|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 الثلاثاء  5  / 8 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الرئيس والسحب الظلامية

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


جيد تصدي اوساط عراقية واسعة لجريمة الأعتداء على حقوق المواطنين المسيحيين وبقية الأطياف العراقية ممن ليسوا على ظلامية داعش، لكن السؤال المهم: هل ان داعش جاءت من فراغ (من زرف الحائط)؟

عام 2006 ومطلع 2007 شهدت البصرة موجة ظلامية فـ"عوقب" شاب وشابة مسيحيان حتى الموت في البصرة، ضمن نشاط تخريبي يستهدف المسيحيين والسنة في مناطق الجنوب والوسط، في مخطط يحاول توظيف بيئة التوتر الطائفي لتصعيد الفتنة التي فلت عقالها بعد شباط 2006.

تصريحات الشجب والإعلان عن معاقبة المجرمين وحدها لم تجدِّ، فلم تعد الكنائس تقرع في البصرة ولا في ارجاء الجنوب، برغم ان الجنوب والوسط كان حاضناً لعوائل مسيحية عراقية، زراعية وتجارية وتربوية، بجانب خبرات إدارية وفنية متميزة في ارجاء الوطن. وبرغم كل الإعلانات الرسمية فأن مليشيات علنية وأخرى متسترة نصبت نفسها عصابات لمطاردة مواطنين عراقيين اصلاء وتنغيص عيشهم، فكانت هجرة الصابئة الذين لم يبق منهم احد في الجنوب، ولم يبق من هذه الطائفة سوى قلة في بغداد، برغم انهم ثروة قومية لها بصماتها التاريخية.

وليس حال المسيحيين والأزيديين بأحسن في بغداد، فالتفجيرات استهدفتهم بذرائع متعددة تنتهك الدستور والقانون، بل تصدر البعض لـ"تهديد" الكورد في بغداد راكباً حصان الخلافات بين بغداد وأربيل، حد الأعتداء على مكاتب "التآخي"، التي لم يسبق لأحد أن تعرض لها بشكل سافر حتى زمن الشمولية!؟

قبلها كانت المذبحة التي راح ضحيتها 25أمرأة وسط بغداد بذريعة محاربة الرذيلة، وتكررت الجريمة ثانية، وهي المهمة التي لها قانون وعقوبات معينة ، وليس القتل.

في هذه الأجواء، احياناً في بغداد، وفي اغلب الأحيان خارجها، يتم منع الصحفيين من القيام بعملهم، تحت ذرائع "أمن" القوات المسلحة والأمنية، برغم كل ما يؤكده القائد العام للقوات المسلحة من احترامه للإعلام.

كل هذه الوقائع المتكررة ممارسات داعشية في وسط العراق وجنوبه، اعطت زخماً لقوى أكثر صراحة في ظلاميتها بمداهمة محافظات عديدة وفرض سلطتها بقوة السلاح لتمارس اعتى موجة ظلامية لم يشهدها العراق، حتى زمن الاقتتال العثماني الصفوي.

إن ما طرحه رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم في أول خطاب له بشأن إستعادة وحدة الصف الوطني على اساس الدستور والقانون واحترام ارادات الأطياف في دولة فيها الجميع فائزون، لردع الإرهاب والفساد والطائفيين بغض النظر عن الوانهم، يستدعي تصدياً عاجلاً لمعالجة معاناة أطياف أصيلة ضمن ضوابط إغاثة المواطنين وحمايتهم، وتأكيد سيادة الدستور والقانون بملاحقة من ينصبون انفسهم دولة دموية مطلقة داخل الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية.

وبدون هذا التصدي الحازم لرئاسة الجمهورية بالتعاون مع الرئاستين الأخريين، في تسييد الدستور والقانون يصبح اي حديث عن الالتزام بهما والعمل لإستعادة السلم الآهلي مجرد شعارات للتعتيم على الفشل، وهو ما ألتزم به الرئيس العراقي المنتخب بقوة طيلة سيرته في ثورة الجبل العراقية لإقامة الديمقراطية والعدالة.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter