تعددية الرأي والمواقف، بعيداً عن قبضة السلطة التنفيذية، التي ينبغي ان تكون اداة لتلبية حاجة قلاع الإنتاج، وضمان حقوق العمال والفلاحين التي "فرضت" علينا منذ دخولنا عصبة الأمم عام 1932!؟
 
ويكاد عام 2012 ينتهي، وصادق مجلس الوزراء على مشروع قانون موازنة 2013، بعد إجراء التعديلات الملبية لبعض المطالب المشروعة، لكن بند دعم القطاع الصناعي الخاص لعام 2012 لم يطبق بالشكل المطلوب، حد أن جمهرة غفيرة من الصناعيين احتشدت للتظاهر احتجاجاً على عدم حصولها على القروض المقررة لتحديث نشاطها او توسيعه.
 
وإذا ما كانت الشرطة قد منعت تظاهر الصناعيين في ساحة التحرير كي لا تتعرقل مصالح الناس، فأن الحقيقة هي تلكؤ رفد الصناعيين بكل مستلزماتهم هي العرقلة الكبرى لمصالح الشعب، بل تعويق مستقبل العراق كله. وكان الأجدر بالعاطلين وعمال المشاريع الصناعية ان يلتحقوا بتظاهرة الصناعيين لتكون حراكاً جماهيرياً كبيراً لرسم مستقبل العراق غير الريعي.
 
الكويتيون اقاموا عشرات الصناعات التي نستوردها، واستزرعوا العديد من المناطق خصوصاً المجاورة لنا، والسعوديون باتت لديهم مؤسسات صناعية كبرى وخبرات مكملة، بجانب إستزراع ضخم للمناطق الصالحة للزراعة والصحارى، وعراق دجلة والفرات يتصحر، والمشاريع الكبرى في زمانها مثل فتاح باشا العسكري، ومعامل محمد حديد بقيت على حالها، دون ان تضاف لها مشاريع كبرى اخرى مهمة، وجيش العاطلين المتطلعين لـ"مكارم" الدولة في تزايد مروع، فيما التسول بات ظاهرة تهاجمك حتى عيادات الأطباء والمستشفيات؟!؟
 
وكان الأجدر بجميع الديمقراطيين مشاركة الصناعيين تظاهرتهم!!؟

 

 
 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter