|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |

     
 

 السبت  4 / 1 / 2014                    حسين فوزي                                كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ركائز النصر

حسين فوزي
h_f_alsahi@yahoo.com


لا يمكن التعامل مع صحفي مثل بوب ودوورد كما هو التعامل مع اناس فرضت فرص العمل ولوجهم الصحافة، ضمن سياق حاجة الأنظمة الدكتاتورية والشمولية لمن "يبخر" لهم. وودوورد هو احد اثنين اسقطا نيكسون بكشفهما لخيوط "ووترغيت".

وفي كتابه "حروب أوباما" 2010 والمترجم في 2011، يؤشر الصراع بين مؤسستين في واشنطن: الرئاسة المتغيرة ووزارة الدفاع وجنرالاتها "الراسخون"، حد التقاطع "احياناً" مع وزيرهم والرئيس: كيف ان الجنرالات فرضوا على جونسون 1965 الكثير بشأن فيتنام، وكيف ان اوباما لا ينصاع لغير "منطق العقل والتوازن" في رؤية مصلحة أميركا.

غالبية كتاب "حروب اوباما" مكرس للحديث عن قرار زيادة تعداد القوات الأميركية 40 الف جندي في افغانستان بعد توليه الرئاسة، حيث انزلقت الحرب نحو اطلاق يد المسلحين حد ان الافغانيين باتوا يدفعون لطالبان للحفاظ على سلامتهم، فيما تصاعدت العمليات كثيراً.

وعن المقاربة بين العراق وافغانستان يقول الجنرال بيترايوس نصاً في الصفحة 310 "ما اتاح المصالحة في العراق 7- 2008 اظهار الولايات المتحدة "صدق العزيمة والقرار من خلال :
- ادراك السنة (المتمردين) ان تصميم الائتلاف ثابت وان مجموعاتهم لن تتمكن من التغلب على قوات الائتلاف والقوات العراقية.
فيما كان المسلمون السنة في العراق قد بدأوا ايضاً يرفضون المتمردين الاجانب، وكان امامهم بديل سياسي عن العنف.
- شعور السنة بالضرر من اعمال المتمردين.
- خيبة الأمل من القيادة الاجنبية (للقاعدة في العراق).
- رفض السنة للأيديولوجيات المتطرفة والممارسات الظالمة والعنف المطلق من القاعدة في العراق ومجموعات المتمردين السنة.
- وجود "عملية سياسية" عراقية "تتمتع بدرجة من الشرعية".

إن هذه الركائز للحل الذي تبلور من خلال عمل عسكري وسياسي، زيادة القوات الأميركية ومسيرة دولة القانون، لا يمكن الفصل بينهما، فالشرعية ركيزة اساس، ومنها احترام الآخر وعدم الخلط بين الاعداء والمعارضين وفق الدستور، وهنا علينا الحذر من نهازي الفرص وراكبي الموجات بحثاً عن مجد شخصي ومغانم.

ورب ضارة في استشهاد القائد محمد، في "نفع" الحث على "العمل"، مع الوعي بأن توفير الأمن للمواطنين وتسييد معايير المواطنة وليس اي شيء آخر، ضرورة كبرى لدعم جهد القوات المسلحة في بادية الأنبار وغيرها من المناطق الساخنة. فهذه "القاعدة" التي ترتكز عليها عمليات التطهير ومسك الأرض وتوفير الخدمات، بدونها من يقتل يحل محله ساخط آخر، قد يكون خرج من الشباك لكنه يعود من مسارب اخرى؟!؟

إن بعض من ركبوا موجة الاعتصام، وحتى الطروحات الطائفية، ليسوا جميعاً سواء، والعبقرية هي في القدرة على التمييز بين من له مصلحة في تمزيق نسيج المجتمع، ومن انجر لأي سبب آني؟

هذا هو التحدي الكبير في نجاح اي عمل امني وطني، فبدون عمق الرؤية الأمنية الاجتماعية الاقتصادية والسياسية والقانونية، لن يتحقق سوى المزيد من المعارك.
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter